ذكر الكاتب الروائي الحبيب السايح في ندوته الصحفية، أول أمس، أن روايته »زمن النمرود« هي أول رواية عربية تعرّضت للمصادرة والمنع وللتحريف بعد ان جمعها من المكتبات الموجودة عبر كامل ربوع الوطن، مرجعا ذلك إلى النقد الذي اولاه الى النظام القبلي الذي كان يفرض سيطرته في ذلك الوقت. مضيفا في ذات السياق، في الجلسة الثانية المخصصة من خلال اللقاءات والمداخلات الفكرية والأدبية المنظمة على هامش »أيام مسرح الجنوب« والتي تحتضنها المدينة الحدودية مغنية في الفترة الممتدة من 17 وإلى غاية 27 من شهر نوفمبر الجاري، من طرف دائرة المسرح لتظاهرة »تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2011«، بالمركز الدولي للصحافة، أن الرواية ما كانت لترى النور، لولا وجود الروائي جيلالي خلاص، الذي كان آنذاك على رأس المؤسسة الوطنية للكتاب وذلك في سنة 1985، فهو الذي ساعد على نشرها من غير أن يمرّرها على لجنة القراءة، لأنه كان يعرف أنها سترفض، مشيرا إلى أنه هو الذي تحمّل بعد صدورها تبعات حجزها ومصادرتها ومنعها. وقد شدّد الروائي على أن رواية »زمن النمرود«، هي أول نص كتبه في مسيرته الإبداعية، وهو النص الذي أكسبه وعيا مختلفاً، ويعود الروائي للحديث عن هذا النص قائلاً »كتبت هذا النص أمام التناقضات التي كانت سائدة والتي بلغها النظام السياسي المزدوج الخطاب في بداية الثمانينيات، حيث القيم التي قاوم من أجلها الشعب الجزائري«، مضيفا »أن فكرته تولّدت عندي من خلال انضمامي لحركة التطوع الجامعية حيث بدأت أكتشف الفساد والرجعة التي أثرت على المحيط السياسي، هذا إلى جانب احتكاكي المباشر مع المسؤولين السياسيين في الحزب الواحد والفلاحين، هذا ما جعلني أكتب بتلك الطريقة«. أما عن لغة الرواية، فقد أكد المتحدث أن »زمن النمرود« كتبت باللغة الدّارجة التي تعتمد على العربية دون قواعدها النحوية، حتى يتمكن من التعبير عن الغضب الذي كان يعيشه. وفي حديثه عن تجربته الروائية والصحراء التي كانت محور مداخلته في هذا اللقاء الأدبي، أكد أن حياته في الصحراء وبالضبط في أدرار وبمدنها الثلاث توّات، قورار، تارزوقت أثرت على مساره الأدبي وذلك لأنها -يقول المتحدث- أثرت في ذاته وذلك من خلال الصمت وقال في هذا الصدد »فحيث ما وضعت قدميك في منطقة خارج العمران الحضري، وجدت نفسك داخل الصمت«. من جانب آخر، مازالت فعاليات أيام مسرح الجنوب متواصلة بالمركز الثقافي لمدينة مغنية، حيث عرضت، أمس، مسرحية »الوحلة« للجمعية الثقافية »القناع المسرحي« لبلدية جامعة ولاية الوادي، المسرحية مقتبسة عن فكرة »ثرثرة على النيل« للأديب نجيب محفوظ اقتباس بن علي لطفي، والعرض كان من تنظيم محمد السعيد راشدي. المسرحية تروي فترة اختلال توازن الفرد بين الواقع والمبدأ، حيث يضطره لفعل أشياء غريبة تأخذه إلى عالم آخر هو الهروب من الواقع والغوص في الملذات هروبا إلى اللاوعي بحثا عن بحبوحة خيالية ومتعة أبدية، المسرحية لاقت تجاوبا كبيرا وحضورا جماهيريا يدل على نجاح أيام مسرح الجنوب بمدينة مغنية