دعت مجموعة من البلدان الأعضاء بمجلس حقوق الإنسان الأممي، المفوض السامي لحقوق الانسان، باستئناف إيفاد البعثات الفنية إلى الصحراء الغربية مرة كل ستة أشهر، وتقديم تقرير عن نتائجها إلى المجلس في كل من تقريرها السنوي والتحديثات الشفهية خلال جلسات المجلس. وشددت البلدان، في مداخلة مشتركة خلال مناقشة البند الثاني من أشغال الدورة الأربعين التي انطلقت في 25 فيفري الماضي وتستمر إلى غاية 22 مارس الجاري، بمشاركة العديد من الوفود الممثلة للدول الأعضاء إلى جانب المجتمع المدني، على ضرورة تنفيذ برنامج المساعدة التقنية وبناء القدرات لجبهة البوليساريو واللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان، وكذا ضمان أن يحترم موظفو مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان والمكلفون بولايات الإجراءات الخاصة وهيئات المعاهدات، الوضع القانوني للإقليم المحتل، وبأن ينخرطوا مع جبهة البوليساريو بإعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي عند أدائهم لولاياتهم. كما أعربت في ذات السياق، بحسب ما أوردته وكالة الانباء الصحراوية (واص) يوم الخميس، عن شعورها بالقلق العميق إزاء عدم وفاء مفوضية حقوق الإنسان بالتزاماتها تجاه الشعب الصحراوي بموجب قرارات عديدة، في الوقت الذي لا يزال المدنيون الصحراويون يعانون من التعذيب والمعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة والمضايقة والاحتجاز التعسفي والاستغلال غير القانوني لمواردهم الطبيعية من طرف المحتل المغربي. وكان مشاركون في ندوة حول الصحراء الغربية، احتضنها مجلس حقوق الإنسان الأمميبجنيف، قد دعوا المغرب لوقف احتلاله العسكري غير القانوني للصحراء الغربية والتفاوض بحسن نية مع جبهة البوليساريو من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم يضمن حق تقرير المصير للشعب الصحراوي . كما دعا محاضرون في الندوة، كل من مفوضية الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي إلى الالتزام الكامل بنص وروح معاهدة الاتحاد الأوروبي والقانون الدولي ، كما ناشدوا مجلس الأمن الدولي لإدراج مسألة مراقبة حقوق الإنسان ضمن مهام بعثة المينورسو . من جهتها، طالبت جبهة البوليساريو، المفوض السامي لحقوق الإنسان، ميشيل باشليت، بالاعتراف بحقوق الشعب الصحراوي والعمل على حمايتها وضمانها من خلال تعيين مقرر خاص معني بالصحراء الغربية، مشيرة إلى الانتهاكات التي يتعرض لها الصحراويون في الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية من قبل أجهزة الأمن المغربية والمستوطنين المغربيين بتحريض من مخابراتها. ترحيب بقبول طرفي النزاع في الصحراء الغربية المشاركة في مباحثات جنيف وجرى الترحيب في المداخلة المشتركة خلال أشغال الدورة الأربعين بمجلس حقوق الإنسان الأممي، بقبول طرفي النزاع في الصحراء الغربية (جبهة البوليساريو والمملكة المغربية) المشاركة في مباحثات جنيف بعد سنوات من الجمود، مطالبين كلا الطرفين التفاوض بحسن نية ودون شروط مسبقة لتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير، بما يتماشى مع جميع قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة بالقضية بما في ذلك القرار 1514 (15). وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قد أعلن في تصريح صحفي، أن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، هورست كوهلر، يعتزم دعوة طرفي النزاع في الصحراء الغربية إلى ثاني طاولة مستديرة، في النصف الثاني من شهر مارس الجاري بسويسرا، في إطار المحادثات المباشرة بينهما لحل النزاع في الصحراء الغربية بما يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. وجرت أشغال المائدة المستديرة الاولى التي جمعت جبهة البوليساريو بالمغرب تحت رعاية الأممالمتحدة، في الخامس من ديسمبر الماضي، وترأسها المبعوث الأممي، هورست كوهلر. وكان مجلس الامن الدولي قد حث يوم 31 أكتوبر المنصرم ضمن لائحته 2440 كل من المغرب و جبهة البوليساريو على استئناف المفاوضات دون شروط مسبقة و بنية حسنة قصد التوصل الى حل سياسي عادل ومستديم يقبله الطرفان يسمح بتقرير مصير شعب الصحراء الغربية. واعتبر ذلك الاجتماع، الاول من نوعه منذ ست سنوات، والذي عقد طبقا للائحة 2440 لمجلس الأمن الأممي، كما شكل أول خطوة نحو مسار مفاوضات متجدد يهدف الى التوصل الى تسوية عادلة ومستدامة يقبلها الجانبان تسمح بتقرير مصير الشعب الصحراوي. جدية واشنطن لإيجاد حل للنزاع وقال ممثل جبهة البوليساريو في فرنسا، أبي بشراي البشير، إن قرار الولاياتالمتحدة المتعلق بالمساعدات المالية المقدمة إلى المغرب، يعكس بشكل واضح الموقف الأمريكي الجاد من النزاع في الصحراء الغربية، الذي جاء بصياغة جديدة عن القرار السابق لسنة 2018، بحيث لم يعط أي إشارة بشأن مقترح الحكم الذاتي المغربي أو مسألة دعم الاستثمار في الصحراء الغربية المحتلة. وأضاف السيد أبي بشراي, بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الصحراوية (واص), يوم الخميس, أن القرار الأمريكي لهذه السنة, وبالرغم من كونه تجديد رمزي, إلا أنه هذه المرة جاء منسجما مع القانون الدولي والتحول الذي تشهده القضية الصحراوية, كما يعكس الدعم الأمريكي لمسار التسوية الأممي والديناميكية الجديدة التي أطلقها المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية, هورست كوهلر, والتي تحظى بدعم من قبل مجلس الأمن الدولي وكل الأطراف الدولية . وأشار الدبلوماسي الصحراوي, خلال نزوله ضيفا على برنامج وجها لوجه بقناة فرانس 24 ، أن كل محاولات المغرب لفرض سيادته المزعومة على الصحراء الغربية فشلت, سواء من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية أو الاتحاد الأوروبي اللذين لا يعترفان للمغرب بأي سيادة على الصحراء الغربية , رغم محاولاته التموقع في السياسة الدولية لكسب موقف يشرع احتلاله العسكري لأجزاء من أراضي الجمهورية الصحراوية. واعتبر في ذات السياق, أن الاحتلال المغربي فشل فشلا ذريعا في التأثير على موقع ومكانة الجمهورية الصحراوية داخل الاتحاد الافريقي وموقفه الثابت من النزاع في الصحراء الغربية الذي تعزز بإنشاء مجموعة تورويكا المكونة من رؤساء البلدان من أجل مرافقة الأممالمتحدة في مساعيها لتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية. كل هذه المتغيرات-يضيف الدبلوماسي الصحراوي- تأتي قبيل الجولة الثانية من محادثات جنيف هذا الشهر, والتي تشكل تحولا هاما في النزاع الصحراوي-المغربي الذي أصبح يحظى باهتمام القوى العظمى, وهو ما تجسده الزيارة الأخير لوفد عن البرلمان والكونغرس الأمريكيين إلى مخيمات العزة والكرامة ولقاء الرئيس الصحراوي ابراهيم غالي وقيادات في جبهة البوليساريو. وفي ختام حديثه, دعا ممثل جبهة البوليساريو في فرنسا, المملكة المغربية إلى التفاعل مع هذه التطورات لإنقاذ شعبها والمنطقة والخروج بها من الأزمة التي سببها احتلاله العسكري للصحراء الغربية, وذلك من خلال تطبيق القانون الدولي وتمكين الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير. وكان الكونغرس الأمريكي قد قام مرة اخرى باشتراط استخدام المساعدة الامريكية للمغرب في الاراضي الصحراوية المحتلة من خلال الحصول على موافقة كتابة الدولة