تحسنت أسعار النفط على نحو ملحوظ، في أول يوم من تعاملات شهر ماي، بداية تطبيق اتفاق خفض الإنتاج لأعضاء منظمة الأوبك وشركائها، بعد شهر من التقلبات العنيفة التي شهدتها أسواق النفط في ظل تراجع الطلب بسبب جائحة كورونا كوفيد-19، وارتفاع المخزونات العالمية. وتحسن سعر برميل برنت نفط بحر الشمال تسليم جويلية، بنسبة 2.4 بالمائة في اليوم الأول للتسعير عند بداية التعاملات الأسيوية، ليبلغ 26.70 دولار للبرميل، بعدما انتهت عقود جوان بعيدا عن حالة الهلع التي شهدها خام غرب تكساس قبل أسبوعين. وبدوره ارتفع برميل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم جوان، حوالي خمسة بالمائة وبلغ سعره 19.57 دولار، بعدما سجل ارتفاعا تدريجيا بلغت نسبته 25 بالمائة خلال يومين متتاليين. وكانت أسعار النفط، ولاسيما عقود الخام الأمريكي الخفيف، سجلت في أبريل الماضي، مستويات متدنية تاريخية وصلت إلى ما دون الصفر، لكنها تعافت بعد ذلك بنحو طفيف، ويبدو خبراء الاقتصاد أكثر تفاؤلا الآن في إمكانية انتعاش الاقتصادات وإن كان الطلب ما زال بعيدا عن بلوغ حجم العرض. ودخل اتفاق خفض إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وشركاؤها أوبك+، حيز التنفيذ بداية من اليوم الفاتح من ماي2020، حيث ألقى ذلك بظلاله على الأسعار التي تلقت دعما آخر، من إعلان منتجين آخرين أنهم سيخفضون الإنتاج أيضا، إذ قالت النرويج إنها ستخفض الإنتاج في الفترة من جوان إلى ديسمبر 2020 للمرة الأولى في 18 عاما. وكان قد اتفق أعضاء منظمة أوبك وشركائها على رأسهم روسيا في اجتماعهم المنعقد في 12 أفريل الفارط عن خفض الإنتاج بواقع 7ر9 مليون برميل في اليوم بداية من أول ماي الجاري إلى غاية 30 جوان المقبل كمرحلة أولى على أن تليها تخفيضات ب 7.7 مليون برميل في اليوم بين 1 جويلية ونهاية ديسمبر ثم تخفيض ب 5.8 مليون برميل في اليوم لمدة 16 شهرا ابتداء من 1 جانفي 2021. ومن المقرر أن يعقد اجتماع آخر لأعضاء أوبك وحلفائهم ليوم 10 جوان المقبل بتقنية الفيديو لبحث إجراءات جديدة إن اقتضت الحاجة لذلك قصد أحداث التوازن في سوق النفط العالمية.