طوابير بمحطات الوقود وارتفاع في الأسعار عرفت الخدمات التجارية والصحية المقدمة خلال مداومة عيد الأضحى المبارك استجابة ملحوظة من قبل التجار والصيادلة والعيادات الصحية، حسب الأصداء التي تم رصدها عبر عدد من الولايات، بالمقابل تسبب جفاف الحنفيات ومشكل النقل في تنغيص فرحة العيد على العديد من الجزائريين. وصرح المفتش العام بوزارة التجارة، كريم قش، أن نسبة استجابة التجار للمداومة في أول أيام عيد الأضحى بلغت 99.25 بالمئة، وأوضح أن المداومة تخص فئة وقطاعات معينة، حيث استجاب 63 ألف و500 تاجر من أصل 64 ألف. وحسب المتحدث، فقد تم إحصاء التجار المداومين، بناء على تقارير قام بها أعوان المراقبة المكلفون بذلك، وأشار أن وزير التجارة، سعيد جلاب، نزل إلى بلديات العاصمة من اجل التأكد على مدى احترام التجار للمداومة. وفي الجزائر العاصمة ببلديات الحمامات والشراڤة وعين البنيان وبئر مراد رايس والأبيار وسيدي امحمد وحسين داي ودرارية وبوزريعة، احترم التجار المداومون سيما منهم المخابز والمقاهي ومحلات بيع المواد الغذائية العامة وخدمات تعبئة الهواتف جدول المداومة مباشرة عقب صلاة العيد، دون تسجيل تذبذب في تقديم الخدمات باستثناء نقص التزود بمادة الخبز في بعض الأحياء (خاصة الأحياء السكنية الجديدة غرب العاصمة) بسبب تراجع عدد المخابز. نفس الأجواء ميزت باقي أنحاء الولاية، لاسيما منها الواقعة بالجهة الشرقية للعاصمة، على غرار الرويبة والحراش وبراقي وبرج الكيفان ودرڤانة، حيث لم تسجل ندرة في اقتناء مادة الخبز أو الخضر والفواكه، وهي مواد يكثر عليها الطلب خلال يومي العيد، كما قامت عديد محطات توزيع الوقود والبنزين المعنية بالمداومة بتموين زبائنها بصورة عادية، فضلا على فتح بعض الصيدليات لتأمين توفير الأدوية للمرضى. من جهة أخرى، لوحظت معاناة المواطنين مع وسائل النقل في بعض بلديات الولاية في اتجاه الجزائر العاصمة وخارجها، رغم تسخير مؤسسة النقل الحضري والشبه الحضري لمدينة الجزائر (إيتوزا) حافلاتها لضمان خدمات النقل على مستوى بعض الخطوط الخاصة بالمقابر، إلا أنها لم تتمكن من تلبية الغرض خاصة مع عدم التزام حافلات القطاع الخاص بتوفير خدمة النقل في اليوم الأول من هذه المناسبة الدينية، حيث بدت الطرقات خالية من هذه الحافلات وهو ما أدخل المواطن في رحلة بحث مضنية عن سيارات الأجرة. إلى جانب ذلك، تميزت صبيحة اليوم الأول بتسجيل على مستوى مصالح الإستعجالات الطبية لمستشفيات مصطفى باشا الجامعي وباب الوادي وبني مسوس والعديد من العيادات الجوارية المناوبة بالعاصمة حوادث تتعلق بحالات جروح متفاوتة الخطورة على مستوى الأطراف (اليدين والارجل) وقعت خلال عملية نحر الأضاحي، وذلك بسبب عدم أخذ الاحتياطات ومعايير السلامة، تم التكفل بها من طرف الأطقم الطبية المناوبة، حسب ما لوحظ. ولقد أخطرت مديرية التجارة الولائية المعنيين بالمداومة بالعقوبات والإجراءات الردعية التي يمكن ان يتعرض لها التاجر المخالف والتي تتمثل في غرامات مالية تتراوح ما بين 100.000 دج إلى 300.000 دج، حسب نوع النشاط الممارس وكذا الغلق لمدة تصل الشهر والشهرين (مخالفة برنامج المداومة). جفاف الحنفيات ومشكل النقل ينغصان العيد بدوره، أكد رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، مصطفي زبدي، أن اغلب الشكاوي التي وصلت مصالحهم يومي العيد متعلقة بإنقطاع المياه ومشكل النقل في بعض النقاط، مثمنا في نفس الوقت استجابة التجار لنظام المدوامة. وقال زبدي في تصريحات لموقع سبق برس ، بأن انقطاعات المياه في عدد كبير من بلديات الوطن، نغص على الجزائريين عيدهم، رغم التطمينات التي قدمتها الشركة المعنية بالتوزيع سيال و الجزائرية للمياه عشية عيد الأضحى المبارك، مؤكدا أن اغلب الشكاوي التي وصلتهم كانت عبارة عن تذمر واحتجاج ضد الشركة المسؤولة التي أفسدت عليهم، حسبه، فرحة العيد. وشدد المتحدث بأن النقل هو الأخر عرف تذبذبا في بعض المناطق التي شهدت غياب شبه كلي لناقلين، وأفاد زبدي أن النقطة الإيجابية الوحيدة في هذا العيد هو استجابة التجار لنظام المدوامة، موضحا في هذا السياق: قبل العيد تنبأنا بنجاح المدوامة بسبب العقوبات المفروضة على التجار المخالفين والمقدرة ب20 مليون وغلق لمدة شهر كامل . وحسب رئيس جمعية حماية المستهلك، فان الشيء الذي يُعاب على المدوامة هذا العيد هو نوعية الخدمات المقدمة التي كانت في بعض المناطق سيئة للغاية، مضيفا فيهذا السياق: ليس الهدف فتح المخابز دون وجود خبز أو محلات بيع الخضر مفتوحة في غياب كل انواع الخضر والفواكه . طوابير بمحطات الوقود وارتفاع في الأسعار بدوره، قال الطاهر بولنوار، رئيس جمعية التجار والحرفيين الجزائريين، أن أسعار الخضر والفواكه عرفت إرتفاعا يومي عيد الأضحى. وأضاف بولنوار في منشور له على الفايسبوك، أن هناك إكتظاظ كبير تعرفه خدمات النقل البرّي ومحطّات الوقود. وأشار بولنوار، إلى أن إرتفاع أسعار الخضر والفواكه راجع إلى توقف الفلاحين وعمال المزارع عن تموين السوق بمناسبة العيد، في حين أكد المتحدث أن أكثر من 63 ألف تاجر ومتعامل إقتصادي إلتزموا بالمداومة خلال يومي العيد. وفي سياق ذي صلة، كشف أنه تم زيادة 5 آلاف تاجر متطوع، خاصة أصحاب المحلات المجارة لإقاماتهم بمجموع يقارب 70 ألف تاجر. وأضاف بولنوار، أنه سجل تراجع الطلب على الخدمات والمنتوجات بحوالي 80 بالمائة لأن أغلب المستهلكين اقتنوا حاجاتهم قبيل العيد.