أسرت قوات تابعة لحكومة الوفاق الليبية، أمس، العشرات من قوات خليفة حفتر في منطقة الزاوية قرب العاصمة طرابلس خلال مواجهة عسكرية تمكنت خلالها من استعادة السيطرة على إحدى البوابات الأمنية. أعلن ذلك فصيل عسكري في منطقة الزاوية، وأكده للأناضول مصدر مطلع من قوات حفتر. ونشر المجلس العسكري لتجمع كتائب وسرايا ثوار الزاوية ، عبر صفحته على فيسبوك ، صورا قال إنها لعشرات الأسرى من اللواء 106 مجحفل و الكتيبة 107 مشاة التابعين لحفتر بعد وقوعهم في قبضة قوات المجلس خلال استعادة السيطرة على البوابة الأمنية 27. وأضاف أنه تم تسليم هؤلاء الأسرى بشكل رسمي إلى غرفة العمليات العسكرية، تحت إمرة العميد عبد الحميد الحنيش التابعة للمنطقة العسكرية الغربية. وأكد مصدر مطلع من قوات حفتر، للأناضول، أن قواتهم انسحبت من البوابة الأمنية 27، وأن قوات أخرى سيطرت عليها. واعترف المصدر بأسر 30 من قواتهم كانوا متمركزين عند تلك البوابة الأمنية. كان مصدر أمني تابع للحرس الرئاسي بحكومة الوفاق الليبية، أكد في وقت سابق للأناضول، أمس، أسر أعداد من قوات حفتر خلال استعادة السيطرة على البوابة الأمنية 27. وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول بالتصريح للإعلام، إن القوات التابعة للوفاق استعادت السيطرة على البوابة الأمنية 27، التي تقع على الطريق الساحلي الرابط بين مدينة الزاوية وطرابلس، وذلك بعد دقائق من إعلان قوات تتبع لحفتر سيطرتها عليها. ولفت المصدر إلى أن القوات التابعة للوفاق انتشرت وتم توزيعها على العديد من النقاط والتمركزات خارج طرابلس. وأشار إلى أن قوة كبيرة وصلت من مدينة مصراتة، ليلة الخميس الى الجمعة، لمساندة القوات التابعة للوفاق، دون تقديم أية تفاصيل أخرى. في السياق ذاته، أعلنت قوة حماية طرابلس ، التابعة لحكومة الوفاق، إطلاق عملية اسمتها وادي الدوم الثانية للتصدي لقوات حفتر، دون تقديم أي تفاصيل أخرى حول العملية. والخميس، أعلن حفتر رسميا إطلاق عملية عسكرية لاقتحام العاصمة طرابلس، قبيل 10 أيام من انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الجامع بمدينة غدامس (جنوب غرب)، تحت رعاية أممية، مما أثار استنكارا محليا ودوليا واسعا. وردًا على ذلك، أمر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، سلاح الجو بقصف كل من يهدد الحياة المدنية، بالتزامن مع تقدم قوات حفتر لغرب البلاد. وفي ذات السياق، أعلن المجلس العسكري لكتائب وثوار مدينة مصراتة ، في بيان الخميس، استعدادهم لوقف الزحف المشؤوم، في إشارة لتحركات قوات حفتر المتقدمة نحو طرابلس. وتتواجد قوات حفتر في عدة نقاط في المنطقة الغربية أقربها إلى طرابلس بلدة الأصابعة ، بينما أعلن الناطق باسم قوات حفتر العميد أحمد المسماري، الخميس، أن قواتهم دخلت مدينة غريان وصرمان التي لا تبعد عن العاصمة سوى نحو 80 كلم. وتزامنت التحركات العسكرية لقوات حفتر، مع وصول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى العاصمة الليبية، الأربعاء، لدفع الجهود من أجل تنظيم مؤتمر الحوار الوطني الجامع المقرر بين يومي 14 و16 أفريل الجاري، ضمن خارطة طريق أممية لحل النزاع في البلد العربي الغني بالنفط. وكثفت في الفترة الأخيرة قوات حفتر من تحركاتها في المنطقة الغربية بعد سيطرتها مؤخرا على المدن والبلدات الرئيسية في إقليم فزان (جنوب غرب). ومنذ سنوات، تشهد ليبيا صراعا على الشرعية والسلطة بين حكومة الوفاق، المعترف بها دوليا، في طرابلس (غرب)، وقوات حفتر، المدعومة من مجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق. إشتباكات عنيفة وأوضحت مصادر اعلامية، أن الاشتباكات العنيفة اندلعت بعد وصول تعزيزات من طرابلس للقوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني، مشيرا إلى أن هذه القوات تضم تشكيلات عسكرية من الزنتان ومن غريان، إضافة إلى ثوار طرابلس والنواصي. ولفت المصدر إلى أن قوات المجلس الرئاسي تتمركز داخل مدينة العزيزية الاستراتيجية داخل الأحياء والشوارع، مضيفا أن المنطقة تحت سيطرة وحدات تابعة لحكومة الوفاق الوطني منذ عام 2017. وكانت مصادر اعلامية في ليبيا، قد أفادت في وقت سابق، بأن اشتباكات عنيفة نشبت