«الشعب سيد في قراره» «حالة الانسداد تعود بوادرها إلى سنة 2015» «أموال الشعب تُسترجع بقوة القانون» دعا الفريق أحمد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي, أمس, إلى التحلي بالمزيد من الحكمة "لإجهاض الدسائس" التي تحاك ضد الجزائر. وفي كلمة توجيهية له خلال زيارة العمل والتفتيش التي قام بها للناحية العسكرية الأولى بالبليدة, شدد الفريق ڤايد صالح على ضرورة اتخاذ "كل أسباب الحيطة والحذر" في ظل الظروف التي تمر بها البلاد والتي "تتطلب المزيد من الحكمة لإجهاض الدسائس التي تحاك ضدها, وذلك من أجل تجاوز هذه المرحلة "الفارقة" في تاريخ الأمة بأمان, حسب ما أورده بيان لوزارة الدفاع الوطني. وتوقف الفريق عند الخطوات "الواعدة" الرامية إلى استكمال مشروع البناء الوطني, مسجلا ظهور بعض الأصوات التي "لا تبغي الخير للجزائر" والتي "تدعو إلى التعنت والتمسك بنفس المواقف المسبقة دون الأخذ بعين الاعتبار لكل ما تحقق ورفض كل المبادرات ومقاطعة كل الخطوات بما في ذلك مبادرة الحوار الذي يعتبر من الآليات الراقية التي يجب تثمينها لاسيما في ظل الظروف الخاصة التي تمر بها بلادنا". كما دعا أيضا إلى استغلال كل الفرص المتاحة للتوصل إلى توافق للرؤى وتقارب في وجهات النظر والتي "تفضي لإيجاد حل بل حلول للأزمة في أقرب وقت ممكن", منبها إلى أن استمرار هذا الوضع "ستكون له آثار وخيمة على الاقتصاد الوطني وعلى القدرة الشرائية للمواطنين لاسيما ونحن على أبواب شهر رمضان الفضيل". ويأتي كل ما سبق ذكره, ل "يؤكد أن هذه الأصوات والمواقف المتعنتة تعمل على الدفع بالبلاد إلى فخ الفراغ الدستوري والدخول في دوامة العنف والفوضى", وهو المآل الذي "يرفضه أي مواطن مخلص لوطنه ويرفضه الجيش الوطني الشعبي قطعا", يتابع الفريق. وفي رده على هذه المحاولات, أكد الفريق بالقول: "لهؤلاء نقول أن الشعب الجزائري سيد في قراراته وهو من سيفصل في الأمر عند انتخاب رئيس الجمهورية الجديد الذي تكون له الشرعية اللازمة لتحقيق ما تبقى من مطالب الشعب المشروعة". و من جهة أخرى, نبه الفريق ڤايد صالح إلى ظاهرة التحريض على عرقلة عمل مؤسسات الدولة ومنع المسؤولين من أداء مهامهم التي وصفها ب"الغريبة" معتبرا إياها تصرفات "منافية لقوانين الجمهورية", ليلفت في هذا السياق إلى ضرورة "عدم الوقوع في فخ التعميم وإصدار الأحكام المسبقة على نزاهة وإخلاص إطارات الدولة الذين يوجد من بينهم الكثير من المخلصين والشرفاء والأوفياء الحريصين على ضمان استمرارية مؤسسات الدولة وضمان سير الشأن العام خدمةً للوطن ومصالح المواطنين". وخلص في هذا الصدد إلى التذكير بأن الجزائر تمتلك كفاءات مخلصة من أبنائها في كل القطاعات "يحملونها في قلوبهم ولا ولاء لهم إلا للوطني همهم الوحيد خدمة وطنهم ورؤيته معززا بين الأمم". و في معرض حديثه عن الوضع الراهن الذي تعيشه البلاد, أكد الفريق بأن الجزائر "طالما كانت مستهدفة وعرضة للمؤامرات الدنيئة لزعزعة استقرارها وتهديد أمنها جراء مواقفها الثابتة وقرارها السيد الرافض لكل الإملاءات", مضيفا بالقول "توصلنا إلى معلومات مؤكدة حول التخطيط الخبيث للوصول بالبلاد إلى حالة الانسداد الذي تعود بوادره إلى سنة 2015 حيث تم كشف خيوط هذه المؤامرة وخلفياتها". وطمأن في هذا الصدد بأنه يجري العمل "بكل هدوء وصبري على تفكيك الألغام التي زرعها أولئك الفاسدون المفسدون في مختلف القطاعات والهياكل الحيوية للدولة" والتي أكد أنه "سيتم تطهيرها (...) بفضل تضافر جهود كافة الخيرين ثم بفضل وعي الشعب الجزائري الغيور على وطنهي وجاهزية أبنائه وإخوانه في الجيش الوطني الشعبي المرابطين على ثغور الوطن والحريصين على استرجاع هيبة الدولة ومصداقية المؤسسات وسيرها الطبيعي". كما عرج الفريق على المسيرات الشعبية السلمية المنادية بالتغيير الجذري, لينوه في هذا المقام, مرة أخرى, بتفهم المحتجين "عن وعي ودراية لحساسية المرحلة", متوجها إليهم: "أنتم أبناء وطني أجدد دعوتكم إلى مزيد من الفطنة والحرص لكي تحافظ مسيراتكم على سلميتها وحضاريتها وذلك بالعمل على تأطيرها وتنظيمها بما يحميها من أي اختراق أو انزلاق كما كان الحال بمسيرات الجمعة الفارطة التي تميزت بالهدوء والسكينة وبذلك نفوت الفرصة معا ككل مرةي على المتربصين بأمن وطننا واستقراره". وفي سياق متصل, ثمن الفريق قايد صالح استجابة جهاز العدالة للدعوة التي وجهها إليه كي يسرع من وتيرة متابعة قضايا الفساد ونهب المال العام, ومحاسبة "كل من امتدت يده إلى أموال الشعبي وهو ما من شأنه تطمين الشعب بأن "أمواله المنهوبة ستسترجع بقوة القانون وبالصرامة اللازمة". كما حرص الفريق على طمأنة الشعب الجزائري بأن الجيش الوطني الشعبي "سيواصل مرافقته بنفس العزيمة والإصرار وفقا لاستراتيجية مدروسة حتى تحقيق تطلعاته المشروعة" وهي الاستراتيجية التي أكد أنها بدأت تؤتي ثمارها "تدريجيا", وفقا لمسار سيستمر "حتى تحقيقها كاملة تبعا للخطوات التي دعا إليها الجيش الوطني الشعبي الذي غلب دوماً مصلحة الوطن والشعب وجعلها المقصد الذي يسمو فوق كل المقاصد هذه الخطوات تتطلب التعقل والتبصر والهدوء لاستكمال انجازها في جو من السكينة والأمن".