كانت جمعية السوق سنة 1995 عبارة عن نادي علمي لكلية الطب، وفي سنة 2004 أصبحت جمعية ولائية، متكونة من طلاب جامعيين متخصصين في جميع المجالات يسعون إلى زرع البسمة والفرحة في نفوس المرضى والأشخاص الذين يعانون من مشاكل اجتماعية وهم متواجدين بالمراكز. وخلال حوار جمعنا مع أنيس حميدات، المكلف بالإعلام والإتصال بالجمعية في مقر الجريدة، أبرز أهم النشاطات والأهداف التي تسعى الجمعية لتحقيقها بهدف مساعدة الأطفال المرضى لتجاوزهم مراحلهم الصعبة، إلى جانب مساعيها لمرافقة الأطفال الذين يعانون من المشاكل.
بهدف تعريف قراء السياسي بجمعية السوق، ما هي أهم الدوافع التي حفزتكم إلى تأسيسها؟ من أبرز الأهداف التي جعلتنا ننشأ هذه الجمعية ونتمسك بها، هو زرع الإبتسامة في نفوس الأطفال المرضى الذين يعانون من مشاكل كاليتامى، فئة ذوي الإحتياجات الخاصة والصم والبكم، كما تهدف الجمعية إلى التحسيس بضرورة التواصل بين الشباب في مجتمعنا. وماذا عن الفئة التي تهتم بها جمعيتكم؟ جمعية "السوق"، تمنح اهتمامها الكبير لفئة الأطفال المرضى والأطفال الذين يعيشون مشاكل عويصة كالأيتام، الصم والبكم، وذوي الاحتياجات الخاصة الذين يتواجدون بمراكز العلاج، كما نعمل على توعية الشباب وتوفير عامل الترفيه الذي يفتقدونه، ولم تنحصر اهتمامات الجمعية على هذه الفئات فحسب، بل لديها 10 فروع ومن أهمها وأنشطها، الفرع المتخصص في النشاطات الثقافية، فرع الصحة العمومية، فرع مكافحة السيدا والعنف ضد المرأة، فرع متخصص في حماية البيئة والنشاطات البيئية، فرع خاص بطلبة كلية الطب. ما نوع المساعدات التي تقدمها جمعيتكم للأطفال المرضى؟ تركز جمعيتنا على تقديم مساعدات في الجانب النفسي، وهذا ليكون نوع من العلاج الممزوج بالبسمة التي يحتاجها أطفالنا المرضى، اليتامى وغيرهم، كما نقوم بمرافقتهم يوميا في المستشفيات، كما خصصنا للأطفال المرضى المصابين بالسرطان قاعة لعب، الدراسة والترفيه بمركز بيار ماري كوري المتواجد بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، كما تقوم جمعيتنا بالتنقل إلى الأطفال المتواجدين في أقسام المستشفيات، لمنح دروس تساعدهم على تحقيق النجاح نهاية الموسم الدراسي لأن معظم الأطفال مجبورين على البقاء مدة طويلة في المستشفى للعلاج ، كما تنظم الجمعية سنويا، ثلاث خرجات كبرى تخصص لفائدة 800 إلى 1000 طفلا، فالرحلة الأولى تنظم حفلة ترفيهية للعب في قاعات الحفلات أثناء موسم الشتاء، والثانية تنظم في حديقة الحيوانات والتسلية ببن عكنون وهي مخصصة أيضا للعب والتسلية وتكون مبرمجة في فصل الربيع، أما صيفا فنفضل التوجه إلى إحد شواطئ البحر. وماذا عن المساعدات التي خصصتموها للشباب؟ تعتمد جمعيتنا على وسائل الترفيه لخلق متنفس ثقافي لجل الشباب، كما ننظم حملات تحسيسية توعوية ضد مرض الإيدز في الوسط الجامعي، وفي الثانويات من أجل توخي الحذر وشرح كيفية إنتقال المرض من شخص إلى آخر، ومن بين إعانات جمعية السوق هي استغلالنا لمناسبة اليوم العالمي لداء السكري ونظمنا في هذا اليوم قافلة تقوم بإجراء تحاليل طبية كقياس نسبة السكر في الدم وقياس ضغط الدم حينما توجهنا إلى جامعة باب الزوار، الأبيار وفي العاصمة أيضا، أما عن مرض السيدا فنحن نقوم بالتوعية على مدار أيام السنة. وماذا عن النشاطات التي تقوم بها جمعية السوق؟ من أبرز نشاطات جمعية السوق، قيامها بالخرجات الثلاث التي تحدثنا عنها سابقا، كما نسعى في كل مرة إلى تنظيم أيام تحسيسية توعوية حول مرض الإيدز الذي أخذ أبعادا خطيرة وسط مجتمعنا، وذلك بالمناطق التي يوجد فيها الشباب كالإقامة الجامعية والجامعات، الثانويات، فهناك منظمين تابعين للجمعية، يشرفون على تنظيم هذه الأيام التحسيسية، وذلك بعد تكوينهم على أيادي أطباء مختصين والعمل على إعطاء طريقة سليمة وسهلة لشرح المرض للمواطنين، إلى جانب توزيع مطويات. كما نوفر جوا من الحوار بين الشباب وأعضاء الجمعية المختصين في هذا المجال، ومن بين النشاطات التي نركز عليها هي التوجه إلى المستشفيات لتنظيم حفلات بمراكز الأيتام، ديار الرحمة وكل المناطق التي يوجد فيها الأطفال المرضى والذين يعيشون مشاكل، أما عن الأعياد الدينية كعاشوراء فيكون احتفالنا بالمناسبة من خلال وجبة عشاء في مدارس الصم والبكم ومدارس أخرى، أما عن المولد النبوي الشريف فنحتفل به في ديار الرحمة، في حين خصصنا عيد الأضحى الماضي للاحتفال رفقة صغار مدرسة الصم والبكم المتواجدة بالرويبة، وهناك بعض الخرجات التي تنظمها جمعيتنا على مدار السنة والمخصصة أيضا للأطفال مثل زيارة الآثار الرومانية المتواجدة بتيبازة وقبر الرومية، كما ننظم خرجات إلى حظيرة الشريعة وزيارات الأطفال إلى المتاحف مثل متحف الجيش، متحف الفنون الإسلامية، متحف الآثار القديمة، متحف المجاهد ففي كل مرة يتم اختيار مركز معين، أما بالنسبة للشباب فيكون نشاطنا ترفيهي بتنظيم سهرات ومنح فرصة لتشجيع المجموعة الغنائية الشابة والجديدة كي تظهر في القاعة، وهذا يلعب دورا أساسيا في ترفيه الشباب وتنمية النشاطات الثقافية في البلاد، كما نقوم باختيار فيلم هادف له رسالة معينة نعرضه في قاعة السينما، وذلك بحضور المخرج أو الكاتب، وبعد مشاهدة الفيلم نفتح أبواب النقاش بين الشباب والمخرج على موضوع الفيلم، وهي نفس الطريقة التي ننتهجها عند قيامنا بتوزيع الكتب بغية طرح الأسئلة وتبادل الحوار فيما بيننا. من أين تتلقى جمعيتكم الإعانات ؟ نتلقى الدعم من الشركات الوطنية الخاصة، التي تقدم لنا المساعدات كشراء الأكل والهدايا التي نحتاج إليها في كل خرجة وضمن صالون المعارض يخصص لنا قاعة نقوم فيها بجميع نشاطاتنا. هل من أهداف جديدة سطرتها جمعية السوق لتحقيقها؟ نحن نهدف لمواصلة هذه النشاطات التي تكون لفائدة الأطفال والشباب، ونسعى إلى تنويعها وتوسيعها، لتكون هناك إمكانيات بشرية للتطوع والإنخراط بالجمعية لتطوير النشاطات وتنويع المساعدات. ككلمة أخيرة ؟ كجمعية نحن نهدف إلى مساعدة الطفولة وفئة الشباب، ونرحب بكل من لديه روح حب التطوع بمقر جمعيتنا المتواجد بكلية الطب، وأتوجه بالشكر الخالص لجريدة "المشوار السياسي"التي أتاحت لنا الفرصة لتبليغ رسالتنا التي نأمل أن تصل كل شرائح المجتمع.