أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، عن نزوح قرابة 40 ألف شخص بسبب الأعمال العسكرية حول العاصمة الليبية طرابلس، فيما تواصلت المظاهرات في طرابلس ومصراتة للأسبوع الثالث تواليا، رفضا للحرب. وأوضح مكتب المنظمة في ليبيا، عبر بيان نشره على صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك)، أنه يوجد 38 ألف و900 نازح مع استمرار الاشتباكات حول العاصمة، وهناك المزيد من المدنيين يفرون من منازلهم. وأكدت المنظمة تتبعها لحركة النزوح يوميًا وكذلك تقييم احتياجات الأشخاص المستضعفين، وهو أمر حيوي لضمان استجابة إنسانية فاعلة، وفقا للبيان. وارتفعت حصيلة الاشتباكات التي تدور حول العاصمة طرابلس إلى 278 قتيل و1282 جريح، بحسب الأمم المتحدة. ودخلت الأعمال العسكرية بين قوات الجيش الوطني وقوات موالية لحكومة الوفاق الوطني قرب وحول طرابلس أسبوعها الرابع، منذ إعلان قائد الجيش المشير خليفة حفتر، في الرابع من أفريل الجاري عن عملية عسكرية ل تحرير طرابلس . من جهة أخرى، خرج آلاف من المتظاهرين في طرابلس ومصراتة بليبيا أمس الأول، للجمعة الثالثة على التوالي رفضا للحرب على العاصمة. وحمل المتظاهرون في ميدان الشهداء بطرابلس، شعارات ترفض استمرار الحرب على العاصمة، وتطالب قوات الجيش الوطني بالانسحاب. وقال فرج التكبالي، أحد منسقي التظاهرة، في تصريح لوكالة أنباء (شينخوا)، للجمعة الثالثة على التوالي يخرج سكان العاصمة بآلاف، تعبيرا عن رفضهم للحرب التي تشنها قوات حفتر (الجيش الوطني)، مطالبين بانسحابها والاعتذار لسكان العاصمة عن الضرر الذي لحق بهم. وأضاف التكبالي: لن تتوقف هذه المظاهرات السلمية حتى تتوقف الحرب، واحترام الاتفاق السياسي ومبدأ التداول السلمي على السلطة المدنية، ولن يقبل بعسكرة الدولة ، في إشارة لمحاولة سيطرة الجيش على مدن ليبيا. كما واصل المئات من المتظاهرين ارتداء سترات صفراء، في إشارة لمزاعم دعم فرنسا للعملية العسكرية التي أطلقها الجيش. وبالموازاة مع خروج آلاف في طرابلس، خرج آلاف المتظاهرين في ميدان الحرية بمصراتة (200 كلم) شرق العاصمة. ودعا وزير الخارجية صبري بوقادوم، ونظيره التونسي خميس الجهيناوي، يوم الجمعة بتونس، الأطراف الليبية إلى الوقف الفوري للاقتتال وذلك حقنا لدماء الشعب الليبي وتجنبا لمزيد من المعاناة ومراعاة المصلحة الوطنية العليا لليبيا. وأكد الوزيران في نداء مشترك حول الوضع في ليبيا صدر بمناسبة زيارة بوقادوم الى تونس بدعوة من نظيره التونسي، أنه لا وجود لحل عسكري للأزمة الليبية، مشددان على أهمية عودة الأطراف الليبية الى الحوار الليبي الشامل، والمحافظة على المسار السياسي كسبيل أوحد لحل الأزمة الليبية وفقا لأحكام الاتفاق السياسي، قصد إنهاء المرحلة الانتقالية وإتمام الاستحقاقات الانتخابية برعاية الأمم المتحدة. وجدد الوزيران دعوتهما إلى عقد اجتماع عاجل لآلية المبادرة الثلاثية وتكثيف جهودهما وتحركاتهما في مختلف الأطر الأخرى بهدف وضع حد لتدهور الأوضاع الأمنية والعودة سريعا للمسار السياسي. ودعا إلى الوقف الفوري للاقتتال حقنا لدماء الليبيين وتجنيب الشعب الليبي مزيدا من المعاناة، ومراعاة للمصلحة الوطنية العليا لليبيا. كما أكد الوزيران على مواصلة دعم البلدين للجهود الأممية بإشراف المبعوث الأممي، غسان سلامة، لإيجاد تسوية سياسية شاملة في ليبيا تستند الى التوافق بين كافة الأطراف، بما يحفظ أمن واستقرار وسيادة ليبيا. وابرز بوقادوم والجهيناوي مسؤولية المجتمع الدولي في إنهاء الأزمة من خلال تشجيع الأطراف الليبية على استكمال المسار السياسي.