كناس يستهجن زرع الرعب والخوف وسط الطلبة وجه وزير التعليم العالي والبحث العلمي، شمس الدين شيتور، مراسلة إلى مديري المؤسسات الجامعية، يطلب فيها اتخاذ مبادرة بيداغوجية تضمن استمرارية التعليم تزامنا مع الوضعية الاستثنائية، جراء التفشي الواسع المحتمل لوباء فيروس كورونا ، وهي التعليمة التي استهجنها مجلس اساتذة التعليم العالي كناس ، الذي أكد بأن مثل هذه التعليمة الغرض منها التهويل ما سيتسبب في نشر الرعب في وسط الطلبة، في الوقت الذي تم ترحيل الحالة الوحيدة المصابة إلى بلدها واصبح فيروس كورونا يمثل نسبة صفر في الجزائر. وفي السياق، دعا وزير التعليم العالي، شمس الدين شيتور، في التعليمة السالفة الذكر، والتي وجهها أول أمس لمديري المؤسسات الجامعية، لتحسيس وتعبئة زملائهم الأساتذة للانخراط في العملية البيداغوجية القاضية بمواجهة فيروس كورونا ، كما دعا الطلبة للتكيف مع هذا المسعى الذي يظهر فيه جليا، حسب الإجراءات المتضمنة فيه، إمكانية توقيف الدراسة في الجامعات للوقاية من الوباء العالمي على غرار ما عرفته بعض الدول التي انتشر فيها الداء. وطالبت التعليمة بوضع محتوى لدروس يغطي شهرا من التعليم على الأقل على موقع المؤسسة الجامعية أو أي سند آخر يمكن تصفحه، بالإضافة إلى الأعمال الموجهة مرفوقة بتصحيحات وجيزة والأعمال التطبيقية التي تتماشى مع هذا النمط من التعليم تكفي المدة نفسها. كما حثت المذكرة الوزارة الأخذ بعين الاعتيار كل التدابير التقنية الضرورية، بغية إبقاء الاتصال والعلاقة عن بعد بين الأستاذ والطالب، مفيدة بأن الأمر يتعلق بمبادرة أولية من هذا النوع يجب على هذه العدة أن تكون عملية ابتداء من تاريخ 15 مارس المقبل، مع إتاحة الدروس والوسائط لكل الطلبة. وفي أول ردود الأفعال، وصف منسق المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي، عبد الحفيظ ميلاط، التعليمة بالغريبة، التي تأتي بعد ترحيل الرعية الإيطالي المصاب ب كورونا وخلو الجزائر من هذا الوباء. كما أكد ميلاط، بأن هذا التهويل من شأنه إدخال الرعب في الوسط الجامعي، رغم ان دول اخرى تعد مئات الحالات لم تتخذ أي إجراءات احترازية مشابهة، مشددا على أن دور المسؤول هو طمأنة الرأي العام وليس تخويفه وترهيبه، متسائلا في السياق ذاته اذا ما كانت هذه التعليمة تعتبر تحضيرا لإجراءات لاحقة تشبه تلك التي تم اتخاذها السنة الماضية بالتاريخ نفسه، واذا ما كانت وزارة التعليم العالي قد تشاورت مع وزارة الصحة قبل اللجوء الى هذا التدبير الاحترازي الخطير. وتبرأت نقابة كناس من تعليمة وزير التعليم العالي والبحث العلمي، حيث دعت الجامعة الجزائرية والاسرة الجامعية ككل الى الهدوء وعدم الانسياق وراء الشائعات، في الوقت الذي تبرأت وزارة الصحة بدورها من تعليمة شيتور.