شكلت زيارة الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، للجزائر، محورا هاما في إعادة بعث العلاقات الاقتصادية التركية الجزائرية من جديد، وبصفة اكبر مما كانت عليه، وهذا من خلال الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين في إطار التعاون في العديد من النشاطات الاقتصادية، التي من شأنها أن ترفع مستوى التبادل الاقتصادي بين البلدين. وفي السياق، أعلن وزير الطاقة، محمد عرقاب، عن توقيع اتفاق مع تركيا يتضمن تجديد عقد تموين بالغاز الطبيعي المميع للسنوات الخمس المقبلة، موضحا على هامش منتدى رجال الأعمال الجزائري - التركي، بأن الاتفاق المبرم سيسمح للجزائر بتموين تركيا بالغاز الطبيعي المميع إلى غاية 2024. وأضاف المتحدث، بأن الاتفاق الجديد سيمكن من تعزيز العلاقات الثنائية في مجال الطاقة، مذكرا بذات المناسبة أن الجزائر تستحوذ على 38٪ من السوق التركية في ما يخص التموين بالغاز الطبيعي المميع، كما أعلن عرقاب أنه سيتم الشروع في أشغال انجاز المركب البتروكيماوي لإنتاج البروبيلان والبوليبروبيلان (PDH-PP) في مدينة الأدنة (تركيا) خلال السداسي الأول لسنة 2020. وأوضح الوزير، أن الشركة التركية رونيسونس (Renaissance) تستحوذ على نسبة 66 في المائة من المشروع المقدر ب4ر1 مليار دولار، بينما تحوز الشركة الوطنية سوناطراك على 34 في المائة منه، معتبرا أن هذه الشراكة ستسمح بنقل التكنولوجيا إلى الجزائر التي تعتزم بناء مركب بتروكيميائي لإنتاج البروبيلان والبوليبروبيلان في أرزيو. هذا ووقع رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مع نظيره التركي، على إعلان مشترك لتأسيس مجلس تعاون رفيع المستوى بين الجزائروتركيا. من جانبه، كشف الرئيس التركي، أن حجم التبادل التجاري بين تركياوالجزائر بلغ 4 ملايير دولار في السنوات الأخيرة الوصول إلى 5 مليار دولار، مؤكدا بالقول: إننا سنحقق قفزه كبيرة في العلاقة بين تركياوالجزائر، ويجب هدم الحواجز التي تعرقل تطورها . كما كشف اردوغان عن إنشاء منطقه التبادل الحر بين البلدين، ومن المفيد جدا بدء المفاوضات حول التبادل الحر، ومن بين الاتفاقيات كذلك بين البلدين أشار الرئيس التركي انه سيتم قريبا منح تسهيلات في منح التأشيرات للجزائريين، لأن الجزائر تحتل المركز الثالث في مصانع التركية، كما أكد اردوغان ان تركيا لا تنظر للجزائر على أساس شوق لمنتوجاتها بل تريد الاستثمار فيها، وموضحا ان شراكتنا مع الجزائر ستوفر للجزائر ما يقارب 5 ملايير دولار وتسمح بتوظيف 3 ألاف عامل جزائري. وفي المجال العسكري، أعرب الرئيس التركي ان بلاده تحرص على تطوير الاستثمار في الجزائر ورفع شراكتها إلى 21 بالمائة، متعهدا بتشجيع المستثمرين الجزائرين في ظل انتعاش الصناعات العسكرية التركية، حيث تتواجد تركيا في المرتبة الرابعة عالميا في صناعه الطائرات بأسلحة وبغير أسلحة وكذا البواخر والبحرية والمروحيات. ودعا اردوغان رجال الأعمال الحاضرين بقوة في المنتدى إلى الاستثمار في القطاعات ذات الأولوية في الجزائر، معربا عن قناعته بأن هذه القطاعات ستستقطب اهتمام رجال الأعمال الأتراك واهتمام الصناعة التركية عموما. وتتمثل هذه المجالات، يضيف الوزير الأول، في الصناعات الصغيرة والخفيفة والتكنولوجيات الحديثة والمؤسسات الناشئة والزراعة والري والسياحة، معتبرا اياها مجالات واعدة سيكون فيها للتعاون الجزائري التركي مساهمة أكيدة.