قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تكريم الحركى أياما قليلة فقط بعد اعتذاره عن اغتيال موريس أودان، وإقراره بمسؤولية فرنسا عن ممارسة التعذيب بشكل ممنهج بالجزائر، ما جعل مراقبين يشككون في صدق نوايا الرئيس الفرنسي المعروف بمواقفه الجريئة بخصوص ملف الذاكرة، وهو الذي وصف من قبل الاستعمار الفرنسي للجزائر بأنه جريمة ضد الإنسانية. ورفع ماكرون بموجب مرسوم نُشر في الجريدة الرسمية، أمس، ستة حركى سابقين وجمعيتهم إلى درجة جوقة الشرف برتبة فارس، أعلى رتبة تكريم تمنحها الدولة الفرنسية. وحسب وكالة الأنباء الفرنسية فرانس برس ، فإن الرئيس ماكرون سيرفع 6 حركى ومؤسسة جمعية لهم إلى درجة جوق الشرف برتبة فارس، أعلى رتبة تكريم تمنحها الدولة الفرنسية. كما سيتم رفع 4 حركى إلى درجة الإستحاق برتبة ضابط و15 آخرين إلى رتبة فارس. وأشار ذات المصدر، إلى أنه هذا التكريم يأتي بعد بضعة أيام على اليوم الوطني للحركى المصادف ل25 سبتمبر الجاري. ويأتي قرار ماكرون بتكريم الحركى الملطخين بتعذيب الجزائريين من بني جلدتهم ابان ثورة التحرير، بحسب مراقبين، ليبدد بعض الآمال لاعتراف فرنسا بجرائمها الاستعمارية في بلادنا، والتي انتعشت بشكل كبير قبل أسبوع، اين أقرت الدولة الفرنسية على لسان رئيسها إيمانويل ماكرون بمسؤوليتها عن ممارسة التعذيب بشكل ممنهج، وبتنفيذ إعدامات دون محاكمات إبان ثورة التحرير الجزائرية. وبدت رغبة ماكرون، بحسب مراقبين، متسقة مع مواقفه الجريئة من الاستعمار الفرنسي التي أعلنها من الجزائر في زيارته الأولى عندما كان مرشحا رئاسيا، ولم يتردد حينها في وصف الاستعمار الفرنسي للجزائر بأنه جريمة ضد الإنسانية وأن على الفرنسيين الاعتذار لضحاياهم. وقد وصفت بعض الصحف الفرنسية خطوة ماكرون بالتاريخية، لكن ما ينتظره الجزائريون من الرئيس ماكرون هو أن يقدم اعتذارا صريحا وواضحا عن جرائم الاستعمار الفرنسي. في المقابل، شنت الأحزاب السياسية الفرنسية هجوما قاسيا على ماكرون، فلا تزال الأوساط الفرنسية الشعبية والحزبية ترى في الاستعمار رسالة حضارية وفي قتلى الجيش الفرنسي أبطالا وطنيين يجب أن تدرس سيرتهم للنشء. بالمقابل، يستبعد مؤرخون فرنسيون قيام بلادهم بالاعتراف بجرائمها الاستعمارية بمحض إرادتها، لأن فرنسا كانت تؤكد دائما أن الأبناء لا يمكن أن يعتذروا عما اقترفه الآباء، كما أن البرلمان الفرنسي صادق في 2005 بالأغلبية على قانون تمجيد الاستعمار الفرنسي.