لا تزال محاولة إخراج جثة الشاب، عياش محجوبي، من الأنبوب جارية في يومها السابع، وذلك عقب حفر حوالي 28 مترا طوال الأيام الفارطة، في محاولة فاشلة لإنقاذ حياته. استأنفت ليلة الاثنين إلى الثلاثاء مجددا عملية الحفر لانتشال جثة الضحية عياش محجوبي والتي أشرفت على نهايتها، حسب مصادر إعلامية، حيث تتم حاليا عملية الحفر بطريقة تقليدية كون الآلات لم تتمكن من الوصول إلى الحفرة نتيجة لعمق المسافة الكبير ما يشكل خطرا انجراف التربة، ويتم تأجيل انتشال الجثة بشكل يومي ما جعل تحديد توقيت انتشالها صعبا نتيجة لظروف الحفر والمحيطة بالبئر هي التي تتحكم بمدة استخراج الجثة وكانت أشغال الحفر قد توقفت، مساء الأحد لإخراج جثة الشاب عياش محجوبي، الذي سقط في ماسورة تابعة لبئر ارتوازية، بمدينة أم الشمل، الواقعة بولاية المسيلة، 240 كم شرق العاصمة، وذلك بسبب نفاد المازوت من الرافعات، وآلات الحفر التي جلبها أصحاب شركات خاصة لانتشال الجثمان. وتسبب توقف عمليات الحفر في احتجاجات المواطنين بسبب عدم مسارعة السلطات المحلية إلى تزويد آليات الحفر بالمازوت، علما أن أصحاب هذه الرافعات الذين جلبوها تطوعا من أجل المشاركة في عمليات الحفر، هم من كانوا يدفعون ثمن المازوت من جيوبهم. ويأتي هذا، بينما لا يزال والي ولاية المسيلة يقول إنه جند كل الإمكانيات البشرية والمادية في عملية الإنقاذ، التي فشلت في إخراج عياش حيا، وتأخرت في إخراج جثته ميتا، من أجل تمكين عائلته من دفنه. وقال شهود عيان، إن الرافعة الكبيرة التي جلبها والي الولاية أخيرا لسحب الأنبوب الموجود بداخله عياش لم تستخدم، لأن سحب الأنبوب بتلك الطريقة قد يؤدي إلى تمزيق الجثة. وكانت الحماية المدنية قد أكدت أنها لم تقصر في موضوع عياش محجوبي، وأنها هبت منذ البداية لإنقاذ الضحية، ونجحت في إمداده بالأكسجين من أجل الإبقاء عليه حيا، لكنها لم تستطع أن توصل إليه الطعام بسبب وضعية يديه اللتين لا تمكناه من التقاطه، مشددة على أنها لم تدخر جهدا من أجل إنقاذه، وما زالت تعمل على إخراج الجثة. واندلع كذلك جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بين من يحمّل السلطات المحلية مسؤولية الفشل في إنقاذ عياش حيا، والذين طالبوا بإقالة والي ولاية المسيلة، على أساس أنه المسؤول الأول في الولاية، وبين من يرى أن السلطات لم تقصر، ليتواصل التراشق بين الطرفين. الجدير بالذكر أن عياش كان على قيد الحياة في اليومين الأولين، ومن المرجح أنه لفظ أنفاسه الأخيرة في اليوم الثالث، حيث انقطعت أخباره بشكل كلي، وذلك بعدما كان يتجاوب مع أعوان الحماية المدنية ويصرخ طالبا النجدة، وقد غمرت المياه جسده.