في منطقة العزيزية جنوب العاصمة الليبية طرابلس بين قوات تابعة للجيش الوطني وأخرى تابعة للمجلس الرئاسي في حكومة الوفاق الوطني. وفي السياق ذاته، تحدثت مواقع إخبارية مقربة من القيادة العامة للجيش الوطني عن دخول الكتيبتين 519 و308 التابعتين لمدينة اجدابيا إلى منطقة العزيزية. وأفادت هذه المصادر، أيضا بمقتل جندي واحد وإصابة 6 آخرين تابعين للكتيبة 166 في اشتباك نشب أمس قرب منطقة العزيزية. قياديين من القاعدة يتجهون إلى ليبيا! أفاد مصدر عسكري في الجيش الوطني الليبي بوجود معلومات مؤكدة حول وصول قياديين لتنظيم القاعدة متمركزين في سوريا إلى غرب ليبيا، وهذا أحد أسباب إطلاق عملية تحرير المنطقة. وقال المصدر، في تصريح لوكالة سبوتنيك الروسية، مساء يوم الخميس، إن الجيش اتخذ قرارا لا رجعة عنه بالتقدم لتخليص العاصمة والمدن الواقعة تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية، خاصة بعد ورود معلومات مؤكدة على وصول عدد من قادة تنظيم القاعدة المتمركزين في سوريا إلى غرب ليبيا. وأوضح المصدر، أنهم أصبحوا الآن في ضواحي العاصمة طرابلس، وتابع: هذا من الأسباب التي تعجل بدخول الجيش لهذه المناطق . كما أكد المصدر العسكري وجود تنسيق مع عدد كبير من الكتائب والضباط الموالين للسراج. وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة منذ الإطاحة بنظام الزعيم الراحل للبلاد، معمر القذافي، عام 2011، ويتنازع على السلطة حاليا طرفان أساسيان، هما حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا بقيادة رئيس المجلس الرئاسي، فايز السراج، والثاني الحكومة الموازية العاملة في شرق ليبيا والتي يدعمها مجلس النواب في مدينة طبرق والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. وأمر حفتر، في وقت سابق من الخميس، قواته المسلحة بالتقدم نحو عاصمة البلاد طرابلس ل تحريرها من الجماعات الإرهابية ، في إجراء يهدد بتصعيد خطير للتوتر في ليبيا، بينما أوعز السراج بالتعامل بقوة لصد زحف قوات الجيش الوطني . تونس تعلن حالة الطوارئ أعلنت السلطات التونسية حالة الطوارئ في كامل أنحاء البلاد لمدة شهر، معربة عن قلقها من التطورات الأخيرة في ليبيا. وذكرت رئاسة الجمهورية على صفحتها في فيسبوك ، أن مجلس الأمن القومي اجتمع بإشراف الرئيس الباجي قايد السبسي، واستعرض تطورات الأوضاع الأمنية المحلية والإقليمية والدولية، وخاصة مستجدات الوضع في ليبيا. وأكد المجلس على خطورة ما آلت إليه الأحداث في هذا البلد الشقيق وضرورة تفادي التصعيد والتسريع بإيجاد حل سياسي مبني على الحوار بين كافة الأطراف. هذا وأكدت وزارة الخارجية التونسية في وقت سابق، أنها تتابع بأهمية بالغة التطورات الخطيرة للأوضاع في ليبيا، معربة عن قلقها العميق لما يدور حاليا في هذا البلد الجار. ودعا بلاغ وزارة الخارجية جميع الأطراف في ليبيا إلى التحلي بأعلى درجات ضبط النفس وتفادي التصعيد الذي من شأنه أن يزيد في تعميق معاناة الشعب الليبي الشقيق، ويهدد انسجامه ووحدة أراضيه. السراج يأمر سلاح الجوب بالتحرك! وأمر رئيس المجلس الرئاسي في حكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، رئاسة الأركان الجوية التابعة له بتنفيذ طلعات جوية واستعمال القوة للتصدي للقوات التابعة للمشير خليفة حفتر. وكلّف السراج في برقية عاجلة رئاسة أركان القوات الجوية بتنفيذ طلعات جوية واستعمال القوة للتصدي لكل من يهدد حياة المدنيين والمرافق الحيوية، من دون ذكر قوات الجيش الوطني التابعة لحفتر بالاسم. كما أعطى تعليماته أيضا باستهداف الجماعات الإرهابية والمجموعات الإجرامية والخارجين عن الشرعية والقانون ومهربي الوقود. وفي الشأن ذاته، علّق وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني، فتحي باشاغا، في مداخلة تلفزيونية على العملية العسكرية التي أطلقها القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير حفتر، مشددا على أن الليبيين وخاصة في المناطق الغربية يشعرون بأن المجتمع الدولي خذلهم، وبأنهم لا يستطيعون الثقة فيه مجددا. وقال باشاغا منتقدا المجتمع الدولي: من الآن فصاعدا، سوف نعتمد على أنفسنا في صون بلادنا وديمقراطيتنا ودمائنا .