أعرب الامين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي، عزالدين ميهوبي، عن أمله في إشراك كل مكونات الساحة السياسية والاجتماعية والثقافية في إعداد الدستور الجديد، بعيدا عن أي ظرفية واستعجالية، كما كشف بأن المؤتمر الوطني الاستثنائي للحزب، سينعقد يومي 19 و20 مارس المقبل. وأكد الأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي أمس، في كلمة له خلال أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني لهذه التشكيلة السياسية، انه من حق الشعب الجزائري ان يحلم بدستور جديد يكون لهم بمثابة ضمان سياسي وقانوني قوي، معتبرا إنشاء لجنة مكّونة من خبراء القانون لصياغة دستور بتعديلات حددت من طرف رئيس الجمهورية في سبعة محاور، خطوة هامة على طريق تجديد الممارسة السياسية، وبناء مؤسسات جديدة، باستشارة المجتمع السياسي والمدني والفعاليات الوطنية حول هذا الموضوع. ويرى ميهوبي، بان الوضع السياسي الراهن يقتضي ايضا من الجميع بناء علاقات مع مؤسسات الجمهوريّة وباقي المؤسسات انطلاقا من فكرة الشراكة السياسيّة، القويّة التّي تنطلق من اعتماد المصلحة العليا للدولة والشعب قاعدة أساسيّة وإلغاء مصطلحات التخوين والاقصاء. ودعا في هذا الاطار إلى بذل المزيد من الجهود والعمل على إشراك الجميع في بناء جمهوريّة المؤسسات دون تغليب أي طرف كان، مؤكدا استعداد حزبه في الدخول بكل قوة في هذه المرحلة ب رؤية وتصّور جديدين . وكشف ميهوبي بانه سيتم خلال المؤتمر القادم للتجمع الوطني الديمقراطي تقديم هذه الرؤية الجديدة، التي ترتكز اساسا على الكفاءات وتسهيل انخراط الشباب في المكاتب الولائية والبلدية استعدادا للاستحقاقات التشريعية المقبلة، الى جانب العمل على مراجعة خطاب وادبيات الحزب وتجديد اسلوب ادارته من خلال إدراج الرقمنة وتكنولوجيات الاعلام والاتصال والتفتح على كل الجزائريين باختلاف مشاربهم وأفكارهم وآرائهم. من جهة أخرى، دعا المسؤول الأول للتجمع الوطني الديمقراطي الجميع الى التحلي بالحيطة والحذر في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد بالعودة الى مبادئ بيان ثورة أول نوفمبر والحفاظ على تماسك الشعب والوحدة الوطنية، مبرزا اهمية تعزيز التشاور الديمقراطي من اجل اتخاذ القرارات الخاصة بالحزب وهذا ما مكنه، كما قال، من النجاح في ترشيح للمرة الاول ممثله في الانتخابات الرئاسية بكل جدارة ورفع مستوى النقاش السياسي. وأشاد في نفس الاطار على وجوب تعزيز الحوار الدائم والمفتوح مع كّل مكونات المجتمع السياسّي، خاصة وان صوت الشارع، كما قال، لا يزال ينتظر من كّل القوى الحيّة اعتماد كّل الوسائل الممكنة ليحقّق كّل الجزائريين طموحاتهم وأحلامهم في اطار ديمقراطي. من جهة اخرى، اشاد مهوبي بالدور الكبير الذي قامت به المؤسسة العسكرية التي اثبتت بانها المؤسسة الجمهوريّة الوحيدة الضامنة لامن واستقرار البلاد والعباد، مشيرا إلى أن الجيش الوطني الشعبي كان أداؤه خلال الاشهر العشر الاخيرة استثنائيا وتاريخيّا، ّداعيا الشعب الجزائري الى التمسك بجيشه لتفويت الفرصة على كل من يريد التآمر على الجزائر. وبخصوص الوضع في ليبيا، ألح ميهوبي الى ضرورة تفعيل الدبلوماسية الجزائرية من اجل ايجاد حل دبلوماسي بمنطقة الساحل وفي ليبيا خاصة، وذلك بمساعدة الاشقاء الليبيين بعيدا عن أي تأثيرات اجنبية.