أوقعت مصالح الأمن الوطني مجددا بأفراد ينتمون لشبكة دولية لتهريب الأدوية وخاصة منها المؤثرات العقلية، يستعملون وصفات أدوية مزورة، وبطاقات «شفاء» مسروقة، يقومون بتحويل كميات هائلة من الأدوية نحو الخارج عن طريق التهريب، وبررت نقابة الصيادلة الخواص تزايد نشاط شبكات تهريب الأدوية من الجزائر رغم تكثيف مختلف أسلاك الأمن مراقبتها سواء بالصيدليات أو على الحدود بانخفاض أسعار الأدوية بالجزائر خاصة إذ قارناها بدول الجوار. طالب فيصل عابد رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص، أمس، بضرورة العمل على الكشف عن مصدر الوصفات الطبية المزورة التي تستعملها شبكات وطنية ودولية لاقتناء كميات كبيرة من الأدوية من الصيدليات والعمل على تهريبها إلى خارج الوطن، واعتبر ذات المتحدث أن سبب تنامي نشاط التهريب في مجال الأدوية هي أسعارها التي وصفها بالمنخفضة بالمقارنة مع دول أخرى خاصة منها دول الجوار، في وقت تستورد فيه الجزائر كميات كبيرة من مختلف أنواع الأدوية ومع ذلك يشهد عدد منها نوع من الندرة التي تراجعت حدتها بالمقارنة مع السنة الماضية ولو بشكل نسبي. وتعمد هذه العصابات لاستعمال بطاقات شفاء مسروقة أو مزورة، وتستعمل وصفات طبية محررة لغير غرض المرض بهدف التمكن من اقتناء أكبر عدد ممكن من الأدوية خاصة إذا كانت بطاقة الشفاء لصاحب مرض مزمن مما يعني دواء يكفي لمدة 3 أو 6 أشهر، واعترف رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص أنه على الصيدلي ضرورة معرفة مدى انسجام الأدوية الموصوفة للمريض بحسب نوع المرض، رافضا -في نفس السياق- تحميله المسؤولية كاملة، حيث أشار إلى صعوبة معرفة الوصفات المزورة والمسروقة مطلبا بتكثيف الجهود لكشف مصادر الوصفات المزورة.
وتواصل مصالح الأمن تضييق الخناق على نشاط هذه الشبكات حيث تمكنت فرقة الشرطة القضائية للأمن الحضري بأولاد موسى التابعة لأمن دائرة خميس الخشنة بولاية بومرداس، من توقيف شخصين تتراوح أعمارهما بين 32 و20 سنة، مقيمين بولاية البليدة، بعد ورود معلومات مؤكدة مفادها قيام شبكة إجرامية بشراء دواء يسمى (LYRIKA) يستعمل كمخدر مع تهريبه إلى الدول المجاورة، هذه الشبكة تقوم بشراء هذا الدواء بكميات معتبرة وبطرق ملتوية من الصيدليات الكائنة بولاية بومرداس والولايات المجاورة، على إثر ذلك باشرت قوات الشرطة التابعة للأمن الحضري حملة تحسيسية شملت جميع الصيدليات الموجودة في قطاع الاختصاص، هذه العملية أثمرت عن توقيف شخصين ضمن هاته الشبكة الإجرامية على مستوى إحدى الصيدليات الكائنة بذات المدينة، السالفي الذكر ضبطا متلبسين بحيازة بطاقة شفاء مسروقة وصفتين طبيتين مستنسختين (مزورتين) و49 كبسولة من دواء ليريكا 150 ملغ، حيث تم تحويلهما إلى المصلحة لاستكمال التحقيق أين تم التأكد من أن الفاعلين ما هما إلا عنصرين من شبكة منظمة وبعد أن تقديمهما أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة بودواو أمر بإيداعهما رهن الحبس بمؤسسة إعادة التأهيل بتيجلابين، بتهمة تكوين جمعية أشرار، السرقة، النصب والاحتيال، التزوير واستعمال المزور، شراء قصد البيع والسمسرة في المؤثرات العقلية.