دعت غنية الدالية، وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، بصفتها رئيسة الدورة ال38 للجنة العربية للمرأة، الدول العربية إلى مزيد من التحسيس بضرورة مناهضة العنف ضد المرأة والفتاة والعنف الأسري، ومجابهة العنف الجنسي المرتبط بالإرهاب، والرد على المفاهيم الخاطئة التي يستخدمها المتطرفون لتبريره. وقالت غنية الدالية، في الكلمة التي ألقتها بمناسبة انعقاد الدورة ال38 للجنة المرأة العربية المنعقد بالجزائر، بالتنسيق مع جامعة الدول العربية، أنه ينبغي علينا كدول عربية ضبط الآليات الضرورية لحماية النساء أثناء النزاعات المسلحة بالمنطقة العربية وما بعدها، وتنشيط خطط العمل الوطنية لتنفيذ قرار مجلس الأمن 1325 الداعي بالإضافة إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية النساء والفتيات من العنف في أوقات النزاع، إلى تمكينهن من لعب دورهن الهام في منع نشوب النزاعات وفي حلها . وأضافت الدالية أنه ينبغى أن لا نتغافل عن التمييز المركب والمعقد الذي تتعرض له النساء ذوات الإعاقة، ويجعلهن أكثر عرضة للإقصاء والتهميش، وواجبنا التنسيق المحكم من أجل رفع الحواجز أمام مشاركتهن في كل نشاطات المجتمع ونقلهن من بؤرة التبعية وذهنية المساعدات إلى الآفاق الرحبة للاستقلالية والاندماج والمساهمة في مسارات التنمية . وفيما يتعلق بالمكتسبات التي حققتها المرأة المقاولاتية، أضافت المتحدثة أن تنامي المقاولاتية النسوية وحركية تنظيمات سيدات الأعمال العرب، ظاهرة إيجابية في وطننا العربي تحتاج منا التثمين والدعم والمرافقة، لتوفير بيئة عمل أكثر أماناً للنساء، وتحقيق الاستقلالية الاقتصادية، والمزيد من الرفاه للأسر والنماء للمجتمعات، داعية إلى ضرورة الاستفادة من التجارب الناضجة والممارسات الحسنة التي سمحت للمرأة باقتحام العمل السياسي والانتخابي، ومكنتها من الوصول إلى المناصب القيادية ومواقع صنع القرار تحقيقا لأهداف المساواة والتنمية والسلم. وذكرت الدالية أن الدورة ال64 للجنة الأممالمتحدة المعنية بوضع المرأة بنيويورك التي ستعقد في مارس 2020، ستكون الفرصة لدولنا العربية للتوافق على تقرير موحد حول مدى تنفيذنا لإعلان ومنهاج عمل بيجين بعد 25 عاما، مما يستدعي بناء القدرات في مجال إعداد تقارير الاستعراض الطوعي الوطنية حول أجندة التنمية المستدامة لعام 2030 لاسيما ما تعلق بالهدف الخامس المتعلق بالمساواة بين الجنسين. وأضافت الدالية أن أشغال هذه الدورة تتزامن مع إحياء اليوم العالمي للمرأة بعد أيام قلائل، وهو ما يوجب علينا تسجيل وقفة تأملفي نضال المرأة العربية وواقعها والمجهودات المبذولة لتفعيل قدراتها وتوسيع مشاركتها، وتحقيق المزيد من المكاسب للوصول إلى إرساء مبادئ المساواة الفعلية بين الجنسين وتكريس دورها كشريك حقيقي في تحقيق التنمية وبناء الأوطان وازدهار الشعوب. ولن ننسى في هذا السياق، التذكير بالصعوبات التي تعيشها النساء العربيات في البلدان التي يعصف بها الاستقرار، والإشادة بنضال المرأة الفلسطينية واستماتتها في الدفاع عن الأرض والعرض وتحملها لتبعات مظالم الاحتلال الصهيوني الغاشم . وختمت المتحدثة كلمتها بأن التحديات التي تعيشها مجتمعاتنا اليوم تفرض علينا، أن نعمل فضيلة الحوار والتشاور ونعتمد على منهج التنسيق والتبادل، من أجل النهوض بوضع المرأة العربية وتعزيز مكانتها وحمايتها من جميع أشكال العنف والتمييز والإقصاء، والمرور من مرحلة المطالبة بالحقوق الأساسية كالتربية والتكوين والصحة وكل أشكال الحماية الاجتماعية إلى مرحلة المنافحة من أجل ترقية التناصف بين الرجال والنساء في بلداننا العربية، لاسيما في سوق الشغل وفي تولي المناصب والمسؤوليات العليا، لإحداث التوازن المنشود بين الرجل والمرأة .