أطلقت ثلاثة مشاريع جمعوية بورڤلة، تشمل مجالات الثقافة والصحة والبيئة، والتي ترمي إلى ترقية مستوى العمل الجمعوي خدمة للصالح العام وذلك عقب إبرام اتفاقيات في أكتوبر الفارط بين ثلاث جمعيات محلية والسفارة الفرنسية بالجزائر. وتندرج تلك المشاريع الثلاثة التي تمولها السفارة الفرنسية بالجزائر (مصلحة التعاون والعمل الثقافي) لفائدة كل من جمعيات المعصومة للإعلام وتنمية قدرات الشباب و صناع الحياة في إطار ترقية المساهمة الفاعلة في تطوير العمل الجمعوي في هذا الشأن من مجرد أعمال تطوعية إلى مشاريع دائمة، كما أوضح رؤساء هذه الجمعيات. ويتمثل مشروع جمعية المعصومة للإعلام في إعادة إحياء الصناعات التقليدية بقصر ورڤلة ويهدف إلى ترقية الموروث الثقافي والشعبي الذي يعكس الذاكرة الجماعية للسكان، كما ذكر رئيس الجمعية، مصطفى إبراهيم بابزيز. وسيساهم هذا المشروع بالخصوص في إعادة إحياء أربعة حرف تقليدية تعكس الموروث الثقافي لسكان قصر ورڤلة وتتمثل في فن السعف وفن الترميل وفن النسيج وفن اللباس التقليدي حيث ستقوم الجمعية بتنظيم عديد النشاطات التي تستهدف بوجه خاص فئة الحرفيات والحرفيين وأصحاب المهن التقليدية على مدى سنتين (2018-2020)، إستنادا للمتحدث. وسيتم التركيز على الرفع من مستوى الأداء عن طريق التكوين والمرافقة بعقد اتفاقية مع مركز التكوين المهني بعين البيضاء بشرق ورڤلة من أجل توفير وتكوين يد عاملة مؤهلة لاسيما الشباب وتنظيم معرض المنتجات الحرفية الخاصة بحرفي وحرفيات المنطقة والتعريف بها وتسويقها، وفق رئيس الجمعية. وقصد توفير فضاءات دائمة لعرض وتسويق هذه المنتجات، تسعى هذه المبادرة كذلك إلى فتح محلات دائمة للصناعات التقليدية داخل قصر ورڤلة تكون بمثابة معرض دائم للتعريف بالمنطقة وبأحد رموزها التراثية لفائدة السياح الوطنيين والأجانب في وقت أصبحت هذه الصناعات التقليدية تشكل ثروة مستقبلية يتوجب الإعتناء بها وحمايتها من الزوال وتعد واحدة من أدوات الجذب السياحي للمنطقة. وسيتم في هذا الإطار التنسيق مع عديد الجمعيات الناشطة في هذا المجال لوضع إستراتيجية محددة وتوفير جميع الإمكانيات اللازمة من أجل إنجاح العملية وتفعيل الوعي بأهميتها لدى المواطن لاسيما وأن المنطقة تعد بيئة ملائمة للتوجه نحو الصناعات التقليدية وترقيتها وتطويرها، كما أضاف ذات الفاعل الجمعوي. ويهدف المشروع الثاني لجمعية تنمية قدرات الشباب الذي يحمل شعار علمني إلى رفع وعي الشباب (فئة ما بين 16 و28 سنة ) من خلال التوجيه في المهارات الحياتية والاجتماعية والصحية على غرار الحد من انتشار مرض نقص المناعة المكتسبة (السيدا) وغيرها، مثلما ذكرت من جهتها، رئيسة الجمعية بالنيابة، فاطمة الزهراء بن داود. ويركز المشروع الثالث على التوعية بأهمية البيئة والمحيط في تحسين الإطار المعيشي للمواطن حيث اختير الحي الشعبي بوغفالة من أجل تجسيده وجعله نموذجا لباقي أحياء المدينة من خلال استهداف تلاميذ المؤسسات التعليمية، حسب ما شرحت بدورها، رئيسة جمعية صناع الحياة فضيلة عيشوش. وجرى حفل انطلاق تلك المشاريع الذي نظم بدار الثقافة مفدي زكرياء بعاصمة الولاية بإشراف ممثل عن السلطات الولائية وممثل عن السفارة الفرنسية بالجزائر، خليف يخلف، بحضور عديد الفاعلين في المجالات الثقافية والبيئية والصحية وجمعيات ناشطة بالولاية. وأشار يخلف وهو مكلف بمهمة المجتمع المدني بالسفارة إلى أن 22 جمعية تم تمويلها خلال سنة 2018 من طرف ذات الممثلية الدبلوماسية وذلك ضمن إستراتيجية تنمية قدرات المجتمع المدني الذي يراهن عليه في التنمية المستدامة.