تتواصل مجريات الحملة الخاصة بمشروع تعديل الدستور في يومها الثالث، حيث أبرز منشطوها أهمية هذه المحطة في التأسيس لجزائر جديدة تتعزز في كنفها الحقوق والحريات. و في هذا الإطار، أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أبو الفضل بعجي، خلال لقاء جمعه مع إطارات و مناضلي حزبه بشلغوم العيد (ميلة)، أن نجاح وثيقة تعديل الدستور المطروح للاستفتاء الشعبي في الفاتح نوفمبر المقبل، يعني نجاحا للجبهة الداخلية والرد على الجبهات الخارجية . وأبرز السيد بعجي أهمية تقوية الجبهة الداخلية في ظل ما وصفه ب المساعي الخارجية التي تحاول زعزعة استقرار البلاد ، وذلك بالنظر إلى الأوضاع الأمنية الخطيرة السائدة ببعض دول الجوار. واعتبر ذات المسؤول أن التصويت لصالح وثيقة تعديل الدستور سيكون ردا على الخارج ويعكس قوة الجبهة الداخلية. كما دعا إلى تثمين هذه الوثيقة لما تتضمنه من ثورة في القوانين، تعكسها الصلاحيات الممنوحة لمختلف السلطات حتى تمارس أدوارها كما يجب. ومن البويرة، جدد رئيس حركة الإصلاح الوطني فيلالي غويني دعم تشكيلته السياسية لمشروع تعديل الدستور، الذي وصفه ب الخطوة الهامة في تأسيس الجزائر الجديدة وإخراج البلاد من الانسداد. فمن وجهة نظر فيلالي غويني فإنه من الضروري واللازم الذهاب نحو تعديل الدستور لوضع حد للنظام القديم وتبني دستور جديد يفتح الأبواب أمام مستقبل أفضل للبلاد. وانطلاقا من ولاية الشلف، شدد الأمين العام لحزب التجديد الجزائري كمال بن سالم، على أن المشاركة في الاستفتاء على مشروع تعديل الدستور استمرارية للدولة وإحداث للتغيير الفعلي، من خلال التصويت وقطع الطريق أمام كل الرسائل السلبية. وقال السيد بن سالم، خلال تجمع شعبي نشطه بوسط المدينة، أن بناء جزائر جديدة يبدأ من خلال تعديل دستوري يرتقي لآمال وطموحات ومطالب الجزائريين، معتبرا أن الوثيقة الدستورية المعروضة للاستفتاء هي لبنة أولى لبناء دولة بمؤسسات قوية وإحداث القطيعة النهائية مع ممارسات سلبية قديمة كالبيروقراطية والنهب والفساد. وعدد السيد بن سالم أيضا ما يتضمنه الدستور القادم من إيجابيات كثيرة، خاصة ما تعلق منها باستقلالية المؤسسات والرقابة وتفعيل مجلس المحاسبة والمحكمة الدستورية وكذا الحريات الفردية والجماعية، ليؤكد على أن مصلحة الجزائر تقتضي المشاركة في الاستفتاء والتصويت بنعم أو لا. ومن جهته، شدد حزب الفجر الجديد، في بيان له، على أن التصويت بنعم خلال الاستفتاء الخاص بمشروع تعديل الدستور يعد الأصح لكونه يبعد البلاد عن كل الهزات التي قد تضعفها والتي قد يترتب عنها وضع لا يمكن استدراكه فيما بعد. فبعد الاستشارة الواسعة لممثليه على مستوى الولايات، تم الإجماع داخل الحزب على أن الاختيار الذي لا يحدث ضرارا بالبلاد هو التعبير ب نعم . وفي معرض شرحه لموقفه هذا، المتبنى بعد دراسته لكل الخيارات، أوضح الفجر الجديد بأن الدعوة للمقاطعة هو العدم والعدم لا ينتج عنه شيئا، كما أن الدعوة للتصويت ب لا ، و مع احترامنا لكل من اختار هذا الموقف، نحن نراه قد يؤدي بنا إلى إعادة إنعاش العصابة وأذنابها، وتدعيم الخطاب الذي يسفه كل شيء ويرجعنا لدستور 2016 مما يضعف مكانة بلادنا . ومن سكيكدة، أين نشط تجمعا عماليا، دعا الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، سليم لعباطشة الناخبين إلى التصويت بنعم، لأن التغيير يتطلب مشاركة الجميع ، على حد قوله. وأعرب المسؤول الأول عن المركزية النقابية عن يقينه بأن مشروع التعديل الدستوري الذي سيطرح للاستفتاء الشعبي، بداية الشهر المقبل، من شأنه أن يضمن حقوقا أكثر من أجل التغيير. وخلال إشرافه على ندوة ولائية بمستغانم في إطار الحملة الاستفتائية، تمحورت حول مشروع التعديل الدستوري، اعتبر رئيس الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان، عبد القادر بن موسى، أن الشعب الجزائري على موعد مع امتحان مصيري لإحداث التغيير، كما أنه مطالب بإنجاح هذه المحطة، التي سترسم معالم جزائر الغد المشرق. كما يأتي هذا الموعد --حسبه-- ليعبر عن الإرادة الشعبية ويؤكد أن الشعب الجزائري مصدر كل السلطات . ووصف المتحدث الاستفتاء المقبل ب اللبنة الأولى للجزائر الحديثة، مهما كانت نتيجته، مما يجعل المجتمع أمام مسؤولية كبيرة ومصيرية لإحداث التغيير والقطيعة مع سلوكيات وممارسات الماضي ووضع الضمانات والضوابط، التي تجعل الأمة في مأمن من الهزات وتفشل المخططات التي تحاك ضد الوطن.