أضحت المجازر الطبية التي تتربص بالأطفال أثناء عمليات الختان واقعا معاشا، يعود إلى الواجهة في كل سنة لتتفاقم حدته بحلول المناسبات الدينية التي يجدها الجزائريون فرصة سانحة لإختتان أبنائهم خاصة ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك سيما وأن أغلب العائلات الجزائرية إعتادت على إختتان أطفالها ليلة القدر المباركة وأصبح الختان في هذا اليوم بالتحديد تقليد يستهوي الكثيرين، وبالرغم من الأهازيج والأفراح التي ترافق حفل الإختتان الذي تختلف تحضيراته من عائلة إلى أخرى غير أن أفراح عديد العائلات تحولت إلى مآسي نتيجة الأخطاء الطبية التي طالت أطفالا أبرياء عانوا الويلات بمجرد خضوعهم لعملية ختان بسيطة تكفل بإجرائها طبيب غير متمكن على الأغلب، فتحت «السياسي» ملف الأخطاء الطبية في مجال عمليات الختان مع مختصين في المجال بهدف توعية العائلات الجزائرية تفاديا لسيناريوهات عصفت بحياة الأبرياء فيما سبق. مجزرة الخروب شبح يخيف العائلات الجزائرية لازالت حادثة الخروببقسنطينة التي وقعت في سنة2005، والتي راح ضحيتها 17 طفلا خضعوا لعملية ختان جماعي على يد أطباء مبتدئين أشهر قضية جرائم طبية في مجال الختان الجماعي الذي إستهدف الأطفال الأبرياء خصوصا وأن 9 أطفال منهم كانوا في حالة جد خطيرة بسبب الخطأ الطبي الذي إرتكب في حقهم، الذي أسفر عن بتر العضو التناسلي لطفلين في حين تبقى الأخطاء الأخرى ونتائجها متباينة بحسب كل طفل فمن بين الضحايا من لازال يستعمل الحفاظات إلى اليوم، غير أن النتائج الوخيمة ستبقى تلاحق الأطفال الذين فقدوا رجولتهم إلى اليوم بعد أن قضت عمليات ختان فاشلة على مستقبلهم فضحية عملية ختان بتلمسان فقد جهازه التناسلي بسبب ختان ممرّض فاشل آخر تسبّب في إعاقة طفل 100 بالمئة وغيرها من الحالات التي رفضت العديد من العائلات الكشف عنها وإعتبرتها وصمة عار منيت بها. طبيب جراح: «نجاح عملية الختان مرتبط بإمكانيات الدكتور وتمرنه» وصف الدكتور عزوق طبيب جراح بإحدى مستشفيات العاصمة القرار القاضي بإقتصار عمليات ختان الأطفال على الأطفال الجراحين فقط بالإيجابي في حال تطبيقه تفاديا للأخطاء السابقة المرتكبة في هذا المجال مشيرا إلى أن هذا القرارتلى عدة تجاوزات كانت ترتكب سابقا، وأكد الدكتور أن نجاح عملية الختان في حد ذاته مرتبط بإمكانيات الدكتور وتمرنه الذي بإمكانه أن يتفادى الأخطاء الطبية بالنظر إلى طبيعة العملية البسيطة وأشار إلى أن نفس الوسائل الطبية بإمكان 10 أطفال الإستفادة منها بعد تنظيفها، وإستحسن تعقيم الوسائل وعن عمله أكد أن ختان مابين 60 إلى 80 طفل يوميا يكون عائقا لإستعمال وسائل معقمة في كل مرة، مشيرا إلى أنه أجرى عدة عمليات جراحية تتعلق بختان الأطفال التي كللت بالنجاح مؤكدا أن حالات النزيف الدموي والتقرحات تحدث نادرا فقط أثناء عمليات الختان. أطباء عامون يلهثون وراء عمليات الختان لكسب المال وفي سياق ذي صلة تطرق الجراح إلى الأخطاء السابقة التي طالت عمليات الختان والتي أجراها أغلبها أطباء عامون كقضية الخروب التي راح ضحيتها عديد الأبرياء، مرجعا سبب أخطاء عمليات الختان إلى العامل المالي الذي يعد غاية الكثير من الأطباء العامون خصوصا وأن تكلفة عملية الختان التي تتراوح مابين 4000 ودج 5000 أسالت لعاب الكثيرين في غياب للضمير المهني مضيفا أهمية إجراء تحليل طبي لحالة الطفل قبل عملية الختان وأورد الجراح مثال الطفل الذي ينزف بعد عملية الختان الذي يكون في الأصل مصابا بداء الهيموفيليا على سبيل المثال، وأشارالدكتور عزوق إلى أن عملية الختان هي مسؤولية يجب تقاسمها بين أطباء الجراحة العامة وجراحة الأطفال، وأرجع الدكتور ضغط ليلة القدر المباركة الناتج عن كثرة عمليات الختان إلى التقليد الذي ألفته العائلات الجزائرية على الرغم من إستحسان إختتان الأطفال يوم السابع من ولادتهم وفق مايعرف بالعقيقة وسط المجتمع الجزائري. المحامية منصوري: «أغلب أخطاء الختان لم تكشف عنها العائلات» أكدت الأستاذة منصوري محامية لدى المجلس أن ملف ضحايا الختان الجماعي بالخروبقسنطينة أشهر ملف لضحايا الأخطاء الطبية جراء الختان الذي لم يفصل فيه إلى حد الساعة. وأشارت المحامية إلى جهل الأولياء بالأخطاء الطبية في هذا المجال والتي تؤدي في كثير من الأحيان إلى بتر العضو، وفي السياق تطرقت المحامية منصوري إلى دور وسائل الإعلام المختلفة في التوعية والتحذير من عواقب الختان لتفادي السيناريوهات الماضية التي خلفت مجازر بالجملة أغلبها لم يكشف عنها من قبل العائلات وتطرقت المحامية إلى ظروف الختان التي كانت سائدة في ظروف مضت أين كان يأخذ الصغير عند الحلاق ليجري عملية الختان، ثم إلى الطبيب العام وطالبت المحامية الدولة الجزائرية ووزارة الصحة بتعزيز دور الإعلام للتحسيس والتوعية من مخاطر هذه الأخيرة.