أحيت ولايات الوطن الذكرى ال58 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، التي تعتبر محطة حاسمة في تاريخ الثورة الجزائرية، بعدما خرج فيها الجزائريون في مظاهرة سلمية لتأكيد مبدأ تقرير المصير للشعب الجزائري ضد سياسة الجنرال شارل ديغول، الرامية إلى الإبقاء على الجزائر جزءا من فرنسا، لتقوم اثرها السلطات الفرنسية بقمع هذه المظاهرات بوحشية، ما أدى إلى سقوط العديد من الشهداء، وككل سنة عرفت المناسبة تدشين عدة مشاريع هامة وإقامة الكثير من النشاطات، إضافة الى الترحم على أرواح الشهداء الطاهرة. باشرت بلديات العاصمة، على غرار كل البلديات عبر قطر الوطن، احياء الذكرى ال58 لمظاهرات 11 ديسمبر، حيث قام المجلس البلدي لجسر قسنطينة بحضور الأسرة الثورية وكل من ممثلي الأمن الوطني، الحماية المدنية والمجتمع المدني وكذا الكشافة الإسلامية، بالمناسبة، بوقفة ترحم على أرواح شهداء الجزائر بساحة النصب التذكاري ببلدية جسر قسنطينة. بلدية جسر قسنطينة تنظم مأدبة غذاء على شرف الأسرة الثورية كما نظمت البلدية، تحت إشراف عروس موسى، رئيس المجلس الشعبي البلدي، بالتنسيق مع جمعية مشعل الشباب وترقية الفتاة ، مأدبة غداء على شرف المجاهدين والأسرة الثورية، اين تشرفت البلدية بحضور المنسق العام لهيئة فلسطين العربية للإغاثة والتنمية الأهلية برئيسها، الدكتور المناضل الفلسطيني حازم الصوراني، رئيس ديوان الدائرة الإدارية لبئر مراد رايس، أمن الدائرة الإدارية، اضافة الى الحماية المدنية، وممثلي مديرية النشاط الإجتماعي والتضامن لولاية الجزائر العاصمة. مير القبة يترحم على أرواح الشهداء قام رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية القبة، لعجايلية مختار، مع مع أعضاء المجلس وكل من الأسرة الثورية والجمعيات الناشطة وأفراد المجتمع المدني، بإحياء الذكرى المجيدة من خلال وضع باقة من الزهور وقراءة الفاتحة بساحة 11 ديسمبر 1960 ترحما على أرواح شهدائنا الأبرار. ولاية المدية تحيي الذكرى بمشاركة معتبرة للمواطنين أحيت ولاية المدية، على غرار باقي ولايات الوطن، الذكرى ال58 من مظاهرات الحادية عشر ديسمبر1960، الاحتفالات الرسمية المخلدة للذكرى. وتم بولاية المدية تنظيم زيارة لمقبرة الشهداء والترحم على أرواحهم الطاهرة بحضور السلطات الولائية، في مقدمتها والي ولاية المدية إلى جانب الأسرة الثورية. هذا وكانت المحطة الأولى في إطار الاحتفالات الرسمية المخلدة بذكرى ال11ديسمبر بولاية المدية مقبرة الشهداء، أين أصبحت السلطات المحلية معية ممثلين الأسرة الثورية وجمع غفير من المواطنين على رفع العلم الوطني على نغمات النشيد الوطني وقراءة فاتحة الكتاب، كما تم وضع حيز الخدمة الملعب الجواري بحي 51 مسكن بثنية الحجر. والي باتنة يضع حجر أساس مشروع خزان مائي وضع والي ولاية باتنة، عبد الخالق صيودة، حجر الأساس لإنجاز مشروع خزان مائي بسعة 5000 متر مكعب ببلدية عين التوتة بغلاف مالي إجمالي يقدر بأكثر من 86 مليون دج، كما أعطى الوالي تعليمات صارمة لاستلامه بعد سبعة أشهر خلال احتفالات عيدي الاستقلال والشباب 5 جويلية 2019، المناسبة كانت أيضا فرصة لغرس 22 شجرة أرز على هامش اليوم العالمي للجبل المصادف أيضا ل11 ديسمبر من كل سنة. تكريم أسرة