يطالب سكان بلدية الدارالبيضاء شرق العاصمة السلطات المحلية، بإعادة الوجه الحقيقي لهذه البلدية التي تعد من البلديات الراقية، لكنها تفتقر لمشاريع التحسين الحضري على غرار انعدام المرافق العمومية وربط العديد من المجمعات السكنية بشبكة الغاز الطبيعي، وكذا غياب التهيئة بطرقات الأحياء الرئيسية والفرعية وهو الأمر الذي أرّق سكانها الذين تفتقر أحياؤهم للعديد من المرافق الضرورية وهو ما استقته «السياسي» خلال جولة بذات المدينة. تدهور الطرقات ينفر زبائن محلات الحميز جنوب
أكبر مشكل وقفت عليه «السياسي» خلال زيارة لها ببلدية الدارالبيضاء وبالتحديد بحي الحميز جنوب، هو انعدام التهيئة بطرقات المنطقة، حيث أن الوضع يزداد صعوبة خلال الأيام الماطرة أين تتحول المسالك إلى برك ومستنقعات من المياه الراكدة ما يجعل السير صعبا، او شبه مستحيلا والأمر الذي يزيد الطين بلة هو الحفر التي تباشر بها السلطات المحلية بهدف انطلاق المشاريع التنموية، الا ان هذه المشاريع تتوقف مع بدايتها أو تسير أشغالها بوتيرة بطيئة، هذه الوضعية اعتبرها محدثونا أمرا مؤرقا خاصة وا له تاثير كبيرا على الحركية المرورية حيث اشار احد المواطنين ان الاختناق المروري بات السمة الرئيسية بحي الحميز جنوب، خاصة أن المنطقة تعد محج العائلات لإقتناء الأجهزة الكهرومنزلية وغيرها من المستلزمات المنزلية، غير أن المشاكل التي تغرق فيها هذه الأخيرة حولت المنطقة إلى شبه خراب، حيث عبر لنا بعض الباعة وحتى ممن قصدوا المحلات التجارية عن امتعاضهم من أشغال التهيئة التي تقوم بها مصالح البلدية من حفر وغيرها التي وصفوها برتوشات لن تغطي الحالة المزرية التي أضحت عليها الأخيرة وتنفر الزبائن من أن يقصدوا محلاتهم التجارية وبتالي كساد تجارتهم.
على ما يبدو أن حي صلاح الدين لم تتكفل المصالح المعنية بعد بالانشغال الذي طالب به السكان مرارا وتكرارا بربط مجمعهم السكني بشبكة الغاز الطبيعي وتخليصهم من قارورات البوتان التي تكبدوا مشقة سنوات في اقتنائها، رغم وعودها القاضية بتخليص قاطني المنطقة من هذا الغيبا الذي طال انتظاره، حيث ناشد السكان الجهات المحلية من أجل برمجة ذات المشروع الذي يعد مطلبا ضروريا لابد من تجسيده على أرض الواقع، بعدما أعيتهم قارورات غاز البوتان التي لا تكفيهم سوى لبضعة أيام قليلة، خاصة بفصل الشتاء الذي يعرف برودة شديدة.
صمت السلطات المحلية وراء انتشار بيوت الصفيح
وقد لا تقف معاناة الحي عند هذا، حيث استغربنا ونحن نتجول المنطقة من ظاهرة تغلغل الأحياء القصديرية داخل المجمعات السكنية، وهو الأمر الذي لم يستسغه السكان، حيث ذكر لنا عمي رابح بأن الظاهرة ما كانت لتنتشر لولا صمت الجهات المحلية عليها، كما عبر عدد من المتحدثين عن قلقهم من إستمرار الوضع الحالي، حيث ذكروا بأن تصرفات بعض شباب تلك البيوت القصديرية التي وصفوها بغير الأخلاقية باتت تثير مخاوفهم وبالتحديد على أطفالهم الذين قد ينساقون وراء هؤلاء المنحرفين.
