أكدت نائبة رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية الجزائر، فريدة جبالي، على الضرورة الملحة لفتح أقسام جديدة للطور التحضيري لذوي الإحتياجات الخاصة والإعاقة الذهنية، خاصة الأطفال المصابين بالتوحد، على مستوى أقسام المدارس القرآنية بالجزائر العاصمة بهدف تحقيق إدماج هؤلاء الأطفال في المجتمع بصورة ناجعة وفعالة. وأوضحت جبالي، أن فتح أقسام جديدة في طور ما قبل التمدرس (التحضيري) للأطفال أقل من 6 سنوات على مستوى المدارس القرآنية بالعاصمة خاصة بفئة الأطفال الذين يعانون من التوحد والإعاقة الذهنية ضروري بهدف تحقيق إدماجها في المجتمع بصورة ناجعة وفعالة، مذكرة أنه سيتم استغلال الأوعية العقارية الوقفية المتوفرة بالعاصمة لبناء مدارس قرآنية جديدة، إلى جانب توسعة هذه المرافق الدينية لاستقبال هؤلاء الاطفال في أحسن الظروف. وأكدت في سياق متصل، أن ولاية الجزائر ستشهد مشاريع عديدة سواء للتوسعة أو بناء مدارس قرآنية أو بناء مساجد جديدة التي تساهم فيها تبرعات المحسنين وفاعلي الخير، مؤكدة العمل على تخصيص اوعية عقارية وقفية لبناء مدارس قرآنية مستقبلا، وذلك لتلبية العدد كبير من طلبات التسجيل بهذه الأقسام لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة لازالت ضمن قوائم الانتظار. وأشارت أن مختلف فئات ذوي الاحتياجات الخاصة في الجزائر حظيت باهتمام كبير من طرف الجهات المعنية التي تسخر امكانيات مادية ومالية بغرض إدماجها مهنيا واجتماعيا وتمكينها من المساهمة الفعّالة في مسار التنمية الوطنية. وقد بلغ عدد المنتسبين في الأقسام التحضيرية بالمدارس القرآنية خلال الموسم الجاري 45 ألف تلميذ، مقابل 40 ألف تلميذ السنة الفارطة. واشارت جبالي الى أن هناك إقبال على الأقسام التحضيرية نظرا لما حققته من نتائج وجودة منهجها، وهو ما استدعى بذل مزيد من الجهود لتوفير أكبر عدد من المقاعد بالأقسام القرآنية للتلاميذ في سن ما قبل التمدرس، مقابل تسجيل قرابة 8 آلاف منتسب في اقسام محو الأمية. وبخصوص الزيارات الميدانية للجنة الشؤون الاجتماعية والدينية والأوقاف، أكدت ذات المصدر أنها تأتي طبقا لبرنامج عمل المجلس الشعب الولائي للعاصمة وعملا بقانون الولاية الذي يسمح لأعضاء اللجان بخرجات ميدانية تفقدية لمختلف القطاعات للوقوف عند مستوى الخدمات التي توفرها هذه المرافق الدينية، وهي فرصة للوقوف عند مدى معالجة النقائص التي تم تسجيلها سابقا بعد توفير الدعم المالي الولائي. وحسب ذات المصدر، سجل اعضاء اللجنة خلال الزيارات الميدانية لبعض المدارس القرآنية عديد النقائص التي تؤثر على الاستيعاب الجيد للمتعلمين على غرار نقص أجهزة التدفئة والتبريد والتكييف وتسربات المياه وتصدعات السطح، وكذا نقص التأثيث والكراسي والمكاتب. ودعت من جهة أخرى إلى أهمية سن قانون خاص لتسيير المدارس القرآنية لتفادي النقائص المسجلة خاصة فيما يتعلق بأجور المعلمين الذين يعمل أغلبهم بصفة تطوعية أو متعاقدين ضمن عقود تشغيل الشباب. وذكرت أن مصالح ولاية الجزائر خصصت مصالح غلافا ماليا بقيمة 17 مليار سنيتم وجه كإعانة لترميم عدد من المساجد والمدارس القرآنية عبر مختلف بلديات العاصمة، اضافة الى ميزانية موجهة لتكريم حفظة القران الكريم خلال مختلف المناسبات والمسابقات الدينية التي تنظم على مدار السنة لفائدة حفظة الكتاب الكريم والحديث النبوي الشريف. وأشارت أنه تم خلال الزيارة الميدانية لمعاينة واقع المدارس القرآنية بالعاصمة والتي شملت كل من المدرسة القرآنية سلمان الفارسي باب الزوار، احمد سحنون بئر مراد رايس، عمر بن الخطاب بلوزداد، والوقوف أيضا عند مبادرة خيرية تمثلت في تخصيص بيت السبيل بمحاذاة مسجد القرية بزرالدة الذي يوفر 10 غرف ومطابخ مقسمة على أجنحة موزعة خاصة بإيواء العائلات والرجال والنساء من المرضى ومرافقي مرضى مستشفى زرالدة الذي يقع بالقرب منه، وهي مبادرة حسنة تعكس قيم التضامن الإجتماعي والتكافل. وفي هذا الإطار، أوضحت جبالي أن المدرسة القرآنية أحمد سحنون ببئر مراد رايس تعرف حاليا أشغال توسعة، أين انطلقت الأشغال مؤخرا لبناء أقسام تربوية جديدة، وذلك على مستوى قطعة أرض وقفية بمحاذاة المدرسة ذاتها وذلك للاستجابة لطلبات التلاميذ وأولياؤهم الالتحاق بهذا الصروح التعليمية التي تزداد كل فترة ضمن البرنامج الولائي الرامي لفتح أقسام تربوية جديدة للتكفل بطلبات التلاميذ من مختلف الأعمار (كبار وصغار السن) الذين يرغبون في مزاولة التعليم القرآني.