20 ماي الجاري آخر أجل لتقديم ملفات الترشح بدأ العد التنازلي لتاريخ ال20 ماي الجاري، وهو أخر أجل لتقديم ملفات الترشح إلى المجلس الدستوري بخصوص رئاسيات ال4 جويلية المقبل، والتي يقابلها رفض سياسي وشعبي متزايد بات يرهن نجاح العرس الانتخابي الذي يعتبر، بحسب عدد من الخبراء والمحللين السياسيين، المسلك الدستوري الوحيد للخروج من حالة الانسداد التي تعيشها البلاد. وقبل نحو أسبوع عن غلق باب الترشح لهذا الموعد الهام، أعلنت وزارة الداخلية في آخر حصيلة لها أن الحصيلة المؤقتة لعملية تسليم استمارات اكتتاب التوقيعات الفردية للراغبين في الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة يوم 4 جويلية المقبل، وصلت إلى إيداع 68 رسالة نية للترشح. وأضاف نفس المصدر، أن المعنيين استفادوا من حصص خاصة باستمارات الاكتتاب تطبيقا للأحكام القانونية المعمول بها، مشيرا الى أن هذه العملية تسير في ظروف حسنة. غير أن الملاحظ، بحسب مراقبين، هو أن من سحبوا ملفات الترشح غير معروفين في الساحة السياسية الوطنية، بينما قاطعتها كل التشكيلات السياسية موالاة ومعارضة، وغابت عنها الأوزان الثقيلة. ومع اقتراب تاريخ ال20 ماي الجاري، تؤكد الطبقة السياسية استحالة إجراء الرئاسيات في موعدها المحدد، بينما يتمسك العديد من القضاة والمنتخبين المحليين بمقاطعة هذا الموعد الذي يواجه كذلك رفضا شعبيا كبيرا، تم التعبير عنه في كل المسيرات والمظاهرات المنظمة في إطار الحراك الشعبي المتواصل منذ 22 فيفري الماضي. وفي السياق، يرى جمال بن عبد السلام، رئيس جبهة الجزائر الجديدة، بأن الانتخابات الرئاسية التي يفصلنا عنها أقل من شهرين، لا يمكن تنظيمها في هذا التاريخ المحدد بحكم قصر هذه المدة التي لا تمكن الشعب من خوض انتخابات واختيار رئيسه، مشيرا إلى ضرورة الجمع بين الحلين السياسي والدستوري. من جانبه، دعا رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، إلى مرحلة انتقالية للذهاب إلى نظام جديد، داعيا رئيس الدولة إلى ضرورة الإصغاء إلى صوت الشعب، مؤكدا وقوف حزبه مع مطالب الشعب، واقترح تواتي أن تسند مهمة تسيير مرحلة انتقالية إلى شخصيات وطنية نزيهة. أما رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، فقد أكد على ضرورة الاستجابة لمطالب الشعب أولا، ثم الاتفاق على أرضية لتنظيم الانتخابات، مستغربا إشراف نفس الوجوه التي رفضها وطالب بتنحيتها على الانتخابات وعلى تقرير مصيره. بالمقابل، شرع مترشحون آخرون في خوض حملة انتخابية مسبقة للرئاسيات المقبلة وعلى رأسهم الجنرال المتقاعد علي غديري، الذي شرع قبل ايام في زيارة الى ولاية أدرار لتعيين ممثلين لحملته الإنتخابية في الولاية، حيث تنقل الى الولاية المنتدبة تميمون (210 كلم شمال الولاية) لنفس الغرض. من جهتها، تواصل السلطة، ممثلة في رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، مشاوراتها لإنشاء هيئة لتنظيم وتحضير الانتخابات. وفي السياق، أكد بن صالح، في خطاب عشية أول ايام شهر رمضان، أن الحوار الذكي والبناء ذي النية الصادقة، يبقى السبيل الأوحد لبناء توافق مجد وواسع يسمح بتوفير الشروط الملائمة لتنظيم انتخابات رئاسية في الآجال المحددة، والتي من شأنها أن تُخرج بلادنا بشكل نهائي ودائم من عدم الاستقرار السياسي والمؤسساتي، مضيفا أنه لرئيس الجمهورية المنتخب بنزاهة، الشرعية اللازمة وكل الصلاحيات الكفيلة بتجسيد التطلعات العميقة إلى التغيير والاستجابة لكل المطالب الشعبية الشرعية. وبعد أن أشار الى أن تغليب هذه الخطوة العقلانية والسليمة، إنما هو تغليب للمصلحة العليا للأمة التي تعتبر القاسم المشترك لكل الأطراف على المصالح الشخصية والحزبية الضيقة، اعتبر أنه من البديهي أن ترتيبات تنظيم ومراقبة هذه الانتخابات وكذا الإشراف عليها في كل مراحل التحضير والسير وحتى الترتيبات النهائية، يتوجب أن تكون في صلب هذا الحوار وأن تحظى بتوافقٍ واسع. ويؤكد العضو السابق في المجلس الدستوري، عمار رخيلة، في تصريح لموقع كل شيء عن الجزائر ، بأن فرضية تأجيل الإنتخابات الرئاسية للمرة الثانية أمر مسكوت عنه في الدستور، مشيرا: لو كان لدينا رئيس جمهورية لما طرح الاشكال لأنه يملك صلاحية التأجيل، لكن في ظل وجود رئيس دولة فإن مسألة اتخاذ قرار التأجيل فيه شيئ من الحرج الدستوري لانه يتضمّن إعادة كل الإجراءات، بما فيها استدعاء الهيئة الناخبة لثالث مرة والغاء كل الإجراءات السابقة وهو ما يدخلنا في دوامة جديدة . وعن الحلول، يرى رخيلة بأنه يمكن إيجاد مخرج لكنه يمس الى حد ما بالدستور، لأنه يتعلق في الأساس بتقديم تأويلات تتعلق بضرورة الحفاظ على استقرار البلاد. موقف تؤيده الخبيرة في الشأن الدستوري فتيحة بن عبو في حالة واحدة تتعلّق بالإحتكام إلى الشرعية الشعبية التي تنطلق من نص المادة 7 من الدستور، وهي الفرضية التي تستبعهدها بن عبو بالنظر إلى رفض السلطة الفعلية، حسبها، للمرحلة الانتقالية.