طالب الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، بالإسراع في إجراء تحقيق دولي مستقل للكشف عن ملابسات الجريمة البشعة التي راحت ضحيتها الشابة الصحراوية، صباح عثمان أحميدة، وعشرات الضحايا الصحراويين العزل. وأكد غالي، في رسالة إلى الأمين العام الأممي، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الصحراوية (واص)، أن وجود بعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) في عين المكان دون أن تتدخل إزاء هذه التطورات الخطيرة، سيجعلها مجرد شاهد سلبي على جريمة مكتملة الأركان، وانطلاقا من مسؤولية الأممالمتحدة عن الصحراء الغربية، كبلد لم يتمتع بعد بحقه الكامل في تقرير المصير والاستقلال، فإننا نلح من جديد على ضرورة تمكين المينورسو عاجلا من آلية فعالة لحماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ومراقبتها والتقرير عنها . وطالب الرئيس الصحراوي الأممالمتحدة، ب العمل على رفع الحصار المفروض على الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، وتمتيع المواطنين الصحراويين بحقوقهم الأساسية في حرية التعبير والتنقل والتظاهر السلمي، والإسراع في تنفيذ التزامها بتمكينهم من اختيار مستقبلهم بكل حرية وشفافية عبر استفتاء تقرير المصير . وجاء في رسالة الرئيس الصحراوي: ففي ممارسة عفوية، سلمية وحضارية، أراد المواطنون الصحراويون في كل مواقع تواجدهم، بما في ذلك في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية وخاصة في العاصمة العيون، الخروج في مظاهرات ومسيرات، للتعبير عن فرحتهم بمناسبة فوز المنتخب الجزائري لكرة القدم بكأس بطولة إفريقيا للأمم، وهو موقف دأب عليه الصحراويون، على غرار العديد من الشعوب الأخرى في المنطقة وإفريقيا والعالم . وشرعت قوات الاحتلال المغربي ،حسب الرسالة، في تدخل وحشي رهيب، عن سابق ترصد وإصرار، مستعملة أبشع الأساليب، بما فيها الدهس بالسيارات والرصاص المطاطي وحتى الرصاص الحي، وسرعان ما سقط عشرات الضحايا الصحراويين، ووقعت إصابات خطيرة، وصولا إلى عملية دهس متعمد من طرف إحدى سيارات قوات الاحتلال المغربي، راحت ضحيتها المواطنة الصحراوية الشابة صباح عثمان أحميدة والتي لفظت أنفاسها الأخيرة . وشدد الرئيس غالي، إننا نحذر من أن دولة الاحتلال المغربي مقبلة على موجة جديدة من القمع ومن الأعمال الانتقامية، وهو ما يؤشر عليه الانتشار المكثف لمختلف قوات القمع المغربية ووصول العديد من التعزيزات من داخل المغرب ومن الجدار العسكري المغربي في الصحراء الغربية، إضافة إلى حملات الاعتقال في صفوف المواطنين الصحراويين العزل، وبالنظر، كذلك إلى أن عدة مدن في الصحراء الغربية المحتلة، على غرار السمارة وبوجدور والداخلة وغيرها، قد شهدت مظاهرات ومسيرات مماثلة . وأضاف بأن دولة الاحتلال المغربي كشفت عن حقيقة سياساتها وتوجهاتها العدوانية تجاه الشعب الصحراوي، والتي شرعت فيها منذ اجتياحها وغزوها العسكري للصحراء الغربية في 31 أكتوبر 1975، والقائمة على محاولة الإبادة الحقيقية للعنصر الصحراوي، بالتقتيل الجماعي، عبر قنابل النابالم والفوسفور الأبيض المحرم دوليا، والحرق والدفن والرمي من الطائرات العمودية وبالرصاص وتحت التعذيب في المخافر والمعتقلات السرية . إننا نطالبكم -يقول الرئيس الصحراوي- بالإسراع في إجراء تحقيق دولي مستقل من أجل الكشف عن كل ملابسات الجريمة البشعة التي راحت ضحيتها الشابة الصحراوية صباح عثمان أحميدة وعشرات الضحايا الصحراويين العزل الذين لا ذنب لهم سوى أن دولة الاحتلال المغربي أرادت أن تخنق في حناجرهم صيحات الفرحة والابتهاج بمناسبة فوز فريق شقيق ببطولة لكرة القدم . وأثارت جريمة اغتيال الشابة الصحراوية، صباح عثمان أحميدة، الجمعة الماضي، دهسا بسيارة رباعية الدفع تابعة للقوات المغربية، موجة غضب شديد وتنديد واسع النطاق في صفوف أبناء الشعب الصحراوي بكل أطيافهم.