تمّ تحديد ثلاث بؤر لتجمع البعوض الناقل لحمى المستنقعات (الملاريا) التي كانت قد تسبّبت في ظهور هذا المرض على مستوى حي سدراتة بمنطقة العطف بولاية غرداية، حسبما علم من مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. وقد تمت ملاحظة هذه البؤر الثلاث لتجمع الحشرات الناقلة لهذا الداء من طرف مختصين من المعهد الوطني للصحة العمومية ومعهد «باستور» بالجزائر العاصمة، مكلفين بالقيام بتحقيق وبائي وحول الحشرات، وذلك بعد ظهور مؤخرا لحالات مصابة بحمى المستنقعات بالمنطقة، حسبما أوضح مدير القطاع بغرداية. وقد تمّ اكتشاف 9 حالات منذ ظهور هذا المرض المتنقل عن طريق البعوض والحشرات الطفيلية مطلع الشهر الجاري، كما ذكر المسؤول، موضحا بأنه تمّ اتّخاذ جميع الإجراءات من أجل التكفل العلاجي بالمرضى على مستوى مستشفى «تيريشين» بغرداية، حيث تماثلت هذه الحالات للشفاء بشكل محسوس. وقد تمّ إجراء ما لا يقل عن 1.900 كشف عن طريق «قطرة الدم»، وهي تقنية تركيز الخلايا الحمراء وذلك لفائدة مجمل قاطني منطقة العطف من بينهم 200 من مواطني من دول الساحل، حسب المصدر. ولاتزال عملية الكشف والبحث عن حالات حمى المستنقعات أو حاملي الفيروس متواصلة عبر مجمل المؤسسات العمومية والخاصة للصحة عبر وادي ميزاب الذي يضم أربع بلديات، كما تم إعطاء تعليمات لمجمل الأطباء الممارسين من أجل التحلي باليقظة في حال اكتشاف حمى شديدة، حسبما أوضح المسؤول. وتكشف التحريات القائمة ميدانيا عن الأوبئة والحشرات الغياب المسبق للعلاج الوقائي ضد البعوض، الأمر الذي شجّع على انتشار بؤر هذه الحشرات الناقلة للمرض، حسب ما أضاف ذات المصدر. وقد تمّ عبر منطقة وادي ميزاب، الشروع في عملية لمكافحة بؤر انتشار البعوض الناقل لحمى المستنقعات والقضاء عليها وإبادة هذه الحشرات بالرش وباستعمال سمك «القمبوزيا» الذي يستخدم على المستوى العالمي لمكافحة هذه الحشرات. ويعمل أخصائيو المعهد الوطني للصحة ومعهد باستور الذين تم تجنيدهم من طرف وزارة الصحة، من أجل تحديد إستراتيجية للوقاية ومواجهة خطر انتشار هذا المرض المتنقل عموما عن طريق الحشرات والبعوض على وجه الخصوص. وتهدف هذه الإستراتيجية إلى تحديد ومراقبة بؤر تكاثر وانتشار الحشرات الناقلة للمرض وإبادة هذه الحشرات باستخدام مبيدات فعالة مع مراعاة الجانب البيئي. وقد أوصت الفرق الخاصة بتعزيز الكشف وإطلاق تحقيق ميداني للكشف عن الوباء لدى السكان والقضاء على بؤر انتشار البعوض وتعميم مكافحة الحشرات وتحسيس السكان.