المتعاملون وجّهوا طعوناً في القرار من حيث الشكل والمضمون علمت السياسي من مصادرها الخاصة، أن الحكومة تكون قد قررت التراجع عن تسقيف حصص استيراد أجزاء تركيب السيارات عند مبلغ 2 مليار دولار. وعزت ذات المصادر، التراجع الحكومي عن تسقيف حصص الاستيراد إلى تيقنها من استحالة تطبيقه نظرا لعدة عوامل اقتصادية واجتماعية. وبعدما قلصت الحكومة قبل أيام حصة استيراد أجزاء السيارات في إطار الإجراءات الوقائية لوقف استنزاف احتياطات الصرف، عدلت الحكومة، بحسب مصادرنا، عن القرار لصعوبة تطبيقه ميدانيا وآثاره الوخيمة على مصانع التركيب في المقام الأول، وسوق السيارات ككل في الجزائر وأيضا على صورة مناخ الاستثمار في بلادنا. وحسب نفس المصادر، فقد وجه متعاملون في قطاع تركيب السيارات بالجزائر خلال الأيام الماضية طعونا في هذا القرار، معتبرين أنه غير موجود في الاتفاقيات المبرمة بين المتعاملين وشركائهم الأجانب مع المجلس الوطني للاستثمار، كما أنه، حسبهم، غير قانوني من حيث الشكل، كونه حمل توقيع الأمين العام بالنيابة لوزارة الصناعة والمناجم، الذي لا يملك صلاحيات اتخاذ قرارات بهذه الحساسية والأهمية. وتوقع مراقبون قبل ايام، أن يتسبب قرار تسقيف الواردات في اضطراب في سوق السيارات وخاصة الأسعار، حيث أن عدد المركبات التي تخرج من هذه المصانع سيتقلص بموجب هذه الإجراءات، وما يمكن أن ينجر عنه من ندرة في المعروض من المركبات الجديدة. كما أن مشروع الحكومة القاضي بفتح الباب أمام استيراد السيارات المستعملة (أقل من 3 سنوات)، وإن تأخر اعتماده، سيؤدي إلى ارتفاع لافت في أسعار المركبات الملتهبة أصلا، خصوصا في ظل التراجع الكبير في قيمة العملة الوطنية. كما تم اعتبار قرار الحكومة بتحديد حصص استيراد أجزاء تركيب السيارات CKD/SKD، ضربة موجعة لمصانع التركيب في الجزائر، فقد خصصت مبلغ 2 مليار دولار فقط لهذا الغرض، وتشمل أربعة مصانع هي رونو ، فولكسفاغن ، هيونداي و كيا ، بنسب متفاوتة ونماذج محصورة.