للمرة الأولى يتمكن علماء الكواكب من احتساب كمية الماء، داخل البقعة الحمراء الكبيرة في كوكب المشتري، حيث تأكدوا من وجود كمية كبيرة من الماء في الطبقات السفلى من غلافه الجوي. وفي مقال نشرته مجلة Astronomical Journal الأمريكية، صرح غوردن بوريكير، من مركز غودارد للرحلات الفضائية، لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا : عندما أرسلنا المسبار غاليلو إلى كوكب المشتري، وقعنا في ما يشبه الصحراء حيث لا وجود للأمونيا أوالماء، وهو الخطأ الذي جعلنا نفترض عدم وجود الماء نهائيا على كوكب المشتري، تماما كما يمكن أن يهبط شخص من كوكب آخر على كوكب الأرض في صحراء موهابي بأمريكا الشمالية مثلا، فيظن أن كوكب الأرض خال من الماء . لكن وصول المسبار غاليلو إلى المشتري دحض الاعتقاد السائد بأن المشتري خال من الأمونيا والماء، لأنه وجد كمية هائلة من الرطوبة، ومركبات النتروجين والهيدروجين في الطبقات السفلى لغلافه الجوي، وكان التحقق من ذلك الاكتشاف صعبا، بسبب أن المشتري محاط بسحب من الإلكترونات وجسيمات مشحونة، تمنع دراسة باطنه بواسطة التلسكوبات اللاسلكية. لقد تمكن بوريكير وفريقه، قبل سنتين، من اختراق هذا الحاجز بابتكار طريقة جديدة لمعالجة البيانات التي تصل من التلسكوبات اللاسلكية الأرضية، وبذلك تمكنوا من إثبات وجود الأمونيا داخل البقعة الحمراء، ومناطق أخرى من كوكب المشتري، ثم استخدم هذا الفريق بعد ذلك تلسكوبات الموجات القصيرة، القادرة على التقاط إشعاع الجزيئات على عمق 90-100 كيلومتر من السطح العلوي لهذه السحب. وأوضحت هذه القياسات أن كامل الطبقة السفلية تقريبا من سحب المشتري تتكون من الماء، ولا تحتوي على الأمونيا أو المركبات العضوية الموجودة في الطبقات العليا، وهو الاكتشاف الذي يؤكد قياسات غاليلو ، وفقا لعلماء الكواكب، ويفند الاعتقاد السائد لدى كثيرين بشأن تكوين البقع الحمراء. وخاصة أن العلماء كانوا يعتقدون أن الماء موجود فقط عند قاعدة الإعصار، في حين تؤكد قياسات بوريكير وفريقه أن الماء هناك بكميات أكبر، وأنه يصل حتى قمة المرتفع الجوي، وإذا صحت هذه الفرضية، فإن الكتلة الهوائية الرئيسية تتحرك عموديا وليس أفقيا كما كان يعتقد. تشير تلك القياسات، إلى جانب قياسات أخرى، إلى أن باطن المشتري يحتوي على كمية من غاز الأكسجين تعادل على الأقل ضعف كميته في الشمس، ومع أخذ فرق الكتلة في الاعتبار، فإن المشتري يحتوي على الماء أكثر من الشمس.