أعلنت الشرطة في العاصمة الفرنسية باريس، امس، عن توقيف 43 شخصا أثناء تظاهرات السترات الصفراء في المدينة. وأوضحت الشرطة، أن الموقوفين هم أشخاص كانت بحوزتهم أسلحة أو أدوات يمكن استخدامها كأسلحة، إضافة إلى حيازتهم أقنعة واقية من الغاز المسيل للدموع، وهي أدوات يمنع استخدامها أثناء المظاهرات وفقا للقانون. وأضافت الشرطة، أن الحديث يدور أيضا عن متهمين بتأسيس مجموعات كانت تخطط للقيام بأعمال شغب في المدينة. وفي صباح الامس، تجمع المتظاهرون في شرق المدينة للمشاركة في الجولة التاسعة من حملة الاحتجاجات الوطنية التي نظمتها الحركة المعروفة تحت اسم السترات الصفراء ، وسار المتظاهرون من مبنى وزارة الاقتصاد والمالية في كورنيش بيرسي إلى ساحة باستيليا، قبل أن تنطلق مسيرتان باتجاه ساحة الجمهورية في شمال باريس. ونقل مراسل وكالة تاس الروسية، أن المسيرتين امتدتا على مسافة مئات الأمتار وتضمان عددا كبيرا من المتظاهرين. ووفقا لتقارير إعلامية، فإن المظاهرات جرت دون أي حوادث تذكر، وسار المحتجون بمرافقة فرق معززة من الشرطة وقوات الدرك. رحمل المتظاهرون لافتات تطالب باستقالة الرئيس إيمانويل ماكرون واتخاذ خطوات حاسمة لمحاربة الفقر في البلاد. وفي وقت سابق من الامس، قالت وسائل إعلام فرنسية إن السلطات شددت إجراءاتها الأمنية، في ظل تلويح قادة الاحتجاجات بمواصلة الحراك. وقد انخفضت وتيرة الاحتجاجات في الأسابيع الأخيرة، خاصة بالتزامن مع أعياد رأس السنة، بحيث سجلت السلطات 50 ألف متظاهر، من بينهم 3500 في باريس. وحذر وزير الداخلية الفرنسي، كريستوف كاستانير، في وقت سابق، من تبعات التظاهر قائلا: إن الذين يدعون للمشاركة في مظاهرات السبت يعلمون أنها ستشهد أعمال عنف، وبالتالي يتحملون جزءا من المسؤولية عنها . ومنذ 17 نوفمبر الماضي، تشهد فرنسا احتجاجات متواصلة، أيام السبت من كل أسبوع، تنديدا بارتفاع تكاليف المعيشة وسياسات الرئيس إيمانويل ماكرون، رغم اتخاذ الأخير قرارات بينها التراجع عن زيادة الضرائب على الوقود ورفع الحد الأدنى للأجور. وتمثل المطلب الرئيسي للحركة في البداية في إلغاء الزيادة في الضرائب على الوقود، إلا أن قائمة المطالب ازدادت مع اتساع رقعة الاحتجاجات، وباتت تضم 40 مطلبا. إنفجار في مبنى وسط باريس وأعلنت السلطات الفرنسية أن شخصين قتلا، امس، جراء انفجار يعتقد أنه نجم عن تسرب للغاز، طال مخبزا يقع في شارع تريفيز بالدائرة التاسعة للعاصمة الفرنسية باريس. وأعلن مكتب المدعي العام بمدينة باريس، أن إطفائيين اثنين لقيا مصرعهما جراء الحادث، إضافة إلى إصابة 37 شخصا بجروح طفيفة، فيما قالت الشرطة إن حالة 10 جرحى بالغة الخطورة. وبالامس، أفاد وزير الداخلية الفرنسي، كريستوف كاستانير، في تصريح صحفي، إن أربعة أشخاص لقوا مصرعهم جراء الانفجار، هما اثنان من رجال الإطفاء ومدنيان. وأضاف أن عشرة مصابين، أحدهم إطفائي، في حالة بالغة الخطورة. وأوضح كاستانير، في ثاني زيارة له لمكان الكارثة، منذ وقوعها صباح الامس، إن حال سائر المصابين لا تثير القلق، مضيفا أن حالة 37 من الجرحى خطيرة نسبيا. وأشاد الوزير بشجاعة الإطفائيين الذين جازفوا بحياتهم لإنقاذ رفاقهم الذين ظلوا تحت أنقاض المبنى على مدار ساعة ونصف الساعة. وأكد الوزير، أن جميع سكان الحي الذين تم إجلاؤهم قد نقلوا إلى مأوى مؤقت، مضيفا أن الأعمال في مكان الانفجار قد تستغرق 24 ساعة، بما في ذلك تقييم حالة المبنى المتضرر والمباني الأخرى المجاورة له. وقال المدعي العام بمدينة باريس، ريمي هايتز، إن أجهزة التحقيق تدرس كافة فرضيات الحادث، مضيفا: يمكننا القول، في المرحلة الراهنة، إن الحديث يدور على ما يبدو عن تسرب للغاز ، موضحا: كان هناك أولا تسرب للغاز، ثم وصول الإطفائيين، وبعد ذلك وقع انفجار وتسبب في اندلاع الحريق . وشارك أكثر من 200 من رجال المطافئ في عملية الإنقاذ، وهبطت طائرتان مروحيتان على ساحة أوبرا بالقرب من مكان الحادث من أجل إجلاء الجرحى. وقالت الشرطة إن الانفجار أسفر عن أضرار مادية كبيرة، داعية العامة إلى الابتعاد عن المنطقة في ظل قيام رجال الإطفاء بعملهم. وتم حشد 100 من عناصر الشرطة لمجابهة الكارثة، فيما انتقل وزير الداخلية، كريستوف كاستانير، على الفور إلى المكان لمتابعة التفاصيل. وفرضت السلطات إجراءات أمنية مشددة استعدادا لتلك المظاهرات التي لم تتوقف، رغم تراجع الحكومة الفرنسية عن رفع أسعار الوقود.