تشكل الأمراض الفطرية المنتشرة خلال الأربع سنوات الأخيرة بتيزي وزو خطرا حقيقيا على ثروة الأشجار المثمرة بالولاية، لاسيما حقول الكرز التي لا طالما صنعت شهرة المنطقة خلال سبعينات القرن الماضي. ولاحظ مفتش الصحة النباتية لدى مديرية المصالح الفلاحية الولائية، بوخالفة قاسي، تراجعا كبيرا في إنتاج الكرز على المستوى المحلي للسنة الرابعة على التوالي وفقا لتصريحه مفسرا هذا الوضع بالأمراض العديدة التي تسببها الفطريات والطفيليات بسبب التغيرات المناخية، المتميزة بالرطوبة العالية والامطار الغزيرة ودرجات الحرارة العالية في الربيع ، كما اضاف. وذكر من بينها مونيليوز الكرز التي تعد حسبه من أخطر الامراض التي ظهرت خلال الاربع سنوات الاخيرة بتيزي وزو. وهو المرض الذي يظهر منتصف شهر مارس الى غاية نهاية أبريل أي فترة ازهار اشجار الكرز، حيث تعتبر الظروف المناخية ملائمة لتفشي هذا الطفيلي الذي يتسبب في أضرار جمة للإنتاج، كونه يتغذى على ازهار واوراق الاشجار، ما جعل ذات المسؤول يتأسف ل المناخ غير المناسب لإنتاج الكرز . ويشاطره الرأي شريف احمد علي، مسؤول الفرع الفلاحي بعين الحمام الذي أكد بدوره ان مونيليوز الكرز تسبب في انخفاض حاد في انتاج الكرز على مستوى البلديات الاربع التابعة لدائرة عين الحمام (وهي عين الحمام واقبيل وايت يحي وابي يوسف) التي تعد من بين اهم مناطق زراعة الكرز محليا. وتراجعت مردودية المنتوج خلال السنوات الاخيرة الى ما بين أربع الى خمس قنطارات في الهكتار الواحد، مقابل 65 الى 80 قنطار في الهكتار سابقا. كما تأسف المسؤول من تأزم الوضع بسبب نقص بل وغياب كما قال عامل تلقيح النحل للأزهار لان النحل هو الناقل الوحيد للقاح اشجار الكرز ، حسب توضيح شريف احمد الذي افاد ان النحل لا يخرج في فترات الرطوبة العالية والضباب وانه اذا ما استمر الوضع ما بين 15 الى 20 يوما فانه لن يتم تلقيح ازهار الكرز . ضرورة وضع برنامج لحماية النباتات وبحسب مفتش الصحة النباتية بمديرية المصالح الفلاحية قاسي فان اشجار الكرز بالولاية قد اضحت جد حساسة بسبب التغيرات المناخية والامراض الطفيلية المتعددة التي واجهها، وكذا حشرة الكابنود التي تهاجم يرقتها جذور الاشجار، متسببة في ضمورها ثم هلاكها على المدى الطويل إذا لم يتم الاعتناء بها. ودعا المسؤول في ظل وجود هذه الامراض الفتاكة، كما قال، إلى ضرورة استفادة اشجار الكرز من مختلف عمليات العناية والرعاية اللازمة لحمايتها موازاة مع وضع برنامج سنوي للحماية النباتية خاص بهذه الزراعة وكل الزراعات الاخرى المهددة بالأمراض الطفيلية ، كما اضاف. وهو البرنامج الرامي كما قال، الى القضاء على كل بقايا الحشرات والبكتيريا والفطريات خلال فترة الشتاء، على ان يتبع بعمليات اخرى خلال الربيع بغرض حماية الازهار والاوراق، ثم علاج اخير خلال ظهور الثمار، إذا استدعى الامر ذلك. كما اوصى المسئول نفسه بانتزاع جذوع الاشجار التي تعتبر بؤرا للفطريات، حسب توضيحه، مع العمل على تجديد الحقول وتعويض الاشجار القديمة والهرمة التي لم تعد لديها مقاومة للأمراض، مشيرا الى اطلاق مديرية المصالح الفلاحية في هذا الصدد لعملية تحسيسية وتكوينية لفائدة الفلاحين، حول هذا الاشكال. اصناف جديدة من الكرز لمقاومة أحسن ضد الأمراض وبهدف الحصول على اشجار أكثر مقاومة للأمراض وذات مردودية أكبر، عمدت مديرية المصالح الفلاحية بتيزي وزو الى اقتناء 600 طعم معتمد ل 17 صنف جديد من الكرز، لدى المعهد التقني لزراعة الاشجار المثمرة والكروم بتسالة المرجة، من بينها اصناف محلية واخرى مستوردة من بلدان من الحوض المتوسطي سيما اسبانيا وايطاليا. وتم تسليم هذه الطعوم من بين اصناف الكرز الاسود ونوع الستيلا وريجينا وتيكسراين والكرز العملاق والسمبرست، شهر مارس الفارط لمختلف الفروع الفلاحية، حيث تم تقليمها على اشجار كرز برية بمناطق عين الحمام وايفرحونان والاربعاء ناث ايراثن وبوزقان وبني دوالة وواضية وايت يني اين نجحت العملية وهي تنموبصفة جيدة ، وفقا لما ذكره قاسي. وأكد المتحدث اننا سنعمل على تحسين جودة منتوجنا بفاكهة ذات قوام احسن واعلى نسبة من السكر، ويبقى هدفنا الحصول على اشجار اكثر مقاومة للأمراض وحشرة الكابنود، موازاة مع جدولة عمليات جني المحصول بالشكل الذي يسمح بالحصول على منتوج مبكر وآخر متأخر، مع السماح للفلاحين باختيار الاصناف وفقا لمقاومتها وانتاجيتها .وحسب قاسي، فان جدولة الانتاج يسمح، في حال تسجيل الامراض الطفيلية، بإنقاذ احدى فترات الانتاج على الاقل، سواء المبكرة أوالموسمية أوالمتأخرة . زراعة الكرز بتيزي وزو تساهم ولاية تيزي وزو بما يفوق 60 بالمائة من الانتاج الوطني من فاكهة الكرز، إذ تمتد على مساحة إجمالية تقدر ب 16ر772 هكتار منها 75ر646 هكتار منتج. واستناد للمكلفة بشعبة الأشجار المثمرة على مستوى مديرية المصالح الفلاحية لولاية تيزي وزو، شيباني خديجة، فقد بلغ العدد الإجمالي لأشجار الكرز 131.247 شجرة منها 116.533 منتجة، والباقي شجيرات مازالت لم تبلغ مرحلة الإنتاج. وأشار نفس المصدر، أن زراعة الكرز في ولاية تيزي وزو ترتكز بشكل رئيسي في منطقة الأربعاء ناث ايراثن حيث تحتوي هذه الأخيرة على أكبر حقل كرز يتربع على مساحة 216 هكتار، منها 130 هكتار و19.538 شجرة مثمرة، تليها إيفرحونن ب 146 هكتار منها 144 هكتار و 25.510 شجرة مثمرة، ثم عين الحمام 67ر132 هكتار منها 25ر118 هكتار و 20.170 شجرة مثمرة. وأبرزت المسؤولة أنه يتوقع خلال هذا الموسم جني 15.597 قنطار بمتوسط مردود 24 قنطار في الهكتار الواحد. وأضافت أنه قد تم إلى غاية 30 جوان المنصرم جني 3.148 قنطار على مساحة تقدر ب 446 هكتار بمتوسط مردود مؤقت يقدر ب 7 قنطار للهكتار الواحد.