تشكل مسألة التعامل مع القياديين السابقين في حزب جبهة التحرير الوطني،نقطة خلاف كبيرة داخل القيادة الجديدة في الافلان،ففي وقت يصر فيه منسق هيئة تسيير الحزب معاذ بوشارب، أن جميع أبناء الحزب مرحب بهم دون إقصاء ولا تهميش ،يرفض تيار آخر داخل الافلان كما يبدو عودة من يسمون ب الحرس القديم ،و هنا فتح محجوب بدة النار على جمال ولد عباس و عمار سعداني و حملهما مسؤولية أزمات الحزب مؤخرا. و أكد منسق هيئة تسيير حزب جبهة التحرير الوطني، معاذ بوشارب، أن جميع أبناء الحزب مرحب بهم دون إقصاء ولا تهميش . وأوضح بوشارب في تصريح للصحافة عقب لقائه مع القيادي السابق في الحزب، عبد الكريم عبادة، أن كل مناضلي وإطارات الحزب مرحب بهم دون اقصاء او تهميش ، مذكرا بانه سبق وأن التقى، في إطار هذا المسعى، بكل من صالح قوجيل وصليحة جفال على ان يلتقى لاحقا بقياديين آخرين، على غرار عبد الرحمان بلعياط وعبد العزيز بلخادم. وفي إجابته عن إحتمال لقائه مع عمار سعداني الذي أحاله على لجنة الإنضباط سابقا، رد المتحدث بأن " اللقاءات مبرمجة دون إقصاء ولا تهميش ومرحب بالجميع بما فيه عمار سعداني". وأبرز بوشارب ان هذا اللقاء يندرج في اطار اعادة اللحمة ولمّ شمل بيت حزب جبهة التحرير الوطني من خلال انطلاقة جديدة مبنية على أسس الاحترام والتقدير ، مضيفا ان الهدف هو بناء الجزب على أسس سليمة وفق معيار النضال . وفي رده على سؤال حول رئاسيات 2019، أشار بوشارب الى أن مسألة ترشح الرئيس بوتفليقة ترجع إليه بالدرجة الأولى، مستطردا بالقول في هذا الشأن: تكلمنا عن البرنامج الذي نسانده ومازلنا متفائلين بأننا نستطيع ان نطبقه ورئيس الجمهورية يبقى فوق كل الاعتبارات الحزبية والسياسوية وهو يمارس سلطته الكاملة . بالمقابل كان لمحجوب بدة، وزير العلاقات مع البرلمان، ورئيس جمعية قدماء منتخبي الافلان موقف مغاير لمعاذ بوشارب، حيث فتح النار على الامينين العامين الاسبقين جمال ولد عباس و عمار سعداني و حملهما مسؤولية أزمات الحزب مؤخرا. و علق القيادي في الافلان على التغييرات التي يشهدها الافلان بالقول إنه من الضروري أن تنطلق ديناميكية جديدة على مستوى الحزب، معتبرا أنه أصبح "جسدًا بلا روح حيث لم يتم فعل أي شيء. كان من الضروري القيام بقفزة عن طريق مغادرة القيادة القديمة والوصول الى فريق جديد"، مؤكدا أنه "مقتنع بأن قرارات الرئيس بوتفليقة ستعيد الحزب إلى المسار الصحيح". كما دعا محجوب بدة في تصريحات لموقع كل شيئ عن الجزائر أمس الجميع الى العمل بشكل توافقي مع التوجيهات الجديدة لرئيس الحزب ورئيس الجمهورية. وبخصوص القرارات التي اتخذتها القيادة الجديدة، والمتمثلة في حل هياكل الحزب وتنظيم مؤتمر استثنائي والعودة الى التنظيم القديم، رد بدة محجوب نقلا عن ذات المصدر الاعلامي بالقول إن التقسيم الذي أقره عمار سعداني تبين أنه خطأ فادح، ولا يمكن للحزب أن يعمل مع العديد من مراكز القرار في كل ولاية، مؤكدا "لقد دفعنا الثمن في الانتخابات حيث أرادت كل محافظة أن تفرض قائمتها، لقد أدى تعدد المسؤوليات إلى تعقيد عملية صنع القرار داخل جبهة التحرير الوطني، وكان من المستحيل إرضاء الجميع والحزب دفع ثمنها في الانتخابات التشريعية 2017". كما يرى محجوب بدة أن جمال ولد عباس فشل في الجمع بين المناضلين، في حين أن رئيس الحزب يحتاج الى كل القوى التي يجب ان تكون ملتفة حوله، مؤكدا أن معاذ بوشارب يتمتع بثقة تامة بين المناضلين ويمكنه ان ينجح في لم شمل الحزب.