تسبب تأخر الأمطار في عجز الفلاحين عن مباشرة عملية الحرث والبذر للموسم الحالي بولاية غليزان مما قد ينعكس سلبا على المحصول الفلاحي لهذه السنة، حيث أنهم يترقبون نزول الأمطار باعتبارها عاملا أساسيا في استقرار الإنتاج الزراعي لاسيما المحاصيل الكبرى. كما أن تأخر أمطار الخريف يثير مخاوف الفلاحين الذين يعتمدون على إنتاج الحبوب بكل أنواعه في مساحة تفوق 152 ألف هكتار على غرار مناطق أخرى مزروعة بمحاصيل مختلفة و هو الأمر الذي حال دون البدء في عملية الحرث يقول العديد منهم ممن أكدوا أن نسبة 80 بالمائة من المساحة مرهونة بسقوط أمطار منتصف نوفمبر لتمكنهم من تدارك الأمر و تغطية النقص الذي تعاني منه المحاصيل و قد أبدى الفلاحون مخاوفهم من استمرار هذا الوضع وأضافوا أن بعضهم اكتفى بتقليب التربة في انتظار ما ستجود به السماء لإنقاذ الموسم الفلاحي الجاري . مساحة الحبوب لا تتعدى 20 بالمائة و على صلة أفادت مديرية المصالح الفلاحية أن حملة هذه السنة لا تتعدى زرع 20 بالمائة من المساحة الإجمالية المخصصة للحبوب بالنظر للظروف المناخية و تأخر التساقطات المطرية ، و أوضح رئيس مصلحة الإحصائيات الفلاحية و التحقيقات الاقتصادية قدوري بشير أنه على الرغم من التأخر الحاصل في نزول الغيث إلا أن البعض من الفلاحين اتخذوا الإجراءات اللازمة من أجل مباشرة عملية زراعة مساحة قدرت بحوالي 1000 هكتار ببذور الشعير و نحو 120 هكتار من الخرطال و ذلك على مستوى مساحات المناطق المسقية مثل الحمادنة و جديوية و وادي الجمعة و جزء من وادي ارهيو . وأشار في السياق ذاته إلى أن الفلاحين لم يتمكنوا من زراعة القمح الصلب واللين إلى الآن للأسباب ذاتها ومعلوم أن القمح الصلب يتصدر الأراضي المتوقع زرعها بما يزيد على 91 ألف هكتار واللين بأكثر من 13 ألف هكتار. ويرى قدوري بشير أنه في حال نزول المطر في الأيام القادمة فان ذلك سيشجع المزارعين لحرث وزرع أراضيهم. ومن جهة أخرى خلفت الديون المتراكمة منذ الموسم الماضي استياء كبيرا في أوساط الفلاحين. ويقول العديد من الفلاحين المتضررين الذين ينتظرون إيجاد حلول لمديونية غالبيتهم ومطالبتهم بتأجيل تسديد القروض وإعادة جدولتها بغرض تمكينهم من اقتناء بذور هذا العام