أنهت أسعار النفط عام 2018 على وقع خسائر تزيد عن 20 % متأثرة جزئيا بتزايد المعروض، حيث هوت إلى أدنى مستوياتها في عام ونصف لتقترب من حاجز 50 دولارا للبرميل، وهو ما يمثل ضربة موجعة للدول المصدرة، منها الجزائر، التي تعتمد على سعر مرجعي للنفط يقدر ب50 دولارا للبرميل، وسعر توازن مفترض ب60 دولارا وسعر توازن فعلي لا يقل عن 92 دولارا للبرميل. واستقرت أسعار النفط في ختام أسبوع شهد تقلبات في الأسواق قبيل نهاية العام، مع حصولها على دعم من صعود أسواق الأسهم الأمريكية لكنها ما زالت تتعرض لضغوط من القلق من وفرة في المعروض العالمي من الخام. وأنهت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت لأقرب استحقاق جلسة التداول مرتفعة أربعة سنتات لتبلغ عند التسوية 52.20 دولارا للبرميل، بعد أن تراجعت من أعلى مستوى لها في الجلسة البالغ 53.80 دولارا. وصعدت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 72 سنتا لتسجل عند التسوية 45.33 دولار للبرميل، بعد أن وصلت في وقت سابق من الجلسة إلى 46.22 دولارا للبرميل. وسجل الخامان القياسيان كلاهما ثالث انخفاض أسبوعي على التوالي مع هبوط برنت حوالي 3 %، بينما تراجع الخام الأمريكي نحو 0.4 %، بحسب العربية. وقال متعاملون إن أسعار الخام صعدت يوم أمس بدعم من مكاسب للأسهم الأمريكية، وسارت أسعار النفط إلى حد كبير على خطى وول ستريت وشهدت كل من فئتي الأصول جلسات متقلبة طوال الأسبوع. وفي وقت سابق هذا الأسبوع، هوت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في عام ونصف وتتجه نحو إنهاء العام على خسائر تزيد عن 20 %، متأثرة جزئيا بتزايد المعروض. وتعرضت أسواق النفط، في الفترة الأخيرة، تراجعات حادة عززتها مخاوف تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وزيادة الإمدادات في الأسواق، مما دفع أوبك صوب اتفاق جديد لخفض الإنتاج، يهدف لإعادة توازن الأسواق، ويوقف تدهور الأسعار، لكن الاتفاق القاضي بخفض إمدادات النفط بمعدل 1.2 مليون برميل يوميا لم يشكل عامل دفع للأسعار. هذا وتوقعت شركة المجموعة المالية هيرميس أحد أكبر بنوك الاستثمار في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، ان تعاود أسعار البترول ارتفاعها خلال العام الجديد 2019 لتصل إلى 70 دولارا للبرميل، وذلك في ظل محدودية فوائض الإنتاج في دول منظمة أوبك وروسيا وامريكا. وقال أحمد شمس، رئيس قطاع البحوث بالمجموعة المالية هيرميس، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن أسعار البترول الحالية والتي تدور حول 50 دولارا للبرميل هي أسعار غير حقيقية، وتتدخل فيها عوامل سياسية، لكن السعر العادل للبترول أعلى من ذلك. وأضاف أن الفترة الاولى من العام قد تشهد استمرار أسعار النفط عند معدلات منخفضة، لكن الفائض الانتاجي لدول اوبك وامريكا وروسيا لا يزال دون مستوى 6ر1 مليون برميل يوميا، وهو فائض يمكن السيطرة عليه وقد يدفع أسعار البترول للارتفاع خاصة في الاشهر الاخيرة من العام.