حي الورود اسم على غير مسمى
قصدنا حي الورود الذي يبدو أنه قد حمل اسما بعيدا تماما عما يلاحظه الوالج لهذا الأخير، حيث لم يتوان نزلاؤه في الحديث عن ما يعانوه في ظل ما أسموه بالصمت الرهيب الذي تمارسه في حقهم السلطات المحلية بإقصائهم من المشاريع التنموية رغم المراسلات والشكاوي التي رفعها هؤلاء غير أنها لم تجد آذانا صاغية، ومن جملة ما ذكره لنا السكان إنعدام التهيئة الحضرية، حيث أن طرقات ومسالك الحي لاتزال غير معبدة إلى يومنا هذا، حيث تظهر للزائر الحفر المتواجدة على مختلف طرقات وشوارع الحي طيلة أعوام، والتي تعتبر أهم النقاط السوداء بالمنطقة، مما جعل الحي يشهد حالة من الفوضى العارمة، وقد اعتبر السكان أن السبب الرئيسي في عرقلة حركة المرور وتعرض المركبات للعديد من الأعطاب هو تدهور حالة الطرقات، مؤكدين أنهم يعانون على طول أيام السنة، فخلال فصل الصيف تتحول المسالك إلى مصدر للغبار المتطاير الذي يحتم عليهم غلق النوافذ لتجنبه رغم حر الطقس، أما شتاء، فيصعب اجتياز تلك الأوحال إلا بانتعال الأحذية البلاستيكية فضلا عن عرقلة حركة المرور جراء تراكم الأوحال، الأمر الذي منع العديد من قاطني المنطقة من إدخال سياراتهم إليه خوفا من إمكانية تعطلها، وأجبر معظمهم على ركنها بالأحياء المجاورة. ومن جهة أخرى، فقد أكد السكان على ضرورة أن تعمل السلطات المحلية على بناء مدرسة بالقرب من الحي، الأمر الذي سيعفي أبناؤهم من التنقل إلى البلدية المجاورة كباب الزوار، كما أشار أولياء الأمور في سياق حديثهم لنا أن تنقل أبنائهم قد بات يشكل هاجسا حقيقيا بالنسبة لهم، خاصة وأن حيهم يقع بالقرب من الطريق الذي يشهد حركة مرور نشيطة، حيث بات هؤلاء يخشون على أطفالهم من حوادث المرور قد تودي بحياتهم.
باعة فوضويون يغتنمون فرصة غياب سوق جواري
تعرف مختلف الأحياء والشوارع ببلدية الدارالبيضاء انتشارا رهيبا لظاهرة الباعة غير النظاميين، حيث تحولت شوارع البلدية إلى أشبه بمراكز تجارية فوضوية يستغل تجارها غير القانونيين المساحات والأرصفة العامة من أجل عرض كميات هائلة من السلع المختلفة على غرار الملابس، الأحذية والأواني المنزلية وكذا الخضار والفواكه. فالمتجول بهذه الأخيرة، يذهل من الأعداد الهائلة للباعة غير النظاميين، في ظل غياب سوق جواري يقنن نشاط هؤلاء، لتأخذ الظاهرة منحى تصاعديا، والأدهى في الأمر هو أن الباعة الفوضويون يتعرضون بصفة شبه يومية إلى المطاردة من قبل أعوان الأمن الوطني الذين يجبرونهم على ترك المكان وقد يصل الأمر إلى غاية حيازة سلع هؤلاء الباعة كإجراء عقابي، إلا أن إصرارهم يعيدهم إلى احتلال المكان من جديد، على غرار كل من حي سوفرانو والمدينةالجديدة والحميز2، مخلفين آخر كل نهار أكوام من القاذورات المتكدسة، ليبقى المواطنون في حيرة من أمرهم عن دور السلطات المحلية ومصالح نات كوم التي تبدو غائبة، فيما تبقى حجة الشباب في أسباب مزاولتهم لنشاطهم التجاري بصورة غير قانونية هي قلة ذات الحال وأنها مصدر عيش لهم ولعائلاتهم التي يعولونها، لبيقى السكان في انتظار إنجاز سوق بلدي، هذا الأخير الذي وعدت به الهيئة المحلية السابقة غير أنه ظل حبرا على ورق.