توفي صباح أمس الرئيس الجزائري السابق علي كافي بالجزائر العاصمة عن عمر يناهز 85 سنة، بجنيف (سويسرا) بعد مرض وفق ما جاء في بيان رئاسة الجمهورية. ودعت الجزائر خلال سنة ثلاث من رؤساءها السابقين من تاريخ الحادي عشر أفريل 2012 إلى اليوم 16 أفريل 2013، حيث توفي رئيسها الأول أحمد بن بلة وبعدها الرئيس الشاذلي بن جديد وهاهي اليوم تودع رئيسها السادس، ولد علي كافي سنة 1928 بولاية سكيكدة، وقاد العقيد المنطقة التاريخية الثانية أثناء حرب التحرير الوطنية، بعد الاستقلال تولى منصب سفير في عدة من البلدان العربية تونس ثم مصر وسوريا لبنان العراق وايطاليا. بعد توقيف المسار الانتخابي سنة 1992 عين عضوا بالمجلس الأعلى للدولة الذي ترأسه بعد اغتيال الرئيس الراحل محمد بوضياف في جوان 1992 وحكم علي كافي الجزائر كرئيس إلى غاية 1994. يغيب عنا مجددا رمزا آخر من رموز الجزائر بعد تاريخ حافل، حيث انضم المجاهد والرئيس السابق إلى الثورة الجزائرية منذ اندلاعها، وكان من كوادرها في منطقة الغرب الجزائري وقد أوكلت إليه مهمات عسكرية كثيرة أثناء الثورة الجزائرية، وكثيرا ما كان يتنقّل بين الجزائروتونس إلى تاريخ استقلال الجزائر، وقد بدأ دراسته بالمدرسة الكتانية في قسنطينة وكان معه بالمدرسة هواري بومدين، له تاريخ نضالي حافل خلال الثورة المجيدة، حيث كان عضوا في حزب الشعب وساهم بالنضال فيه حتى أصبح مسؤول خلية ومن بعدها مسؤول مجموعة، في عام 1953 عين مدرسا من طرف حزبه في مدرسة حرة بسكيكدة، ساهم بالثورة الجزائرية منذ اتصاله بديدوش مراد في نوفمبر 1954وكانت بداية مشاركته على مستوى مدينة سكيكدة وبعدها التحق بجبال الشمال القسنطيني. وقد شارك الرئيس الراحل في معارك أوت 1955 تحت قيادة زيغود يوسف، وفي أوت 1956 شارك في مؤتمر الصومام، حيث كان عضوا مندوبا عن المنطقة الثانية، وقام بقيادة المنطقة الثانية بين أعوام 1957 و1959، وفي ماي 1959 التحق بتونس حيث دخل في عداد الشخصيات العشر التي قامت بتنظيم الهيئتين المسيرتين للثورة الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائري والمجلس الوطني للثورة الجزائرية. وبعد الاستقلال عين سفيرا للجزائر في تونس ثم مصر وبعدها سوريا ولبنان والعراق وإيطاليا، وفي جانفي 1992، عين عضوا في المجلس الأعلى للدولة، وفي الفترة التي ترأّس فيها علي كافي المجلس فترة شغور منصب رئيس الجمهورية خاصّة بعد اغتيال محمد بوضياف في 29 جوان 1992، إلّا أنّ علي كافي قام بإجراءات عديدة كمصادقته على تشكيل المحاكم الخاصّة الاستثنائية التي تنظر في قضايا العنف السياسي، ثم رئيسا له في 2 جوان وذلك بعد اغتيال محمد بوضياف.