بعث رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، برقية تعزية إلى عائلة المجاهد المرحوم لمين بشيشي الذي وافته المنية صباح أول أمس الخميس عن عمر ناهز 93 سنة، مؤكدا استحقاق الفقيد للاحترام والعرفان لما استجمع من مزايا ومكارم المجاهدين والمثقفين . وجاء في برقية التعزية: توفى المولى عز وجل المجاهد المرحوم لمين بشيشي، وبرحيله نفقد بحسرة وألم، واحدا من أعلام الفكر والثقافة في بلادنا، مجاهدا وصحفيا ومثقفا وفنانا ملتزما، عرف في صفوف النخبة المقاومة بالقلم والكلمة في جريدة (المقاومة الجزائرية) وجريدة (المجاهد) وإذاعة (صوت الجزائر) إبان الثورة المباركة . كما أثرى --يضيف رئيس الجمهورية-- على مدار سنوات طويلة بإبداعاته الراقية الرصيد الثقافي الوطني، فساهم من مواقع المسؤوليات والمهام التي تولاها عن جدارة واقتدار وبإخلاص في مسيرة بناء الجزائر، مديرا لدار الإذاعة والتلفزيون غداة الاستقلال ثم مديرا عاما للإذاعة الوطنية ووزيرا للاتصال . واستطرد الرئيس تبون بالقول: لقد كان الراحل مستحقا للاحترام والعرفان لما استجمع من مزايا ومكارم المجاهدين والمثقفين، فأينما حل يحاط بالتكريم، وفي كل الفعاليات الثقافية والفنية التي يحضرها في الجزائر والخارج يحمل معه باعتزاز وبروح المثقف الأصيل والفنان المبدع ما تزخر به بلادنا من عمق وتنوع وثراء ثقافي . وختم رئيس الجمهورية برقيته قائلا: وأمام هذا الخطب الأليم، أتوجه إلى عائلة الفقيد وإلى الأسرة الثقافية والفنية بأخلص التعازي وأصدق مشاعر المواساة، داعيا المولى عز وجل أن يتغمده برحمته الواسعة، ويلحقه، في جنة الفردوس، بإخوانه الشهداء والمجاهدين ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. عظم الله أجركم.. إنا لله وإنا إليه. ووري الثرى أمس بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة جثمان المجاهد ووزير الاتصال الأسبق لمين بشيشي. وقد جرت مراسم تشييع الجنازة بحضور وزير المجاهدين وذوي الحقوق، الطيب زيتوني، والمستشار لدى رئاسة الجمهورية المكلف بالأرشيف الوطني والذاكرة الوطنية، عبد المجيد شيخي، إلى جانب عدد من أقرباء ورفقاء الفقيد. وتم خلال كلمة التأبين التي ألقيت بعد صلاة الجنازة، الإشادة بخصال الفقيد الذي كرس حياته مناضلا في سبيل الوطن ضمن الحركة الوطنية ثم مجاهدا إبان ثورة التحرير وبعدها في بناء جزائر الاستقلال، حيث تقلد العديد من المناصب والمسؤوليات. وفي تصريح له عقب مراسم التشييع، أكد وزير المجاهدين أن الجزائر فقدت واحدا من عظمائها الذي كان مجاهدا ومناضلا ووزيرا ومثقفا وكرس حياته لخدمة الجزائر وتاريخها وثقافتها .