تفتح شعبة زراعة الذرة بولاية ورقلة آفاقا واعدة بعد عديد التجارب الناجحة التي تحققت لتطوير هذه الشعبة الفلاحية ذات الأهمية الإقتصادية، حسبما علم من مديرية المصالح الفلاحية. وتراهن ذات المصالح، في الوقت الراهن على توسيع المساحات المخصصة لإنتاج هذا النوع من الزراعات المصنفة ضمن المحاصيل الكبرى بالنظر إلى فوائدها، لاسيما فيما تعلق منه بتغذية الدواجن والمواشي، كما أوضح رئيس مصلحة الإرشاد الفلاحي بمديرية القطاع . ويتم في هذا الصدد، وضع إستراتيجية لتطوير هذا النوع من الزراعات بالمنطقة من خلال اعتماد آليات لفائدة الفلاحين، على غرار توفير الأراضي في إطار عقود الإمتياز الفلاحي وأخرى للدعم والمرافقة من بينها اقتناء المرشات المحورية وحفر الآبار وتجهيزها وتوفير البذور وغيرها، وفق ما ذكر إبراهيم قريشي. كما يتم التركيز على تكثيف عمليات الإرشاد بمتطلبات توسيع زراعة الذرة وتوجيه وتحضير الفلاحين على الإقبال على تنمية هذا النبات التي يتمركز إنتاجها وزراعتها حاليا، وبشكل خاص بكل من مناطق أنقوسة وحاسي بن عبد الله وقاسي الطويل (حاسي مسعود) والرمثة (الرويسات) يضيف المتحدث . ويجري في هذا الإطار، التنسيق بين المصالح المختصة وأصحاب المستثمرات الفلاحية التي نجحت في تطوير هذه الشعبة على مساحات واسعة للقيام بالعمل الإرشادي لفائدة الفلاحين، وعرض تجاربها من أجل الإستفادة من خبراتها و تلقين كيفيات التحكم في تقنياتها الزراعية ومسارها إلى غاية جني المحصول، كما ذكر رئيس مصلحة الإرشاد الفلاحي. وسيمكن انخراط الفلاحين والمستثمرين في هذا النشاط الفلاحي المنتج من تحقيق إنتاج معتبر من الأعلاف الموجهة لتغذية قطعان المواشي والدواجن وتخفيض تكاليفها وهو ما سيعود حتما بالفائدة على مربي الدواجن بهذه المنطقة التي تتوفر على وحدتين بطاقة إنتاجية عالية، كما أشار إليه ذات المسؤول. نماذج ناجحة في زراعة الذرة بالولاية تعد تجربة مستثمرة فلاحية لأحد المستثمرين الخواص بمنطقة أنقوسة (20 كلم شمال ورقلة) نموذجا ناجحا في زراعة و تطوير شعبة الذرة، وذلك على مساحات واسعة والتي تزرع بالتناوب بعد حصاد محصول القمح، حسبما أفاد قريشي. وتمكنت هذه المستثمرة الفلاحية، خلال حملة الحصاد الخاصة بالموسم الفلاحي الجاري التي تمت خلال شهر نوفمبر الفارط من تحقيق إنتاج يصل إلى 35 طن في الهكتار الواحد من محصول الذرة الموجه للتغذية الحيوانية ( الذرة العلفية) وهو ما يعادل 4.450 حزمة، وذلك بعد أن خصصت لها مساحة تقارب 130 هكتار . إجراء أول تجربة ببساتين حاسي بن عبد الله وكانت أول تجربة في هذا المجال الزراعي، قد حصلت ببلدية حاسي بن عبد الله، والتي كانت عبارة عن زراعة داخل واحات وبساتين النخيل (بين صفوف النخيل)، قبل أن يتم توسيعها في إطار السياسة الفلاحية الجديدة الرامية إلى التقليص من الصادرات والرفع من إنتاج محاصيل الحبوب، وفق ذات المسؤول. وواجه الفلاحون، لاسيما بمنطقة الرمثة (بلدية الرويسات)، التي أجريت بها أيضا تجربة في زراعة الذرة عوائق تتعلق أساسا بنقص التحكم في تقنياتها مما أدى إلى عزوفهم عنها وفق ما أشير إليه. وتتوفر منطقة قاسي الطويل (حاسي مسعود )على آفاق واسعة لتوسيع نشاط زراعة الذرة بامتياز لوفرتها على المياه الجوفية، مما يسمح بتطوير هذا النوع من الزراعات التي تتطلب معدل يتراوح ما بين 4000 و5000متر مكعب من المياه، خلال دورتها الزراعية التي تمتد بين شهري جوان و جويلية، إلى غاية جني المحصول الذي غالبا ما يتم بين شهري نوفمبر وديسمبر، كما ذكر ذات المصدر. وجسدت بهذه المنطقة ( قاسي الطويل)، التي تتميز بمساحاتها الشاسعة المخصصة لزراعة مختلف أنواع الحبوب، على غرار القمح اللين والصلب والشعير والأعلاف (الفصة)، خلال الموسم الفلاحي الفارط تجربة زراعة الذرة على مساحة تقارب 30 هكتار بمستثمرة فلاحية لأحد الخواص، مما مكن من تحقيق إنتاج يقدر ب25طن في الهكتار الواحد، مثلما تمت الإشارة إليه . يذكر أن ولاية ورقلة، تزخر بإمكانيات كبيرة وعوامل محفزة من أهمها توفرها على قدرات هائلة من المياه الجوفية والأراضي الشاسعة الصالحة للزراعة، مما يؤهلها على المديين القريب والمتوسط، لتجسيد مشاريع فلاحية ناجحة في مجال تطوير زراعة الذرة.