الإستدانة الخارجية ليست أولوية للجزائر أكد وزير المالية، محمد لوكال، أن الدولة اتخذت التدابير اللازمة التي من شأنها الحفاظ على أداة الإنتاج ومناصب عمل المؤسسات الاقتصادية التي سجن مالكيها لتورطهم في قضايا الفساد وغيرها. وأوضح الوزير، في حوار لوكالة الأنباء الجزائرية، أنه يتم العمل على مستوى الحكومة من أجل الخروج بحلول قضائية متعلقة بهذه المؤسسات، مؤكدا أنه سيتم الحفاظ على أداة الإنتاج ومناصب الشغل. وذكر لوكال، أن المؤسسات تشكل أهم الأعوان الاقتصادية لخلق الثروة، مشيرا إلى إن استمرارية نشاطها ونشاط المشاريع الصناعية الذي يواجه تدابير تحفظية في إطار إجراءات قانونية، يتواجد في صلب انشغالات الحكومة. وحسب الوزير فإن الحكومة، التي لا يمكن لها أن تظل سلبية نظرا لما يحدث في الساحة الاقتصادية، قررت وضع جهاز حفظ من أجل التحذير حول إمكانية حدوث اضطرابات من شأنها التأثير على العمل والإنتاج ومناخ الأعمال بصفة عامة في الجزائر. ويتم مراقبة جهاز الحفظ من طرف لجنة متعددة القطاعات تسير تحت إشراف وزارة المالية. وتتشكل هذه اللجنة من أعضاء الحكومة ومحافظ بنك الجزائر، بدون ذكر تفاصيل أوفر حول طبيعة التدابير التي سيتم اتخاذها في هذا الإطار. وكما أفاد محمد لوكال، أن الاستدانة الخارجية لا تشكل أولوية للجزائر، لكن يمكن اللجوء إليها لتمويل مشاريع هيكلية ذات مردودية. وفي سؤال حول إمكانية اللجوء إلى الاستدانة الخارجية بعد أن تم تجميد التمويل غير التقليدي للسنة الجارية، قال لوكال إن اللجوء إليها لا يشكل حاليا أولوية، لكن يمكن توقعها لضمان تمويل، بطريقة، مستهدفة لمشاريع هيكلية ذات مردودية. ويرى وزير المالية، إن احتمال اللجوء إلى التمويل الخارجي يتطلب الخضوع إلى إجراءات استثنائية تتعلق بالمدة الزمنية وفي إطار قروض مطابقة لشروط تفضيلية وموجهة. وفي رده على تخوف بعض المحللين من لجوء الجزائر إلى صندوق النقد الدولي حتى تتمكن من مواجهة التزاماتها المالية، نفى لوكال بطريقة قطعية هذا المسعى. وقال في ذات السياق، إن الجزائر ليست تحت تهديد صندوق النقد الدولي، مضيفا: لدينا احتياطات صرف مريحة ومديونية خارجية لا تتجاوز واحد بالمائة من الناتج الداخلي الخام ومصادر مالية بديلة تسمح لنا بمواصلة ضمان مصاريف الدولة بدون تفاقم اللجوء إلى التمويل غير التقليدي . كما طمأن الوزير قائلا: هامشنا للمناورة، فيما يتعلق بإمكانيات التمويل يبقى محفوظا . وأكد وزير المالية، أن اللجوء الى التمويل غير التقليدي، الذي إعتمدته الجزائر منذ نهاية سنة 2017 لمواجهة تراجع السيولة البنكية بسبب إنهيار أسعار النفط، قد تم تجميده للسنة 2019، غير أنه سيبقى كآلية تمويل صالحة إلى غاية سنة 2022. وصرح الوزير قائلا: إن التمويل غير التقليدي بالنسبة للسنة المالية الجارية 2019 قد تم تجميده،غير أنه سيبقى أداة مهمة وغير حصرية لتمويل الخزينة إلى غاية سنة 2022 . في هذا الشأن، ذكر لوكال أن قرار التعليق المؤقت للجوء الى هذا النمط من التمويل، الذي يشار إليه عادة باسم طباعة النقود ، قد تم إتخاذه خلال إجتماع للحكومة بتاريخ 26 جوان الفارط. وأوضح وزير المالية أن، الحكومة قررت أن تسد حاجيات التمويل لسنة 2019 دون اللجوء من جديد الى التمويل غير التقليدي الذي سيبقى ثابتا عند مستواه لشهر جانفي 2019، أي في حدود 6.553,2 مليار دينار جزائري. وفيما يتعلق بالتكفل بحاجيات التمويل برسم السنة الجارية، افاد لوكال أنه سيتم إنطلاقا من موارد بديلة، متوفرة في السوق، تضاف إليها سياسة مالية ترتكز على ترشيد مستمر للواردات. وأوضح لوكال، أنه من اصل 2ر6.553 مليار دينار المسخرة في إطار التمويل غير التقليدي، تم ضخ حوالي 5.500 مليار دينار في الاقتصاد، وبالتالي، يضيف الوزير، تبقت قيمة حوالي 1.000 مليار دينار مسخرة منذ 18 جانفي 2019 ستوجه لتمويل جزء من عجز خزينة الدولة برسم السنة المالية الجارية. تراجع إحتياطات الصرف من جهة أخرى، تراجعت احتياطات صرف الجزائر إلى 6،72 مليار دولار مع نهاية أفريل 2019، مقابل 88،79 مليار دولار في نهاية سنة 2018، أي بانخفاض قدره 28،7 مليار دولار في أربعة أشهر، حسب ما أشار إليه وزير المالية، محمد لوكال. وأوضح الوزير، أن احتياطات الصرف مُرضية نسبيا، إذ تكافئ سنتين من الاستيراد. كما أتاحت لنا حيزا هاما لأجل تقويم وضعنا المالي. وفي 2018، تقلصت الاحتياطات ب45،17 مليار دينار جزائري مقارنة بنهاية 2017 33،97 مليار دولار أمريكي. ويتوقع قانون المالية لسنة 2019، خلال الفترة 2019-2021، انخفاضا في احتياطات الصرف إلى 62 مليار دولار في 2019، ثم إلى 8،47 مليار دولار في 2020 ليصل إلى 8ر33 مليار دولار في عام 2021.