أعلن مسؤولون فلسطينيون، التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، بدأ سريانه فجر الأمس، بعد ثلاثة أيام من الغارات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، أسفرت عن مقتل 25 فلسطينيا وإصابة نحو 150 آخرين، إلى جانب تدمير المنشآت الاقتصادية في القطاع. وفي أعقاب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال، والذي بدأ سريانه في الساعة 4:30 صباحا، ساد هدوء نسبي قطاع غزة بعد أن توقفت أصوات الانفجارات التي كان يسمع دويها طوال اليومين الماضيين، وفق ما ذكرت تقارير صحفية. وجاء وقف إطلاق النار وسط دعوات دولية لوقف التصعيد ومطالبة السلطة الفلسطينية لمجلس الأمن الدولي التدخل العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي، فيما طالبت القيادة الفلسطينية الأممالمتحدة بالتدخل الفوري والعاجل لوقف انتهاكات الاحتلال وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني. ونقلت تقارير صحفية عن مسؤولين فلسطينيين، تأكيدهم التوصل لاتفاق لإطلاق النار لإنهاء التصعيد الأخير بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن تفاصيل وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال يشمل وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني والتزام الاحتلال بتنفيذ إجراءات تخفيف الحصار بما فيها فتح المعابر، مضيفة أن الاتفاق يشمل كذلك وقف استهداف الصيادين والمزارعين والمتظاهرين في المسيرات السلمية شرق القطاع. وفي هذا السياق، صرح محمد البريم أبو مجاهد، الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية في فلسطين، أن جهودا مصرية وأممية نجحت بالتوصل لوقف إطلاق النار ودخل حيز التنفيذ منذ فجر الامس، على أن يكون الاتفاق متبادلا ومتزامنا، وكشف أن الاحتلال حاول وضع مسيرات العودة ووقفها مجددا على طاولة المفاوضات، وهو ما رفضته الفصائل الفلسطينية. ومن جهته، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، الأممالمتحدة بالتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومنع إمكانية تجدده وتوفير الحماية الدولية لأهلنا الفلسطينيين في قطاع غزة. وأضاف في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية المنعقدة في رام الله بالضفة الغربية، أنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقف صامتا أمام جرائم الاحتلال بحق المدنيين ولا يمكن لأحد أن يكون حياديا أمام صور جثث الأطفال، ولا نقبل البيانات التي توازن بين المجرم والضحية. ولفت إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أجرى اتصالات دولية وإقليمية مكثفة طول الأيام الماضية في محاولة للجم هذا العدوان، مؤكدا أن الحكومة ترحب بأي جهد لوقف إطلاق النار وخاصة الجهود المصرية، آملة بأن يقود ذلك إلى صون أرواح أبنائنا ويوقف المأساة المتكررة على أهلنا في قطاع غزة، مشددا على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة العدوان الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا. وقال: في هذا الظرف، فإننا نود أن نضع خلافاتنا كاملة جانباً ونعمل بشكل موحّد من أجل أهلنا الذين يعانون ويلات الحصار والعدوان الإسرائيلي ، مشيرا الى أن الحكومة ستسيّر مساعدات إغاثية وطبية لقطاع غزة، بعد أن أوضح أن عددا من وزراء الحكومة موجودون في قطاع غزة، وأوعزنا لهم القيام بأي دور ممكن هناك من أجل المساندة والمساعدة في إغاثة شعبنا وأهلنا. العدوان الإسرائيلي يدمر المنشآت الاقتصادية بقطاع غزة وقد شنت طائرات حربية إسرائيلية أكثر من 295 غارة إضافة للمدفعية والبوارج استهدفت أكثر من 320 معلما مدنيا في قطاع غزة، منها بنايات مدنية سكنية وتجارية، ومقرات حكومية ومساجد وورش حدادة ومحال تجارية، ومؤسسات إعلامية وأراض زراعية. وقد أسفرت اعتداءات الاحتلال علة غزة عن قصف وتدمير 18 بناية ومنزلا بالكامل واستهداف10 منازل أخرى ومحيطها بالصواريخ، حسب المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني، واستهداف المقر الرئيس لجهاز الأمن الداخلي ومكتب الأمن والحماية التابع لمنزل مدير قوى الأمن الداخلي، اللواء توفيق ابونعيم، ومقر الشرطة العسكرية ال17، إضافة إلى قصف مسجد المصطفى بمعسكر الشاطئ . وأدت الغارات الى هدم كلي ل58 وحدة سكنية وتضرر جزئي لعدد 310 وحدات أخرى، وتضرر طفيف لمئات المنازل، و6 ورش حدادة وخراطة ب الزيتون و الشجاعية . وذكرت وكالة وفا ، أن زوارق الاحتلال أطلقت عددا من القذائف على شاطئ مدينة غزة مركزة على شاطئ مدينة السودانية شمال غرب المدينة، ما أدى إلى تدمير برج إنقاذ، إضافة إلى اشتعال النيران في حسكات الصيادين في ميناء دير البلح وسط القطاع، مشيرة إلى أن زوارق الاحتلال وجهت نيرانها نحو استراحة على شاطئ بحر رفح جنوب القطاع، كما شمل القصف الإسرائيلي 24 موقعا وأكثر من 18 مرصدا تتبع للمقاومة. وألحق أضرار بجامعتين وتضررهما، كما تضرر عدد غير محدد من المدارس بشكل جزئي وكل من مدرسة السيدة رقية ب الصبرة ، ومدرستي أحلام الحرازين و عبد العزيز الرنتيسي بخان يونس بأضرار بليغة، جراء قصف محاذي لها إضافة إلى أضرار بليغة بمحكمة شمال غزة الشرعية، جراء القصف الاسرائيلي للمنطقة المجاورة لها. وكان مئات الفلسطينيين قد تظاهروا اول أمس وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية للتنديد بالهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، ومطالبة الأممالمتحدة بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني. وفي هذا السياق، قال عصام بكر، منسق الفصائل القومية والإسلامية في رام الله بالضفة الغربية، ان التظاهرة تأكيد على وحدة الدم والمصير بين الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة ورفضا للعدوان الإسرائيلي الذي يستهدف القطاع. وقد تزامن العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وسط استمرار عمليات الهدم وتدمير الممتلكات الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة من جهة، ومع الترويج الامريكي لصفقة القرن، حيث اعلن جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي ومبعوثه للشرق الأوسط، ان خطة سلام مقبلة في الشرق الأوسط صاغها فريقه تتجنب الإشارة إلى حل الدولتين، مشيرا الى ان الخطة ستصدر قريبا.