يستقبل تجار شارع دبي التجاري بمدينة العلمة (15 كلم شرق سطيف) المعنيون باستئناف نشاطاتهم تبعا لقرار الحكومة في اجتماعها الأخير الرامي إلى ضمان خروج تدريجي من الحجر الصحي منذ يوم الأحد المنصرم زبائنهم بحذر شديد وبالتزام أكثر صرامة بالتدابير الوقائية. ويعكف هؤلاء التجار على تنظيف وتعقيم محلاتهم بصفة منتظمة من أجل استقبال زبائنهم في ظروف تتناسب مع الظرف الصحي الراهن. ويلاحظ المتجول عبر أغلب هذه المحلات التي أعيد فتحها التزاما فعليا وجادا بالتدابير الوقائية من طرف أغلب التجار وانضباطا ملحوظا يعكسه ارتداء الأقنعة الواقية والقفازات الطبية وترك ممرات واسعة للمواطنين بالرغم من الإقبال القليل للزبائن الذين لا يزال أغلبهم ملتزما بالحجر الصحي في ظل الوضعية الوبائية التي تعرفها المدينة. كما بادر البعض منهم إلى توزيع الهلام الكحولي المعقم والأقنعة الواقية على زبائنهم وإجبارهم على ارتدائها قبل الدخول إلى المحلات فيما منع العديد منهم دخول الأطفال لتفادي احتكاكهم البدني مع الأشخاص لمنع أي عدوى محتملة. وفي هذا الصدد يقول خالد وهو صاحب محل لبيع الأدوات المنزلية والديكور بالشارع، إن إعادة فتح سوق دبي لا يعني التراخي بالتدابير الوقائية لاسيما وأن أغلب التجار أضحوا مدركين بأنهم يتحملون كافة تبعات عدم التزام الزبائن بتدابير الوقاية . وأضاف خالد الذي كان بمعية منير الذي يساعده في تجارته منذ سنة تقريبا لن يكلفني التقيد بالتدابير والتعليمات الوقائية التي أقرتها الدولة غاليا خاصة وأنني غير مستعد بأي حال من الأحوال لإعادة غلق محلي أو محلات باقي تجار الشارع لهذا السبب . وقال من جهته منير، وهو شاب يعيل عائلته المكونة من طفلين صغيرين وأمهما، أنه عاش ظروفا قاسية بسبب غلق المحل خاصة خلال شهر رمضان وتداعيات الحجر الصحي، وأنه كان يتلقى بعض المساعدات مكنته من إعالة عائلته خلال تلك الفترة الصعبة ، كما وصفها. فيما عبر أحمد، وهو أحد مواطني مدينة العلمة، عن بهجة وأمل التجار بعد قرار استئناف الأنشطة التجارية على مستوى هذا الشارع التجاري و رجوع الحياة إلى طبيعتها على وجوه الباعة وعلى المدينة ككل التي استرجعت بدورها حيويتها التي لطالما كانت مرتبطة بنشاط شارع دبي التجاري . وصرح بالمناسبة رئيس المجلس البلدي للعلمة طارق حشاني بأن إجمالي التجار الذين أعيد فتح محلاتهم التجارية على مستوى شارع دبي ملتزمين بالتدابير الوقائية بنسبة تصل إلى 90 بالمائة كالتباعد الجسدي واحترام شروط النظافة والتعقيم وارتداء الأقنعة الواقية . وأضاف بأن هؤلاء التجار باتوا مدركين بأن عدم الامتثال للتعليمات التي أقرتها الدولة فيما يخص التدابير الوقائية والسلوكيات الاحترازية لمنع تفشي هذه الجائحة سوف يعرضهم من جديد إلى خسائر معتبرة . وذكر حشاني بأن محلات شارع دبي كانت قد استعادت نشاطها بعد قرار أول غير أن عدم احترامها للتدابير الوقائية حينها جعلها تخضع لقرار الغلق مجددا ولمرتين اثنتين بغرض الحد من انتشار فيروس كورونا، مشيرا الى أن الشارع كان يستقطب يوميا الزبائن بأعداد قياسية ومن جميع ولايات الوطن. وتقوم مصالح المجلس الشعبي البلدي للعلمة منذ استئناف نشاط الشارع، بعمليات رقابية دورية لمعاينة مدى التزام التجار بالتدابير الوقائية اللازمة كما تعمل بالتنسيق مع ممثلي الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين لإلزام التجار بالتحلي بروح المسؤولية واليقظة وتحسيسهم بأهمية المحافظة على صحتهم وصحة زبائنهم كما أشار إليه حشاني.