الشهيد زيان عاشور ببسكرة تم تسمية الفوج ال12 للمظليين المغاوير ببسكرة (الناحية العسكرية الرابعة) باسم الشهيد زيان عاشور، في إطار تنفيذ قرار القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي. وأشرف على مراسم التسمية، التي تتزامن مع عشية إحياء الذكرى ال58 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، قائد الناحية العسكرية الرابعة، اللواء حسان علايمية، بحضور عدد من الضباط وأفراد أسرة الشهيد. وأبرز بالمناسبة قائد القاعدة الخلفية للفوج، المقدم يوسف بن شعبان، في كلمة له، بأن تسمية الفوج باسم أحد أبطال الثورة التحريرية حدثا يتزامن مع مناسبة مظاهرات 11 ديسمبر1960، التي لا زالت فخرا للجزائريين ورسمت في كفاحه ونضاله ضد الآلة الاستعمارية واحدة من أعظم الطرق لإبطال مخططات الاستعمار الغاشم. وقد ولد البطل زيان عاشور سنة 1919 بمنطقة البيض بأولاد جلال (غرب بسكرة)، وتلقى تعليمه في زاوية المنطقة وزاول نشاطه النضالي السياسي في سنة 1945، ثم انضم إلى صفوف الثورة التحريرية في 1955 ليخوض عدة معارك، إلى غاية استشهاده سنة 1956 في معركة وادي خلفون. وعلى هامش مراسم التسمية، تم تكريم أسرة الشهيد التي سلمت لها الراية الوطنية وهدايا رمزية. معرض بوهران يخلّد مآثر الثورة بلمسات فنية متنوعة يخلد معرض جماعي للفن التشكيلي، الذي افتتح مساء اول امس بمتحف الفن الحديث والمعاصر (مامو) بوهران، مآثر ثورة التحريرالمجيدة بلمسات فنية متنوعة تفننت فيها ريشة كوكبة من كبار الرسامين، وبألوان تنقل للأجيال الصاعدة بشاعة الاستعمار الفرنسي. ويتضمن هذا المعرض، المقام تحت شعار جزائر الخلود ، 64 لوحة فنية من توقيع 20 رساما تشكيليا من جيلي السبعنيات والثمانينات، حسبما ذكره رئيس مكتب وهران للاتحاد الوطني للفنون الثقافية، المنظم لهذا الحدث الثقافي بمناسبة الذكرى ال58 لمظاهرات 11 ديسمبر1960. وبهذه المناسبة، تعرض مجموعة من اللوحات تتناول مواضيع حول الثورة التحريرية، منها اللوحة التي تحمل اسم الاستقلال للرسام شندر سعيد ومنحوتات لبعض الشهداء، منها تلك التي تخص شهيد المقصلة أحمد زبانة ولوحات أخرى تحث على السلم والامل، كما أضاف عبد الحفيظ بوعلام. كما تبرز اللوحات المعروضة مواضيع أخرى وتتناول مختلف المدارس الفنية منها الانطباعية والشرقية والتجريدية والرمزية بتقنيات متنوعة، كما ذكره بوعلام بمناسبة افتتاح هذا المعرض الجماعي، مبرزا أنه من خلال هذه اللوحات، يعبر الفنان عن حريته في الابداع وهي تلك الحرية التي جاء بها الاستقلال. ويجد الزائر لهذا المعرض، الذي يدوم الى غاية 20 ديسمبر الجاري، مجموعة من اللوحات التي تنقل جمال الجزائر منها واحات جنوب البلاد والمعالم الاثرية على غرار القصبة العتيقة، فضلا عن عرض أعمال في الخط العربي للفنان الخطاط كور نور الدين وأخرى تنم عن جمالية الرموز عند الفنان مراد بلمكي. ومن جهة أخرى، يعتبر هذا المعرض الجماعي المنظم بالتنسيق مع الديوان الوطني للثقافة، وهو أول نشاط ثقافي منذ إعادة تجديد مكتب وهران التابع للاتحاد الوطني للفنون الثقافية في مارس الماضي، وفق عبد الحفيظ بوعلام. كما يعتزم ذات المكتب تنظيم عدة أنشطة ثقافية بالتنسيق مع الاتحاد الوطني للكتاب الجزائريينبوهران والمتحف