الجيش سيرافق الشعب حتى يحقق تطلعاته المشروعة الجزائر مستهدفة بسبب مواقفها العمل جار لتفكيك الألغام التي زرعها الفاسدون دعا الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أمس، إلى التحلي بالمزيد من الحكمة لإجهاض الدسائس التي تحاك ضد الجزائر، فيما ثمن استجابة جهاز العدالة للدعوة التي وجهها إليه كي يسرع من وتيرة متابعة قضايا الفساد ونهب المال العام، ومحاسبة كل من امتدت يده إلى أموال الشعب، وهو ما من شأنه تطمين الشعب بأن أمواله المنهوبة ستسترجع بقوة القانون وبالصرامة اللازمة. وجاء في بيان لوزارة الدفاع الوطني، أمس، إنه في إطار متابعة مدى تنفيذ برنامج سنة التحضير القتالي 2018/2019 عبر كافة وحدات الجيش الوطني الشعبي وعبر كافة النواحي العسكرية، قام الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، بزيارة عمل وتفتيش إلى الناحية العسكرية الأولى. الزيارة انطلقت من الفرقة 12 مشاة ميكانيكية، أين أشرف الفريق على تنفيذ تمرين بياني بالذخيرة الحية نصر 2019 ، كما ترأس لقاء توجيهيا مع إطارات وأفراد الناحية. فبميدان الرمي والمناورات للفرقة، ورفقة اللواء علي سيدان قائد الناحية العسكرية الأولى، استمع الفريق إلى عرض حول التمرين قدمه قائد الفرقة، تضمن الفكرة العامة ومراحل التنفيذ، وهو التمرين الذي يندرج في إطار تقييم المرحلة الثانية من برنامج سنة التحضير القتالي 2018/2019، والذي شاركت فيه وحدات الفرقة 12 مشاة ميكانيكية، فضلا عن وحدات جوية من طائرات وحوامات الإسناد الناري. وبحسب ذات المصدر، فإن نائب وزير الدفاع الوطني تابع عن كثب مجريات التمرين الذي نفذ في ظروف قريبة من الواقع، وفقا للخطة الموضوعة، وتماشيا مع الأهداف المسطرة، والمتمثلة أساسا في صقل مهارات الأركانات في تحضير وتنظيم الأعمال القتالية والتنسيق بين مختلف القوات، فضلا عن إكساب القادة الخبرة في السيطرة على الوحدات، وتمكين الأطقم من اكتساب مهارات أكثر في التحكم في منظومات الأسلحة، واختبار القدرة على التنفيذ الناجح للمهام القتالية الموكلة، هذا التمرين أكد جليا القدرة التي تتمتع بها هذه الوحدة الكبرى في مجال التنفيذ الناجح للمهام القتالية الموكلة، جسدها التنفيذ الجيد للتمرين الذي كلل بالنجاح التام. وفي نهاية التمرين، التقى رئيس اركان الجيش بأفراد الوحدات المشاركة، أين هنأهم على الجهود التي بذلوها لإنجاح هذا التمرين، حاثا اياهم على بذل المزيد من المجهودات للحفاظ على الجاهزية القتالية لهذه الوحدة الكبرى في أعلى مستوى. وفي كلمة توجيهية له خلال زيارة العمل والتفتيش التي قام بها للناحية العسكرية الأولى بالبليدة، شدد الفريق ڤايد صالح على ضرورة اتخاذ كل أسباب الحيطة والحذر في ظل الظروف التي تمر بها البلاد، والتي تتطلب المزيد من الحكمة لإجهاض الدسائس التي تحاك ضدها، وذلك من أجل تجاوز هذه المرحلة الفارقة في تاريخ الأمة بأمان. وتوقف الفريق عند الخطوات الواعدة الرامية إلى استكمال مشروع البناء الوطني، مسجلا ظهور بعض الأصوات التي لا تبغي الخير للجزائر، و التي تدعو إلى التعنت والتمسك بنفس المواقف المسبقة، دون الأخذ بعين الاعتبار لكل ما تحقق، ورفض كل المبادرات ومقاطعة كل الخطوات، بما في ذلك مبادرة الحوار الذي يعتبر من الآليات الراقية التي يجب تثمينها، لاسيما في ظل الظروف الخاصة التي تمر بها بلادنا. كما دعا أيضا إلى استغلال كل الفرص المتاحة للتوصل إلى توافق للرؤى وتقارب في وجهات النظر، والتي تفضي لإيجاد حل بل حلول للأزمة في أقرب وقت ممكن، منبها إلى أن استمرار هذا الوضع ستكون له آثار وخيمة على الاقتصاد الوطني وعلى القدرة الشرائية للمواطنين، لاسيما ونحن على أبواب شهر رمضان الفضيل. ويأتي