رفض الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم الرد على الاتهامات التي طالته من قبل عمار سعداني الأمين السابق للافلان في سنة 2015، لما وصفه بأنه يتحرك بإيعاز جهات معينة، وخادم لأسياده، وفي هذا الصدد أكد بلخادم أنه ليس في حاجة لإيعاز لكي يعود لبيته، مضيفا عدم حمله لأي غل اتجاه سعداني، واكتفى بالاستشهاد بالمثل العربي القائل زين الشرف التغافل في إشارة منه بعدم الرد على تصريحاته. وبعدما ثمن بلخادم قرار الرئيس، لما إعتبره رفعا للغبن على حزب جبهة التحرير الوطني، خلال اللقاء الذي جمعه مع منسق القيادة الموحدة في الحزب، معاذ بوشارب، أوضح في أول تصريح له بعد سنوات من الغياب على الساحة الوطنية، أن مثل هذا القرار من شأنه التمكين من إعادة بناء هياكل الآفلان من جديد. وقال الأمين السابق، أن أول شيء يجب العمل عليه في الحزب هو إخلاؤه من الدخلاء، وكذلك مكافحة الفساد وشراء الذمم داخل الآفلان، مؤكد أن جبهة التحرير الوطني ليست شركة ذات أسهم وهو غير قابل للشراء أو البيع . وللإشارة يشرع الآفلان في جملة من المشاورات مع قيادات وإطارات الحزب من أجل عقد المؤتمر الإستثنائي لتحديد الأمين العام الجديد للحزب بعد استقالة ولد عباس من أمانة الحزب بسبب وعكة صحية حسب ما نشرته وكالة الأنباء في شهر نوفمبر الماضي . أي دور جديد للقياديين السابقين ؟ يطرح مراقبون و متتبعون للشأن السياسي في الجزائر علامات استفهام كبيرة حول الأدوار التي يمكن أن يلعبها القياديون السابقون في حزب جبهة التحرير الوطني في صورة بلخادم، سعداني و غيرهم خلال المرحلة المقبلة،في ظل الرغبة الملحة من الهيئة المسيرة للافلان في لم شملهم في اقرب الآجال،رغم استبعاد الأخيرة لإمكانية عقد مؤتمر استثنائي في قادم الأيام. ومنذ تعيينه على رأس الهيئة الجماعية للحزب، باشر معاذ بوشارب سلسلة لقاءات مع قياديين سابقين في الحزب، كانوا يقودون تيارات معارضة للقيادة السابقة في عهد عمار سعداني وبعده جمال ولد عباس، وذلك في إطار ما سمي "مساعي لم الشمل" قبل الذهاب إلى مؤتمر استثنائي. لكن بعد استبعاد بوشارب أمس الأول لإمكانية عقد مؤتمر استثنائي للافلان في قادم الأيام بسبب عدم توفر الظروف المناسبة،طرحت تساؤلات كثيرة حول خلفيات مساعي لم الشمل، و هل فعلا تتعلق بترتيب البيت و التحضير للمؤتمر المقبل، ام ان لها أهدافا أخرى تتعلق أساسا بالرهانات الانتخابية المقبلة . و معلوم بأن المهمة الأساسية للهيئة المسيرة لحزب جبهة التحرير الوطني التي تم تنصيبها بعد استقالة جمال ولد عباس تتمثل في التوصل إلى عقد مؤتمر استثنائي للحزب في اقرب الآجال،هذا ما قاله بوشارب خلال جلسة تنصيبه، لكن يبدو بحسب مراقبين أن رئيس المجلس الشعبي الوطني قد ركز جهوده في الفترة الحالية على لم شمل شتات الحزب و هي مهمة فرعية خصص لها بوشارب عدة جلسات و لقاءات مؤخرا مع قيادات افلانية من بينها عبد الكريم عبادة ، صالح قوجيل وصليحة جفال،ما جعل عارفين بخبايا البيت العتيد يؤكدون بأن هذه القيادات سيكون لها دور هام في الرهانات السياسية المقبلة في البلاد. و يكون بوشارب قد التقى مساء امس بمقر الافلان في حيدرة الأمين العام الأسبق عبد العزيز بلخادم في إطار مشاورات يجريها مع قيادات في الحزب،في انتظار لقاءات أخرى مرتقبة مع عمار سعداني و عبد الرحمان بلعياط،علما بأن الرجل الاول في الافلان حاليا قد اكد في عديد المناسبات أنه سيجمع كل الطاقات في صفوف الحزب دون إقصاء أو تهميش . فرضية تجنيد القيادات السابقة في الافلان لما هو أكبر من المؤتمر الاستثنائي للحزب،ظهرت جليا في تصريحات أطلقها امس القيادي الأسبق عبد الرحمان بلعياط و الذي قال إن مصطلح الحرس القديم مصطلح مزيف لان في حزب جبهة التحرير الوطني كل الاجيال متواجدة. وان هناك هيئة عليا داخل الحزب تحمي الحزب ومبادرة الرئيس جاءت لتفادي ما وقع فيه الحزب منذ 2013 ،أي على أعتاب الانتخابات الرئاسة آنذاك. وحول دور الهيئة التسييرية التي جرى تعين معاد بوشارب رئيسا لها قال عبد الرحمن بلعياط في تصريحات تلفزيونية ان المهم في هذه القضية هي هيئة رئاسة الحزب الذي يرأسها الرئيس بوتفليقة ،مؤكدا ان أمور الحزب ستعود إلى مجراها بمبادرة الرئيس بوتفليقة وان قاعدة الحزب سليمة وتجعل الجميع متفائل بها ومؤيدا لها.