العمومي الوطني أحمد زبانة ، وإقامة معارض منها الذي سيخصص للرسامين الهواة المبتدئين، كما أشار إليه ذات المصدر. مظاهرات 11 ديسمبر: بين النوفمبرية والإستقلال موضوع ندوة بقسنطينة أجمع بقسنطينة مشاركون في ندوة تاريخية حول مظاهرات 11 ديسمبر 1960، بأن ذلك الحدث التاريخي جاء امتدادا لحركية الثورة الجزائرية بهدف إيصال صوت الشعب الجزائري للعالم بشأن رفضه لمبدأ الجزائر فرنسية، وكذا تثبيت المطالبة بحقه في تقرير المصير. وفي مداخلته الموسومة مظاهرات 11 ديسمبر: بين النوفمبرية والاستقلال ، خلال هذه الندوة المنظمة من طرف جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، أوضح عزيز حداد بأن تلك المظاهرات التي شملت كل المدن الجزائرية انطلاقا من الجزائر العاصمة، جاءت لتأكيد الدعم لسكان عين تيموشنت الذين رفضوا زيارة رئيس فرنسا آنذاك، شارل ديغول، يوم 9 ديسمبر 1960، منددين بشدة قرار جعل الجزائر فرنسية الذي جاء به ذلك الجنرال. وأضاف ذات الجامعي، بأن المستعمر الفرنسي قام باعتقال العديد من المواطنين، في محاولة منه لإخماد هذه المظاهرات السلمية التي تمكن بفضلها الجزائريون من الدفاع عن قضيتهم باستماتة من خلال استقطاب الرأي العالمي وتدويل القضية الجزائرية في المنابر الدولية، إضافة إلى المطالبة بحق الجزائريين في تقرير مصيرهم. ونوه نفس المحاضر في ذات السياق، بأهمية جبهة التحرير الوطني في تشخيص ووضع خطة تنظم دور المناضلين في طريقة التعامل مع المستعمر والتفاوض معه، وكذا كيفية تعزيز الروابط مع دول الخارج والمنظمات الدولية، حيث مزجت بين الكفاح المسلح والنضال السياسي. من جهته، اعترف المجاهد محمد بن السبع، لدى تقديمه شهادة حية مفعمة بالعواطف حول المجازر التي ارتكبها رئيس الشرطة الفرنسي، موريس بابون، ضد أهالي قسنطينة عندما كان واليا عليها، بمعية قائده سان مارسيل، الذي تفنن في تعذيب الجزائريين، مفيدا بأن جيش التحرير الوطني تمكن فيما بعد من الانتقام للمتظاهرين منه بقتله أمام الشعب الجزائري. كما تطرق ذات المجاهد لدى سرده لأحداث مظاهرات 11 ديسمبر 1960 بقسنطينة إلى تنديد القسنطينيين بمبدأ الجزائر فرنسية وكيفية رد جيش التحرير الوطني على همجية الاحتلال الفرنسي ضد الجزائريين العزل، بشنه لهجومات على مراكز الجيش الفرنسي ب قسمة سكيكدة وغيرها من المقاطعات الإدارية. واختتم المجاهد شهادته بدعوة الشباب الجزائري إلى الحفاظ على أمانة الشهداء الشرفاء، الذين احتضنوا الثورة وضحوا في سبيل استقلال الوطن. من جهته، اعتبر السعيد دراجي، مدير جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، أن تلك المظاهرات تمثل إحدى المحطات الهامة في تاريخ الثورة الجزائرية التي عجلت باستقلال الجزائر، وذلك بفضل الصدى الإعلامي الذي حققته والذي أبان عن وحشية وهمجية الاستعمار الفرنسي، مضيفا بأن مثل هذه الندوات تأتي بغرض المحافظة على تواصل الأجيال من أجل ترسيخ التاريخ الثوري للشعب الجزائري في أذهان أبناء الجيل الحالي. كما أكد نفس المسؤول، بأن مظاهرات 11 ديسمبر 1960 خير دليل على رفض الشعب الجزائري للمستعمر وكرهه واعتراضه على محاولة طمس أصالته وقيمه، علاوة على تلاحم أبناء الشعب الجزائري وتماسكه وتجنده وراء مبادئ جبهة التحرير الوطني.