حددت ثلاث بؤر لتجمع البعوض الناقل لحمى المستنقعات "الملاريا" على مستوى حي "سدراتة" بمنطقة العطف ولاية غرداية وفق ما علم، أول أمس الخميس، من المديرية الولائية للصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. وتمت ملاحظة هذه البؤر من طرف مختصين من المعهد الوطني للصحة العمومية ومعهد باستور من الجزائر العاصمة، مكلفين بإجراء تحقيق وبائي حول حمى المستنقعات وحول الحشرات، بعد ظهور حالات الإصابة بالمرض بالمنطقة، وفق ما أكده المدير الولائي للقطاع. وقد تم اكتشاف 9 حالات منذ ظهور هذا المرض المتنقل عن طريق البعوض والحشرات الطفيلية، منذ مطلع الشهر الجاري، كما ذكر نفس المسؤول، مذكرا بأنه تم اتخاذ جميع الإجراءات من أجل التكفل العلاجي بالمرضى على مستوى مستشفى "تيريشين" بغرداية، حيث تماثلت هذه الحالات للشفاء بشكل محسوس. وتم إجراء ما لا يقل عن 1900 كشف بمنطقة العطف من بينهم 200 لفائدة مواطنين قادمين من دول الساحل، وفق ما أشار إليه ذات المصدر دائما الذي كشف أيضا أن التحريات القائمة ميدانيا أظهرت الغياب المسبق للعلاج الوقائي ضد البعوض، الأمر الذي شجع على انتشار بؤر هذه الحشرات الناقلة للمرض. وتم، عبر منطقة وادي ميزاب، الشروع في عملية لمكافحة انتشار البعوض الناقل لحمى المستنقعات والقضاء عليها وإبادتها بالرش وباستعمال سمك "القمبوزيا" الذي يستخدم على المستوى العالمي من أجل مكافحة هذه الحشرات. ويعمل الأخصائيون المشار إليهم على تحديد استراتيجية من أجل الوقاية ومواجهة خطر انتشار هذا المرض المتنقل عموما عن طريق الحشرات والبعوض على وجه الخصوص، حيث تهدف هذه الاستراتيجية إلى تحديد ومراقبة بؤر تكاثر وانتشار الحشرات الناقلة للمرض وإبادتها باستخدام مبيدات فعالة مع مراعاة الجانب البيئي. من جانب آخر، أفاد بيان للوزارة الوصية، أول أمس الخميس، أن تطور معظم حالات المرضى المصابين ب "الملاريا" إيجابي بفضل التكفل "الفوري والمواتي" لعمال الصحة، وفور التبليغ عن الحالات الأولى، أرسلت الوزارة فريقين للدعم التقني للمصالح الصحية المحلية يضمان أعضاء من اللجنة الوطنية للخبراء المكلفين بمحاربة الملاريا والمعهد الوطني للصحة العمومية لتقييم الوضع ودعم الإجراءات الوقائية والعمليات المواتية لكل ولاية كالكشف عن أقارب المرضى، يضيف نفس المصدر. واتخذت هذه الإجراءات، تضيف الوزارة، عقب التبليغ عن حالات الملاريا في كل من باتنةوغرداية، مؤكدة أن المصالح الصحية الولائية صرحت بثلاث حالات أثبتها المخبر المرجعي للمعهد الوطني للصحة العمومية. وتحدثت الوزارة عن حالتي وفاة بهذا المرض إحداهما لشخص سبق له التنقل إلى بلدين ينتشر فيهما المرض، هما السينغال ومالي، دون تلقي علاج وقائي كيميائي، في حين أن الشخص الثاني المتوفى كان يبلع من العمر 82 عاما وكان يعاني من مرض مزمن ما تسبب في الوفاة رغم تلقيه العلاج، أما المريض الثالث فقد أصيب بالمرض وتلقى العلاج واستجاب له حيث غادر المستشفى في حالة مرضية. ويشير المخبر المرجعي للمعهد الوطني للصحة العمومية إلى أن العامل الذي سبّب الحالات التسعة هو "البلاسوموديوم فالسيبوروم" وهي طفيلية تسبب الملاريا عند البشر، وبخصوص ولاية غرداية صرحت المصالح الصحية بهذه الولاية بتسع حالات، حيث تم تسجيل حالة وفاة واحدة، ليلة 6 إلى 7 نوفمير الجاري، رغم "العلاج المكثف الذي استفادت منه الضحية منذ قبولها". واستقبلت المؤسسة الاستشفائية العمومية بباتنة، ليلة الأربعاء إلى الخميس الماضيين، حالة جديدة لمصاب بالملاريا وهو طالب جامعي ينحدر من ولاية غرداية ويدرس بجامعة قسنطينة وكان في زيارة لصديق له بولاية أم البواقي قبل أن ترتفع حرارته بحدة ويتم نقله إلى المؤسسة الاستشفائية العمومية المشار إليها التي ذكرت أن حالته مستقرة. وسجلت ولاية باتنة، منذ نهاية أكتوبر الماضي، ثلاث إصابات منعزلة بالملاريا، حيث توفي منها اثنان بسبب المرض، فيما غادر الثالث المستشفى بعد تماثله للشفاء.