كل ما سبق ذكره، ليؤكد أن هذه الأصوات والمواقف المتعنتة تعمل على الدفع بالبلاد إلى فخ الفراغ الدستوري والدخول في دوامة العنف والفوضى، و هو المآل الذي يرفضه أي مواطن مخلص لوطنه ويرفضه الجيش الوطني الشعبي قطعا، يتابع الفريق. وفي رده على هذه المحاولات، أكد الفريق بالقول: لهؤلاء نقول أن الشعب الجزائري سيد في قراراته وهو من سيفصل في الأمر عند انتخاب رئيس الجمهورية الجديد، الذي تكون له الشرعية اللازمة لتحقيق ما تبقى من مطالب الشعب المشروعة. العمل جار لتفكيك الألغام التي زرعها الفاسدون . ومن جهة أخرى، نبه الفريق ڤايد صالح إلى ظاهرة التحريض على عرقلة عمل مؤسسات الدولة ومنع المسؤولين من أداء مهامهم التي وصفها ب الغريبة ، معتبرا إياها تصرفات منافية لقوانين الجمهورية، ليلفت في هذا السياق إلى ضرورة عدم الوقوع في فخ التعميم وإصدار الأحكام المسبقة على نزاهة وإخلاص إطارات الدولة، الذين يوجد من بينهم الكثير من المخلصين والشرفاء والأوفياء، الحريصين على ضمان استمرارية مؤسسات الدولة وضمان سير الشأن العام خدمةً للوطن ومصالح المواطنين. وخلص في هذا الصدد، إلى التذكير بأن الجزائر تمتلك كفاءات مخلصة من أبنائها في كل القطاعات، يحملونها في قلوبهم، ولا ولاء لهم إلا للوطن، همهم الوحيد خدمة وطنهم ورؤيته معززا بين الأمم. وفي معرض حديثه عن الوضع الراهن الذي تعيشه البلاد، أكد الفريق بأن الجزائر طالما كانت مستهدفة وعرضة للمؤامرات الدنيئة، لزعزعة استقرارها وتهديد أمنها، جراء مواقفها الثابتة وقرارها السيد الرافض لكل الإملاءات، مضيفا بالقول: توصلنا إلى معلومات مؤكدة حول التخطيط الخبيث للوصول بالبلاد إلى حالة الانسداد، الذي تعود بوادره إلى سنة 2015، حيث تم كشف خيوط هذه المؤامرة وخلفياتها . وطمأن في هذا الصدد بأنه يجري العمل بكل هدوء وصبر، على تفكيك الألغام التي زرعها أولئك الفاسدون المفسدون في مختلف القطاعات والهياكل الحيوية للدولة، والتي أكد أنه سيتم تطهيرها بفضل تضافر جهود كافة الخيرين، ثم بفضل وعي الشعب الجزائري الغيور على وطنه، وجاهزية أبنائه وإخوانه في الجيش الوطني الشعبي المرابطين على ثغور الوطن، والحريصين على استرجاع هيبة الدولة ومصداقية المؤسسات وسيرها الطبيعي. كما عرج الفريق على المسيرات الشعبية السلمية المنادية بالتغيير الجذري، لينوه في هذا المقام، مرة أخرى، بتفهم المحتجين عن وعي ودراية لحساسية المرحلة، متوجها إليهم: أنتم أبناء وطني، أجدد دعوتكم إلى مزيد من الفطنة والحرص لكي تحافظ مسيراتكم على سلميتها وحضاريتها، وذلك بالعمل على تأطيرها وتنظيمها، بما يحميها من أي اختراق أو انزلاق، كما كان الحال بمسيرات الجمعة الفارطة التي تميزت بالهدوء والسكينة، وبذلك نفوت الفرصة معا، ككل مرة، على المتربصين بأمن وطننا واستقراره . إسترجاع أموال الشعب وفي سياق متصل، ثمن الفريق ڤايد صالح استجابة جهاز العدالة للدعوة التي وجهها إليه كي يسرع من وتيرة متابعة قضايا الفساد ونهب المال العام، ومحاسبة كل من امتدت يده إلى أموال الشعب، وهو ما من شأنه تطمين الشعب بأن أمواله المنهوبة ستسترجع بقوة القانون وبالصرامة اللازمة. كما حرص الفريق على طمأنة الشعب الجزائري بأن الجيش الوطني الشعبي سيواصل مرافقته بنفس العزيمة والإصرار، وفقا لإستراتيجية مدروسة، حتى تحقيق تطلعاته المشروعة، وهي الاستراتيجية التي أكد أنها بدأت تؤتي ثمارها تدريجيا، وفقا لمسار سيستمر حتى تحقيقها كاملة، تبعا للخطوات التي دعا إليها الجيش الوطني الشعبي، الذي غلب دوماً مصلحة الوطن والشعب وجعلها المقصد الذي يسمو فوق كل المقاصد، هذه الخطوات تتطلب التعقل والتبصر والهدوء، لاستكمال انجازها في جو من السكينة والأمن.