أكد المساعد بعيادة الأمراض التنفسية بالمؤسسة الإستشفائية مصطفى باشا الجامعي، نجيب عظيمي، أن سرطان الرئة الذي يتسبب فيه التدخين يمكن الوقاية منه من خلال محاربة هذه الآفة. وأوضح ذات المختص، بأن سرطان الرئة، الذي يتصدر أنواع السرطان المنتشرة بالجزائر لدى الرجال، يمكن الوقاية منه وتفاديه من خلال محاربة ظاهرة التدخين العامل الأول والرئيسي المتسبب في هذا الداء. واعتبر الأستاذ عظيمي، بأن هذا النوع من السرطان الذي تم تشخيصه منذ أكثر من 70 سنة وينتشر على الخصوص بالدول ذات الدخل المتوسط والمحدود، لازال يشهد ارتفاعا من سنة إلى أخرى ويتسبب في عدد كبير من الوفيات. وعبر عن أسفه من جانب آخر لتغيير الوضعية الوبائية للمرض وتقدم إلى العلاج فئات في مقتبل العمر تعرضت إلى الإصابة بسرطان الرئة، نتيجة إدمانها على التدخين بعدما كانت المصالح تستقبل فئات متقدمة في السن مدمنة على التدخين منذ 20 سنة. كما سجل المختص تعاطى الشباب التدخين، من بينهم تلاميذ المدارس بعضهم لم يتجاوز سنهم، كما أضاف، 12 عاما، مما يعرضهم إلى الإصابة والموت المبكر. وكشف من جانب آخر عن تقدم إلى العلاج فئات تحمل أعراض المرض كالسعال وضيق التنفس، ولكن هذه الحالات تجهل أو تتجاهل خطورة المرض إلى غاية ظهور تعقيدات لا يمكن علاجها. وأوضح الدكتور جيلالي بورجيوة، من مصلحة الجراحة العامة للمؤسسة الإستشفائية الجامعية حساني اسعد لبني مسوس، أن معظم الحالات التي تخضع إلى الجراحة غالبا ما تكون في المرحلة الرابعة والأخيرة من المرض. وعبر ذات المختص عن أسفه لتقدم الحالات إلى العلاج بعدما يبلغ المرض مراحله الآخيرة، مرجعا ذلك إلى صعوبة وقلة الوسائل للحصول على الكشف المبكر من تشريح باطني ومصورة طبية (سكانير) وكذا التحاليل الطبية الأساسية. وثمنت رئيسة الجمعية الوطنية لمساعدة المصابين بالسرطان نور الضحى ، سامية قاسمي، تنظيم مثل هذه اللقاءات العلمية من حين لآخر لمختلف التخصصات لتجنيد مختلف الفاعلين في الميدان وتحسين التكفل بالمرضى. وأكدت ذات المتحدثة، بأن مرضى المناطق النائية يلجأ غالبتهم إلى مساعدة الجمعيات للاستفادة من التحاليل والمصورة الطبية، لاسيما المكلفة منها، مما يجعلهم يتقدمون الى العلاج في المراحل الأولى للمرض قبل فوات الآوان. كما يشتكى مرضى هذه المناطق النائية على الخصوص، حسبها، من قلة الأطباء المختصين في الأمراض الصدرية، إضافة إلى بعد المسافات للتنقل إلى المدن الكبرى، داعية في نفس الوقت السلطات العمومية إلى إرسال طبيبا مختصا على الأقل كل شهر إلى المؤسسات الإستشفائية التي تفتقر إلى هذا الإختصاص للتشخيص والتكفل بالمرض مبكرا. التأكيد على ضرورة إنشاء وحدات لدعم الطب التلطيفي ومن جهته، أكد رئيس الجمعية الجزائرية للتكوين والبحث في مجال السرطان، عدة بونجار، بالجزائر العاصمة، على ضرورة إنشاء وحدات لدعم الطب التلطيفي بمراكز مكافحة السرطان عبر القطر. وأوضح ذات المختص، على هامش الملتقى الدولي ال11 لطب الأورام، أن وحدات دعم الطب التلطيفي الموجه للمصابين بالسرطان تلعب دور في مرافقة هؤلاء في التكفل بالأعراض الجانبية كنقص التغذية والتخفيف من حدة اللآلام، إلى جانب الدعم النفسي والاجتماعي للذين هم في المراحل الأخيرة للمرض. واضاف المتحدث، ان مركز مكافحة السرطان الذي يشغل به رئيس مصلحة، سيكون أول من يبادر بإنشاء وحدة دعم الطب التلطيفي خلال الثلاثي الأول من سنة 2020، معربا عن أمله أن تتوسع العملية إلى بقية المراكز. كما كشف بونجار، من جهة أخرى، عن توقيع عقد شراكة بين الجمعية الجزائرية للتكوين والبحث في مجال السرطان ونظيرتها الفرنسية قصد تكوين السلك الطبي وشبه الطبي الذي سيتكفل بهذه الوحدة. كما تم، على هامش هذا اللقاء العلمي، التوقيع على عقد شراكة أخرى بين الجمعيات العلمية لمكافحة السرطان لكل من الجزائر وتونس والمغرب بغية تعزيز تكوين فرق مختصة في طب الأورام لتطوير التجارب العيادية في هذا المجال. وبخصوص تطبيق استعمال الأدوية المبتكرة الموجهة للمصابين بالسرطان، عبر بونجار عن أمله لموافقة الوزارة على تنصيب اللجان التي تسند إليها هذه المهمة في أقرب وقت حتى يستفيد المرضى من هذا الصنف من الأدوية التي تساهم في تحسين نوعية حياتهم.