استغرب مراقبون ونشطاء سياسيون ردود فعل أحزاب المعارضة حول التصريحات الأخيرة لرئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق احمد ڤايد صالح، بخصوص ضرورة تطبيق المادة 102 من الدستور، والتي كانت هذه القوى سباقة للمطالبة بتنفيذها، قبل أن تنقلب عن مواقفها وتصريحاتها السابقة 360 درجة، ويبدو أن اقتراحات الجيش فضحت نوايا المعارضة التي يتضح أنها تتجاوز ضمان الانتقال السلس للسلطة. وسارعت أحزاب من المعارضة معروفة بعدم ثبات مواقفها للإعلان عن رفض اقتراح الفريق ڤايد صالح بمجرد صدوره، واعتبرت أن الخطوة التي أعلن عنها الفريق ڤايد صالح لا تلبي مطالب الشعب، ولا تحقق الانتقال الديمقراطي المنشود. وقالت حركة مجتمع السلم، في بيان وقعه رئيسها عبد الرزاق مقري، إن ما تقدم به قائد الأركان هو اقتراح للحل لا يسمح بتحقيق الانتقال الديمقراطي والانتخابات الحرة والنزيهة، فيما دعت إلى ضمانات إضافية من بينها تعيين رئيس حكومة توافقي يرضى عنه الحراك الشعبي، وإصدار مراسيم تضمن العمل السياسي واستقلالية القضاء. وفي ذات الإطار، اعتبر رئيس حزب طلائع الحريات، علي بن فليس، أن تفعيل المادة 102 لا يمكن أن يشكل وحده القاعدة لحل الأزمة في البلاد، وأن تفعيل هذه المادة يتطلب ملاءمة تضمن احترام معايير الشفافية والنزاهة التي يطالب بها الشعب. وقال بن فليس إنه يمكن تعيين شخصية توافقية لإدارة مرحلة انتقالية قصيرة. أما حركة البناء الوطني، فاعتبرت دعوة رئيس الأركان نصف حل، ودعت إلى تعيين شخصية توافقية على رأس مجلس الأمة لتخلف بعد ذلك مؤقتا بوتفليقة في رئاسة الجمهورية. من جانبه، قال المحامي مصطفى بوشاشي إن الشعب الجزائري لا يقبل أن تدير الحكومة أو رمز لسلطة هذا النظام الفترة الانتقالية. كما اعتبر عبد الله جاب الله، رئيس جبهة التنمية والعدالة، أن تفعيل المادة 102 لا يفي بالغرض ولا يرضي مطالب الشعب، مضيفا أن هذا الإجراء يتطلب نقل السلطة إلى رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، وهذا نرفضه، لأن الشعب يطالب برحيل الجميع . وبالعودة أياما قليلة فقط للوراء، دعا زعماء أحزاب المعارضة في أخر اجتماع لهم بضرورة مساعدة مؤسسة الجيش على تحقيق مطالب الشعب، كما طالبت أطراف عديدة من تيار المعارضة على مدار الأشهر الأخيرة بتفعيل المادة 102 من الدستور التي تنص على إعلان شغور منصب الرئاسة. وجاء في بيان وقعته أحزاب سياسية وشخصيات وطنية معارضة يوم 3 مارس الماضي، أن الحالة الصحية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة تفرض تطبيق هذه المادة وتأجيل الانتخابات الرئاسية، كما سبق لما يعرف بتنسيقية الإنتقال الديمقراطي رفع هذا المطلب في خضم رئاسيات 2014. وعرفت الأيام الأخيرة، كما هو معلوم، سقوطا حرا للعديد من السياسيين والناشطين في امتحان الشارع، حيث عبر المحتجون عن رفضهم للعديد من الأسماء التي تمثل ابرز تيارات المعارضة وسط اتهامات لهم بمحاولة ركوب موجة الاحتجاجات الشعبية لتحقيق مآرب شخصية، وبعد اطلاع ناشطين على مواقف أحزاب المعارضة من تصريحات قيادة أركان الجيش، ازدادت حدة الانتقادات الموجهة لهذا التيار وسط مطالب بحل هذه الأحزاب السياسية التي لم تضف، حسبهم، أي شيئ للشعب الجزائري والحراك الشعبي ما عدا زيادة الاحتقان وحالة الغموض. وكان قائد أركان الجيش قال أمس الاول من ورڤلة، إن الحل في مواجهة الأزمة الحالية يجب أن يضمن احترام الدستور وفقاً للمادة 102، وهي المادة المتعلقة بإثبات شغور منصب الرئيس لعدم قدرته على الاستمرار في ممارسة صلاحياته لأسباب صحية.