أدوار الإداريين الجدد تثير مخاوف خبراء وفاعلين لا يزال وضع مؤسسات رجال الأعمال المتواجدين رهن الحبس المؤقت، يثير مخاوف وشكوك الكثيرين بخصوص الأدوار والصلاحيات التي سيستند عليها المتصرفون الذين عينتهم السلطات القضائية في تسيير هاته الشركات الضخمة، وهل بإمكانهم انتشالها من المشاكل التي تعاني منها بعد إيداع ملاكها الحبس المؤقت. وفي هذا السياق، أفرج مجلس قضاء العاصمة عن أسماء المتصرفين الإداريين المعنيين بتسيير ثلاثة شركات التي يوجد أصحابها محل تدابير قضائية بسب فتح متابعات جزائرية ضدهم، حيث سيتولى روميلي العربي مهام متصرف إداري لشركات علي حداد، وحدوم محمد العربي متصرف إداري لشركات الإخوة كونيناف، أما شركات محي الدين طحكوت فسيتولى محمد شودار منصب متصرف إداري فيها. وجاء هذا القرار من قبل مجلس قضاء الجزائر، الذي أصدر أوامر في ال22 ماي بتعيين متصرفين إداريين من الخبراء الماليين من المعتمدين أوكل إليهم تسيير المؤسسات المعنية وفق أحكام القانون التجاري وتحت وصايته ورقابته بتدابير الإجراءات الجزائرية. ويرى مجموعة من خبراء في الاقتصاد ورجال القانون وممثلين عن المجتمع المدني، أن تعيين السلطات المعنية لمتصرفين ماليين لتسيير مؤسسات الرجال المسجونين لابد أن لا ينحصر مهامهم في رفع التجميد عن الأرصدة المالية المجمدة، ودفع رواتب عمال الشركة، بل لابد من أن تعطى لهم كامل الصلاحيات لزيادة أرباح الشركات بما يضمن لها استمرارية لنشاطاتها على الساحة الاستثمارية، ورفع من رقم أعمالها السنوي. بالمقابل، يعتبر حقوقيون تعيين متصرفين إداريين من قبل الحكومة قصد تسيير مؤسسات المملوكة للمتعاملين الاقتصاديين الموجودين رهن الحبس، هو حل جزئي وليس كلي، لأن الخبراء الذين تم تعيينهم لحل إشكالية توقف أجور العمال من أجل الحفاظ على مناصب الشغل الموظفين هي مجرد حلول مؤقتة، سرعان ما يتعرض عمال تلك المؤسسات إلى ضائقة مالية مجددا في الأشهر القادمة لعدة اعتبارات. وعلى صعيد آخر، يبقى عمال هاته المؤسسات أمام مستقبل مجهول خاصة في خضم حالة الإضرابات المتكررة الركود التي شهدها تقريبا جل مؤسسات رجال الأعمال، على الرغم من الإجراءات التي اتخذتها المصالح القضائية لضمان صيرورة الإنتاج بهذه الشركات، حيث يروي أحد عمال شركة كو جي سي المملوكة لرجل الأعمال كونيناف ، ل السياسي ، أن العمال لم يتلقوا أجورهم منذ ثلاثة أشهر كاملة، فضلا عن التوقف المؤقت الذي شهده المصنع منذ أسابيع، حسبه.