وضعت حكومة الوفاق الوطني الليبية، المعترف بها دوليا، عدة شروط اعتبرتها ثوابت أساسية لإنجاح الجهود الدولية لحل الأزمة في البلاد، وسط مساع ألمانية بدعم من الأممالمتحدة لعقد مؤتمر دولي يجمع الأطراف المعنية بالملف الليبي لبحث فرص التسوية والحل السياسي. وقال المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، في بيان نشره مكتبه الإعلامي عبر صفحته الرسمية على (فيسبوك) أمس، إنه يتابع الجهود المبذولة من قبل عدد من الدول لإيجاد تسوية سياسية وحل سلمي للأزمة الراهنة، مشيدا بور ألمانيا من أجل عقد مؤتمر دولي يجمع كل الأطراف المعنية بالملف الليبي. وأكد المجلس بهذا الخصوص على ما أسماها بثوابت أساسية، أولها ضرورة الالتزام بالاتفاق السياسي والأجسام المنبثقة عنه كمرجعية أساسية لأي حوار أو اتفاق مع وقف التعامل مع ما وصفها بالمؤسسات الموازية لحكومة الوفاق. وأضاف البيان، أن أي حديث عن وقف إطلاق النار يرتبط بانسحاب القوات المعتدية من حيث أتت ودون شروط في إشارة لقوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر المتواجدة جنوب العاصمة طرابلس. وشدد المجلس على أن الحل السياسي الوحيد، يكون من خلال خطة الأممالمتحدة التي تنص على عقد مؤتمر وطني جامع، مثلما كان مقررا في غدامس 14 أفريل الماضي، والذي تم تقويضه بالعدوان على طرابلس ومحاولة الانقلاب على الشرعية. كما أكد البيان على أن مؤسسة النفط الليبية في طرابلس هي المؤسسة الشرعية الوحيدة وتحت الإشراف المباشر لحكومة الوفاق الوطني، كما ورد في قرارات مجلس الأمن ذات العلاقة. وطالب البيان بضرورة مشاركة كافة الدول المعنية بالشأن الليبي في المؤتمرات والاجتماعات الدولية التي تبحث عن حل سياسي للأزمة، دون إقصاء، مثلما يحدث في الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر برلين القادم. وتقوم ألمانيا بدعم من الأممالمتحدة بالتحضير لمؤتمر دولي واسع حول ليبيا في الأسابيع المقبلة، لبحث فرص التسوية والحل السياسي. وتعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة، منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي عام 2011. ووقعت الأطراف الليبية في ديسمبر من العام 2015 بمنتجع الصخيرات في المغرب اتفاقا سياسيا انبثقت عنه حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، المعترف بها من المجتمع الدولي. ورغم الاتفاق لم تحظ حكومة الوفاق بثقة مجلس النواب الليبي، الذي يدعم حكومة موازية في شرق البلاد. وتشن القوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر هجوما منذ مطلع افريل الماضي للسيطرة على طرابلس مقر حكومة الوفاق التي أعلنت من جانبها إطلاق عملية بركان الغضب لصد الهجوم. وتسببت المعارك منذ اندلاعها في مقتل 1093 شخص وإصابة نحو 6 آلاف آخرين إضافة إلى نزوح قرابة 120 ألف شخص من مواقع الاشتباكات، بحسب الأممالمتحدة.