- العلامة الكاملة للحماية المدنية - هبة تضامنية كبيرة خلال عملية البحث 17 يوما كاملة مرت منذ سقوط عون الحماية المدنية، محمد عاشور، في بالوعة الصرف الصحي بالبويرة بعدما جرفته مياه الامطار، ورغم تظافر جهود الحماية المدنية ومختلف المتطوعين، ناهيك عن الجماهير الغفيرة التي حضرت الى عين المكان، إلا أن مصالح الحماية المدنية لم تتمكن إلى غاية يوم امس من العثور على جثة المفقود شهيد الواجب محمد عاشور. وللإشارة، فقد نزل خبر سقوط محمد عاشور يوم 24جانفي الفارط كالصاعقة على عائلته ومواطني منطقته، الذين لم تغمض لهم اجفن منذ 17 يوما كاملة، وهم يترقبون لحظة العثور على الجثة، ورغم الصدمة التي ألمت بمصالح اعوان الحماية المدنية لفقدان زميلهم، إلا أن محاولات البحث بقيت مستمرة وعلى نفس الوتيرة والإصرار. بعد أكثر من أسبوعين من البحث المتواصل والمستمر، تم العثور بواد داهوس على عون الحماية المدنية، محمد عاشور، الذي جرفته مياه الامطار بولاية البويرة منذ يوم24 جانفي الماضي وهو ما أثار ارتياحا واسعا في أوساط العائلة والمواطنين الذين قاموا بتقديم كل ما لديهم من اجل توفير الظروف اللازمة لأعوان الحماية المدنية وتسهيل عملية البحث عن المفقود شهيد الواجب. وللإشارة، محمد عاشور غرق في بالوعة قبل أكثر من أسبوعين، بينما كان يقوم بمهامه التي تمثلت في تنظيف البالوعات وتخليصها من الانسداد لتفادي الفيضانات، حيث أن الاضطرابات الجوية التي شهدتها المنطقة دفعت بأعوان الحماية المدنية للقيام بحملة تنظيف البالوعات لتجنيب المنطقة فيضانات محتمة، ليجد بذلك الفقيد نفسه يغرق ويهوي نحو الأسفل بسبب المياه الجارفة والتي كانت قوتها كافية لاجتذابه نحو الأسفل وجرفه إلى وجهة مجهولة. التفاصيل الكاملة للبحث عن جثة محمد عاشور وقد تعذر، في وقت سابق، على أعوان الحماية المدنية العثور عليه بسهولة بسبب الوضع المعقد للبالوعات وقنوات المياه، إذ لم يجد أعوان الحماية المدنية سبيلا للوصول إلى الجثة، وقد وقف أعوان الحماية المدنية على قدم وساق منذ سقوط هذا الأخير، أين لم يدخروا جهدا ولا وقتا، بعملهم المتواصل والمستمر في سبيل العثور على جثته، أين سخرت السلطات المعنية جميع الإمكانيات البشرية والمعدات، كما سخرت غواصين مختصين للغوص في الأعماق ومحاولة البحث على الفقيد، ولم تتوقف عمليات البحث عن عون الحماية منذ الإعلان عن سقوطه، بحيث وقف الأعوان والمختصون وقفة رجل واحد وبذلوا قصارى جهدهم للوصول للجثة التي لم يعثر عليها بسهولة بسبب عدم التمكن من تحديد مكان تواجدها حيث كانت تتضارب الأنباء في كل مرة حول مكان تواجدها الحقيقي، ما دفع بالأعوان لتكثيف جهودهم والبحث دون انقطاع، إذ واجهوا صعوبات جمّة طيلة فترة بحثهم عن جثة العون، بحيث تعرض العديد منهم لإصابات بسبب الأماكن الوعرة التي بحثوا فيها. كما أصيب 10 عناصر من الحماية المدنية بجروح خلال عمليات البحث لأجل العثور على زميلهم محمد عاشور الذي جرفته مياه الأمطار بحي 250 مسكن بالبويرة، حسب ما علم من المديرية العامة للحماية المدنية. وأوضح المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، النقيب نسيم برناوي بالقول: سجلنا عشرة جرحى ضمن الزملاء لاسيما الغطاسين خلال عمليات البحث على مستوى واد الداهوس . وبحسب التفاصيل التي قدّمها النقيب برناوي، تسببت النفايات المعدنية والأحجار وكذا الأشياء الحادة التي عثر عليها خلال عمليات البحث تحت المياه الملوثة للواد في وقوع إصابات. لجوء فرق البحث إلى المركبات الآلية لإزالة العقبات وعملت فرق الحماية المدنية، المتكونة من 700 فرد بكل الرتب، في ظروف صعبة بسبب ارتفاع منسوب مياه الأمطار على مستوى الشبكة الرئيسية لتجميع مياه الصرف للمدينة وكذا واد الداهوس. وقد تم تسخير فرق دعم على مستوى سد تلسديت لأجل العثور على جثمان عون الحماية الذي جرفته مياه الأمطار خلال أداء مهامه في عملية تنقية البالوعات المتواجدة على مستوى حي 250 مسكن بمدينة البويرة برفقة عناصر أخرى للحماية المدنية. رواد المواقع يتفاعلون مع قضية محمد عاشور ومن جهتهم، فقد تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع حادثة سقوط عون الحماية المدنية، أين تابعها الآلاف عبر الوطن بشغف في انتظار العثور على جثته، ومن جهة أخرى، فقد تداول كثيرون أنباء وإشاعات لا أساس لها من الصحة، أين قام كثيرون بالترويج لأنباء حول العثور عليه، أين كان في كل مرة يعلن فيها عن العثور على جثته ليتبين في الأخير أن الخبر غير صحيح، وهو ما لم تهضمه عائلة الفقيد التي أشارت إلى ما سببه لهم أمر الترويجات الكاذبة التي تتعلق بالعثور على فقيدهم، بحيث سببت أرقا وتذمرا في وسط العائلة التي كانت تتحرق شوقا للعثور على جثة ابنها والتمكن من دفنه، وبعد هذا وذاك، تم العثور أخيرا على جثة محمد عاشور بواد داهوس وهو ما أثار ارتياحا واسعا لدى المواطنين وعائلته التي عاشت على أعصابها طيلة الفترة الماضية.