وعود خيالية وبعيدة عن الواقع لكسب رهان التوقيعات إن كان برنامج رئيس الجمهورية، الذي تحاول العديد من الأحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية إقناعه بالترشح لعهدة جديدة معروفا لدى الجزائريين، فإن البرامج السياسية للمترشحين الآخرين تشكل نقطة استفهام كبرى، خصوصا وأن بعضها لا يتطابق مع الواقع والمؤشرات الحالية للاقتصاد الوطني، التي تؤكد وجود أزمة مالية تصعب تجسيد العديد من البرامج التي يعد بها فرسان السباق نحو قصر المرادية، والذين اتخذ بعضهم شعار نردوهالكم جنة لمحاولة استعطاف المواطنين والفوز بأصواتهم خلال الاقتراع المقرر منتصف افريل المقبل. البداية بأول مترشح لرئاسيات 2019، وهو السياري فتحي غراس ، الذي يبني برنامجه الانتخابي على الانتقال من منظومة قائمة على الاستيراد إلى حكومة عمل واسعة قائمة على الاستثمار المنتج والعمل، كما سبق وأكد بأنه في حال وصوله للحكم سيضمن الحقوق الأساسية الفردية والجماعية لكل الجزائريين بدون أي تمييز. وكل القوانين التي تحدّ من الحريات، سواء كانت شخصية أو جماعية، سيتم تعديلها بما يتماشى مع أفكار الحزب الرامية إلى تعزيز الحريات في المجتمع. بدوره، يقول المرشح الآخر ناصر بوضياف ، بأنه يملك الحلول في تحقيق العدالة ورفع مستوى العلم والنهوض بالاقتصاد الوطني وتحقيق الديمقراطية الحقيقية، أما سليم لطرش، وهو عسكري سابق في الجيش، فقدّم مشروعاً سياسياً واجتماعياً، تبرز فيه دعوته إلى تقديم شقة لكل من يتزوج بامرأة ثانية، والتركيز على حماية المجتمع من الآفات الاجتماعية العديدة وخطورة انتشارها بجميع أشكالها ومظاهرها، وحماية أبنائنا وبناتنا، على حدّ قوله. أما رشيد نكاز، الذي يعتبر أول من سحب استمارات الترشح للرئاسيات المقبلة من مقر وزارة الداخلية، فيسمي نفسه مرشح الشباب والتغيير ويرفض الانتساب لأي حزب. وفي إجابته عن سؤال يخص برنامجه الإنتخابي الذي سيقدمه للشعب في حال تم قبول ملفه، قال المترشح الطاهر ميسوم، المعروف ب سبيسيفيك ، إنه سيقدم حلولا للمشاكل التي تعيشها الجزائر، كما أن تركيزه سيكون على قطاع التربية والتعليم العالي، كما سيقوم بتأهيل المساجين قبل إطلاق سراحهم، معتبرا أن الجرائم المنتشرة في المجتمع سببها العفو عن مساجين دون مرافقتهم، بحسب كلامه. أما عبد الرحمن هنانو، وهو صحافي يدير صحيفة الجنوب التي تصدر من الأغواط، فيصف نفسه ب مرشح الجنوب الجزائري الحر ، ويتبنّى أفكاراً سياسية واقتصادية تضع منطقة الجنوب ضمن الأولويات في الخطط التي يقترحها لإصلاح الأوضاع ومعالجة المشكلات الراهنة في الجزائر، ويقترح هنانو نقل مقر العاصمة من مدينة الجزائر، إلى ولاية الأغواط. بدورها، شرعت جبهة المستقبل في الترويج لبرنامج مرشحها عبد العزيز بلعيد، هذا الأخير أكد في ندوة صحفية على هامش أشغال الندوة الوطنية للطلبة، أن تشكيلته ستدخل الانتخابات المقبلة بخطاب صادق يهدف إلى زرع الأمل وببرنامج ثري وواعد، يحمل مشروع مجتمع متكامل يتضمن مختلف المجالات. أما حزب طلائع الحريات الذي يعتزم ترشيح رئيسه علي بن فليس، فيؤكد أن لديه خطة يقوم بتطويرها منذ عام 2014 بعد عدة جولات في جميع الولايات، كما يبرز انه قد قام بدراسة طرق إخراج البلاد من الازمة التي تمر بها. من جهته، يؤكد رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، أن تشكيلته السياسية ستبقى حاملة لمشروع التوافق الوطني، ويوضح بأنه في حال دخول حزبه الانتخابات الرئاسية المقبلة وفق ما سيقرره مجلس الشورى الوطني في هذا الشأن، فإن حركة مجتمع السلم ستعتمد التوافق الوطني كبرنامج تدافع عنه وتقدمه للمواطنين. وأعلن وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، نور الدين بدوي، أن خمسة أحزاب سياسية وستة مترشحين أحرار سحبوا استمارات الترشح تحسبا للانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها يوم 18 افريل المقبل. وقال بودي في ندوة صحفية على هامش المنتدى الوطني حول ظاهرة الحرڤة المنظم بنادي الصنوبر، أنه إلى غاية الساعة الواحدة زوالا من نهار اليوم، قامت خمسة أحزاب سياسية بسحب استمارات الترشح للرئاسيات المقبلة ويتعلق الأمر بحزب التجمع الجزائري وجبهة الشباب الديمقراطي للمواطنة وجبهة المستقبل وحزب النصر الوطني وطلائع الحريات، بالإضافة إلى ستة مترشحين أحرار . وأوضح الوزير، أن وزارة الداخلية تعمل منذ أشهر على التحضير لهذا الموعد الانتخابي، مؤكدا أن كل الوسائل المادية والبشرية مجهزة لإنجاح هذا العرس الانتخابي.