تعد ثقافة الحفاظ على البيئة في المجتمع الجزائري، من الثقافات الحاضرة في الأذهان، والغائبة في الجانب السلوكي، وهذا بالرغم من المجهودات المبذولة من طرف عديد الأطراف في هذا الشأن، والتي وإن تمكنت من نشر الوعي بأهمية الموضوع، إلا أنها ماتزال عاجزة عن ترسيمها في سلوكيات الفرد الجزائري، غير ان العديد من الجمعيات تعمل جاهدة من اجل ترسيخ هذا الجانب ومن بين هذه الجمعيات جمعية «أصدقاء البيئة»، وللتعرف اكثر عنها وعن النشاطات التي تقوم بها خدمة للبيئة، ارتات «السياسي» إجراء حوار مع العربي فقاير، رئيس الجمعية. * هلاّ عرفتنا بجمعية «أصدقاء البيئة»؟ - جمعية «أصدقاء البيئة» هي جمعية بيئية جزائرية تأسست في 13 جانفي 2009 بعدما كانت تنشط في نادي دار الشباب الذي كان يتميز بكثرة اعضائه وغياب دعم مادي، وعلى إثر هذا، جاءت فكرة تأسيسنا لجمعية «أصدقاء البيئة» والذي دعمتنا فيه مديرية الشباب والرياضة لولاية البليدة. * وماذا عن النشاطات التي تقومون بها؟ - فيما يخص النشاطات التي نقوم بها على مستوى جمعيتنا، هي اعمال بيئية ذات طابع تحسيسي توعوي، ومن بين هذه الاعمال التي قمنا بها، تأسيس قوافل مستقلة والقيام بخرجات على مستوى الغابات والمدارس بالتنسيق مع مديرية الغابات والامن الوطني، اذ تنظم جمعيتنا ست قوافل بيئية لهذا الشهر متنقلة للمؤسسات التربوية وحملات توعوية وتحسيسية حول نشر الوعي البيئي والسلامة المرورية والإسعافات الاولية، محاربة أشكال العنف في الوسط المدرسي وكيف نحمي أطفالنا من الاختطاف وتوزيع مطويات حول الوقاية من الحوادث المرورية تحت شعار "يدا بيد من أجل بيئة مدرسية خالية من أشكال التلوث النفسي"، كما قمنا بتوزيع مطويات على الطلبة من مختلف المستويات فيها عدة مواضيع كحملات التشجير في المدارس وتخصيص مساحات خضراء من أجل تعليم التلاميذ كيفية الغرس والحفاظ على النباتات التزينية، كما قمنا في الايام السابقة بمبادرة تستحق كل الثناء والتقدير، اذ اختار أعضاء جمعية «أصدقاء البيئة» في الشفة بغرب البليدة شعار "شجرة الوفاء لشهداء الكلمة"، لتنظيم حملة تشجيرية تخليدا لروح كل من رئيس تحرير جريدة "الخبر" عثمان سناجقي وكذا شعبان زروق مدير مكتبها الجهوي في قسنطينة وذلك للسنة الثانية على التوالي بمقبرة 7 شهداء، حيث تم غرس 54 شجيرة التي تعبر عن سنوات الراحل عثمان سناجقي و59 شجيرة سنوات عمر الراحل شعبان زروق، فاختيارنا للأشجار دون سواها، لأنها ترمز إلى الحياة والأرض والتعلق بالوطن، فضلا عن كونها تنبض بالأمل والخير ويستفيد منها الانسان والحيوان عبر كل الأوقات، وهي أحد عناصر الطبيعة الأساسية في الحفاظ على النظام البيئي المتزن، كما نقوم بحملات تنظيف المقابر ومسابقات بيئية بين المدارس وذلك من اجل إنشاء مدرسة بيئية داخل مقر دار الشباب وإنشاء مطويات خاصة بالتوعية والتحسيس في مجال البيئة. * من خلال هذه الأعمال إلى ما تهدف جمعيتكم من وراء كل هذا؟ - ان اهدافنا من كل هذه النشاطات التي نقوم بها تتمثل في ترسيخ الجانب السلوكي لحماية البيئة والتحسيس والتوعية في التربية البيئية وتنظيم قوافل بيئية من اجل الإهتمام والمحافظة على البيئة والمشاركة في جميع العمليات التطوعية. * هل من مشاريع مستقبلية تذكر تطمح إليها جمعيتكم؟ - بخصوص المشاريع المستقبلية التي نحن بصدد تحضيرها، مسابقة فكرية "حملة أجمل مدرسة بيئية نموذجية" وهي مسابقة بين 18 مؤسسة تربوية على مستوى الشفة والقيام بحملة توعوية للتحذير من ظاهرة الاختطاف والسلامة المرورية بالتنسيق مع الحماية المدنية والأمن الوطني. * ماذا عن المشاكل التي تعرقل عمل جمعيتكم لتقدّم الأفضل؟ - لا توجد مشاكل كثيرة تعيق عملنا الجمعوي، غير غياب مقر للجمعية، فرغم طلباتنا المتكررة، إلا أنها لم تجد آذانا صاغية وهو ما يعيق عمل جمعيتنا وهو الأمر الذي استلزم منا القيام بتجمعات على مستوى دار الشباب "أهل الواد" بالشفة كل يوم سبت وثلاثاء من اجل العمل. * كلمة أخيرة نختم بها حوارنا هذا؟ - إن الحفاظ على البيئة هي الثقافة الحاضرة الغائبة في المجتمع الجزائري، لذا نأمل في توحيد الأيادي من اجل العمل الميداني لحماية بيئتنا، فالبيئة هي محيطنا والحفاظ عليها هو حفاظ على حياة الإنسان، ونأمل في تحقيق مبتغانا وهو الحصول على مقر لجمعيتنا لتحقيق الأفضل.