الامريكية. وخصص الكونغرس الاموال الموجهة للمغرب للمساعدة في الصحراء الغربية لحساب الميزانية الفدرالية لسنة 2019 باشتراط موافقة كتابة الدولة من اجل استعمالها. وكانت وزارة الشؤون الخارجية الامريكية, قد رفضت دوما السماح للمغرب باستعمال تلك الاموال في الاراضي الصحراوية المحتلة معتبرة أن تطبيق هذا الاجراء المالي يعد بمثابة اعتراف بأن المغرب قوة مديرة للصحراء الغربية. كما ان القانون الممول للحكومة الفدرالية الذي صادق عليه الكونغرس مؤخرا واضح جدا فيما يخص تطبيق هذا الاجراء التشريعي. حيث انه ينص بشكل واضح على ان كاتب الدولة و مدير الوكالة الامريكية للتنمية الدولية، مطالبين بالبث بعد 90 يوما من اصدار النص, في استعمال تلك الاموال في الصحراء الغربية بالتشاور مع لجنة القروض. غالي يؤكد أحقية الصحراويين في الحرية أكد رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، السيد ابراهيم غالي، أن سياسات المغرب التي ينتهجها في حق الصحراويين العزل بالمدن المحتلة لن تثني الصحراويين عن مواصلة المعركة النضالية حتى تحقيق الحرية والإستقلال. جاء ذلك خلال استقباله للوفد الحقوقي القادم من الأراضي الصحراوية المحتلة يوم الخميس، مؤكدا أمام مناضلي ومناضلات جبهة البوليساريو بالجزء المحتل من الصحراء الغربية، عزم الشعب الصحراوي مواصلة مقاومته وصموده حتى تحقيق النصر. وعبر الرئيس غالي، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الصحراوية (وأص)، عن فخر كل الصحراويين بنضالهم من أجل الحرية والإستقلال، مؤكدا أن لا خيار للشعب الصحراوي غير المضي في كفاحه المشروع وقد قدم في سبيل ذلك كل غالي ونفيس ولا مجال للتراجع أبدا. الأمين العام لجبهة البوليساريو، السيد غالي، حيا بالمناسبة نضالات وتضحيات شعبنا بالمدن المحتلة الذي يقدم أروع الصور في إنتفاضة سلمية أبهرت العالم في مواجهة سياسات همجية للإحتلال الذي يستخدم كل الأساليب من تعذيب وقتل وإعتقال وسحل للنساء في الشوارع وهي ممارسات دنيئة لن تثني الصحراويين عن نضالهم في سبيل الحرية والإستقلال وإن طال الأمد . واستمع الرئيس الصحراوي أيضا إلى مداخلات لبعض المناضلين والمناضلات ضحايا ممارسات الإحتلال كالإختطاف والإعتقال والسجن والتعذيب بسبب مواقفهم المعلنة من قضية شعبهم ونضالهم السلمي لإثبات هويتهم وإنتمائهم بالمدن المحتلة وجنوب المغرب وداخل الجامعات المغربية. وقد حضر الإستقبال عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو، الوزير الأول محمد الوالي أعكيك وعضو الأمانة الوطنية مسؤول أمانة التنظيم السياسي، حمة سلامة وعضو الأمانة الوطنية وزير الخارجية محمد سالم ولد السالك وعضو الأمانة الوطنية وزير المدن المحتلة والجاليات البشير مصطفى السيد وعضو الأمانة الوطنية والي ولاية أوسرد مريم السالك أحمادة ووزير الإعلام حمادة سلمى وعدد من المستشارين والمسؤولين بالدولة والجبهة، حسب نفس المصدر. وكان وفد إنتفاضة الإستقلال قد زار العديد من مؤسسات الدولة الصحراوية بمخيمات العزة والكرامة والمناطق المحررة كما شارك في الإحتفالات المخلدة للذكرى الثالثة والأربعين لإعلان الدولة الصحراوية وإلتقى عدد من المسؤولين وحظي بإستقبالات شعبية بعدد من الولايات. ويرافق الوفد المدير المركزي المكلف بشؤون الأرض المحتلة، عبدالله أسويلم، ويضم في تشكيلته مجموعة من والمناضلات والمناضلين أبطال إنتفاضة الإستقلال بالجزء المحتل من الصحراء الغربية بينهم نشطاء ميدانيين وإعلاميين ومختطفين ومعتقلين سابقين بالسجون المغربية المفرج عنهم مؤخرا من مجموعة رفاق الشهيد الولي النشطة بالجامعات المغربية.