دعا المجتمع الدولي الأطراف اللّيبية، إلى تفادي التصعيد العسكري واتباع المسار السياسي للتسوية، بعد إعلان قائد ما يسمى الجيش الليبي خليفة حفتر شن هجوم على العاصمة طرابلس. قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إن «الأممالمتحدة ليس لها أي أجندة ولا مصالح فيما يتعلق بليبيا، بل مصلحة واحدة وهي الخير للشعب الليبي، والسلام في البلاد، وإمكانية العيش في ظل ديمقراطية طبيعية والاستفادة من الثروة الهائلة للبلاد ليستفيد منها مواطنوها». أكد الأمين العام للأمم المتحدة، خلال كلمته في المؤتمر الصحفي الذي عقد الخميس، في طرابلس على هامش زيارته ليبيا أن «الحل لليبيا يجب أن يكون حلا سياسياً وبقيادة ليبية». دعوات لتوقيف التصعيد دعت الولاياتالمتحدةوبريطانيا وفرنسا وإيطاليا والإمارات العربية المتحدة في بيان مشترك «كل الأطراف» في ليبيا إلى خفض «التوترات فورا بعدما أمر خليفة حفتر قواته بالهجوم على العاصمة طرابلس. من جهتها طلبت بريطانيا عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن ليبيا». حثت هذه الدول، أمس الأول، «كل الأطراف» في ليبيا على خفض التصعيد، من جانبها أكدت ألمانيا، الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي «أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري في ليبيا». بدورها، حثت وزارة الخارجية التركية، الأطراف الليبية على الامتناع عن تحركات تخل بروح الوفاق الوطني في ليبيا. سيطرة وصد هجمات سيطر الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على بلدات جنوبطرابلس، مساء الخميس، ويقترب أكثر وبوتيرة سريعة من طرابلس، إثر أوامر من القيادة بالتقدم للعاصمة، بحسبما ذكرت تقارير إخبارية. بحسب المصادر فإن الجيش الليبي بات على بعد 27 كلم من قلب العاصمة طرابلس عبر مدخلها الغربي، وسط فرار الميليشيات من هناك. فيما أعلنت المنطقة العسكرية الغربية التابعة لحكومة الوفاق الوطني، أنها «تمكنت، أمس، من صدّ هجوم قامت به مجموعات تابعة لحفتر بمنطقتي أبوشيبة والهيرة» غرب غريان، مؤكدة أنها «لن تتهاون وستتخذ الإجراءات اللازمة في حينها». في وقت سابق من أمس، قال اللواء عبد السلام الحاسي، آمر غرفة عمليات المنطقة الغربية في «الجيش الوطني الليبي»، إن قواته سيطرت بالكامل على مدينة غريان الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر، جنوب العاصمة طرابلس وبعد السيطرة على غريان، سيطر الجيش الوطني على بلدتي صبراتة وصرمان الواقعتين غرب طرابلس على بعد 60 كيلومتراً من العاصمة، وتقدم الجيش الوطني بشكل سريع إلى محيط طرابلس وقد وصل إلى منطقة العزيزية. أطلق المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، الخميس، عملية عسكرية باسم «الفتح المبين» لتحرير العاصمة طرابلس. دعا هذا التطور رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج إلى إعلان حالة «النفير العام» لقواتها للتصدي لهذه التحركات العسكرية، التي تأتي قبل أقل من أسبوعين على انعقاد «المؤتمر الجامع» برعاية الأممالمتحدة. انشغال عميق دعا الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، أمس، كافة الأطراف الليبية إلى ضبط النفس والقيام على الفور بخفض حالة التصعيد الميدانية. عبرت تونس عن انشغالها البالغ من التطورات الخطيرة للأوضاع في ليبيا داعية إلى تفادي التصعيد، وفق بيان صادر، أمس، عن وزارة الشؤون الخارجية. حثت تونس، جميع الأطراف إلى التحلي بأعلى درجات ضبط النفس وتفادي التصعيد الذي من شأنه أن يزيد في تعميق معاناة الشعب الليبي الشقيق ويهدد انسجامه ووحدة أراضيه. من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف موقف روسيا الداعم لوحدة وسلامة الأراضي الليبية. ذكرت وزارة الخارجية الروسية أن «الجانب الروسي أكد من جديد الموقف المبدئي الذي لم يتغير تجاه دعم وحدة ليبيا وسلامة أراضيها وسيادتها وإقامة حوار بين الليبيين من خلال الدور التنسيقي للمبعوث الأممي الخاص في ليبيا».