أحيت، نهار أمس، بلدية ابن باديس بقسنطينة الاحتفالات الولائية الرسمية المخلدة للذكرى 56 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 المصادفة ل 11 ديسمبر من كل سنة، فبعد الوقوف لقراءة الفاتحة والترحم على أرواح الشهداء بمقبرة الشهداء بالبلدية، توجه الوفد المكون من السلطات الولائية وعلى رأسها والي الولاية والمجاهدون وأبناء الشهداء وعائلاتهم، نحو قاعة المحاضرات البلدية، حيث تم حضور معرض تاريخي للصور والوثائق التاريخية حول أحداث المظاهرات التي خرج فيها الجزائريون في مظاهرة سلمية في ذلك اليوم، لتأكيد مبدأ تقرير المصير للشعب الجزائري ضد سياسة الجنرال شارل ديغول، الرامية إلى الإبقاء على الجزائر جزءا من فرنسا في إطار فكرة الجزائر جزائرية من جهة، وضد موقف المعمرين الفرنسيين الذين مازالوا يحلمون بفكرة الجزائر فرنسية. قامت السلطات الفرنسية بقمع هذه المظاهرات بوحشية؛ مما أدى إلى سقوط العديد من الشهداء. وكانت الاحتفالية بالذكرى 56 لمظاهرات 11 ديسمبر فرصة لتسمية حي 30 مسكنا باسم المجاهد نسير مبروك، وإطلاق اسم 11 ديسمبر 1960 على شارع بوسط المدينة. وأعطى عباس إشارة انطلاق عملية التشجير بمنطقة الحجر المراكب تزامنا وإحياء اليوم العالمي للجبال، ليتوجه بعدها والي الولاية والوفد المرافق له إلى المركز الثقافي مالك بن نبي، حيث أقيم حفل تكريمي على شرف الأسرة الثورية، وتم تكريم العديد من الأسر الثورية. من جهة أخرى واحتفاء بذات المناسبة، نظمت نهاية الأسبوع الفارط الناحية العسكرية الخامسة ندوة تاريخية حول هذه الأحداث، حيث أكد أساتذة جامعيون أن أحداث الحادي عشر من ديسمبر 1960، شكلت منعرجا حاسما نحو إجبار فرنسا على الاعتراف باستقلال الجزائر، مضيفين في ذات السياق، أن العديد من الصحافيين والفلاسفة والكتّاب الغربيين والعرب ساندوا القضية الجزائرية، ومنهم المفكر السوري أدونيس، الذي قال في تصريح إعلامي له في السنتين الماضيتين، بأن العالم العربي لم يشهد إلا ثورة واحدة، هي ثورة الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي. المناسبة عرفت أيضا نهار أمس فتح معرض فني وثقافي بدار الثقافة مالك حداد، ستدوم فعالياته إلى غاية 16 من الشهر الجاري، حيث عرف المعرض عرض أفلام وثائقية وسينمائية وتنظيم حفلات فنية وإنشادية ومحاضرات تاريخية. ويضم هذا الأخير عدة أجنحة من بينها جناح المأكولات والحلويات التقليدية وجناح النحاس والحلي وجناح الألبسة والأحذية التقليدية، وجناح اللوحات الفنية التاريخية التي تبرز أحداث 11 ديسمبر 1960. كما خُصص جناح للمنتجات العصرية المختلفة المصنوعة بأنامل شابات وشباب. وتم تخصيص معرض آخر يضم جناحا للآلات الموسيقية التقليدية، وستشهد التظاهرة عرض أفلام وثائقية وسينمائية.