أكد مشاركون في الملتقى الدولي الثالث حول التنوع البيولوجي والأنظمة البيئية الساحلية بوهران على ضرورة جرد كامل للتراث البيولوجي البحري بالوطن قصد معرفته والمحافظة عليه من الزوال. ويرى الباحث قارة محمد هشام من مخبر الموارد البيولوجية البحرية لجامعة عنابة على هامش هذا اللقاء أنه يتعين أن يأخذ الجرد بعين الاعتبار الجانب الجيني للأصناف البحرية وتنوعها وخصوصيتها في بعض مناطق البلاد وذلك لمعرفة الموروث الجيني لهذه الأصناف، كما أكد الأستاذ قارة الذي قدم محاضرة حول «أسماك المياه العذبة بالجزائر: تنوع وحالة الإدماج» على ضرورة متابعة هذه الأصناف البحرية بصورة دقيقة لمعرفة فرص إدماج أصناف بحرية جديدة ومدى متابعة تطورها ونسبة نجاحها وتأثيريها على الأصناف الأخرى المعروفة بالجزائر. وبخصوص عملية إدخال أصناف من الأسماك الدخيلة «المستوردة» في المياه العذبة بالجزائر أفاد الأستاذ قارة بأن نسبة الإدخال في المياه العذبة تقدر ب60 بالمئة من الأصناف المعروفة وهي مستوردة وذلك لتطوير الصيد البحري وتربية المائيات، غير أن للجزائر أصناف يمكن إدخالها لضمان التنمية في قطاعات الصيد وتربية المائيات والفلاحة على غرار سمك البوري، وفي هذا الصدد صرح ذات المتحدث أن الجزائر وضعت قانونا ينظم عملية إدخال أصناف السمك في تربية المائيات غير أنه غير كافٍ مما يتعين وضع إجراءات تطبيقية حول كيفية مراقبة هذه العمليات وكذا وضع بروتوكولات لترخيص إدخال أصناف السمك في المياه العذبة. وتميز هذا الملتقى الذي دام يومين بتقديم عدة محاضرات حول تأثير التلوث الكيميائي على الكائنات الحية البحرية وعلى صحة الإنسان فضلا عن مداخلات شفهية وأخرى في شكل ملصقات تدور حول محاور التنوع البيولوجي البحري والساحلي والمراقبة البحرية والساحلية وتسيير الموارد البحرية والتنمية المستدامة وتهيئة الساحل وسياسات التسيير وايكولوجية وأخطار السواحل. وقد نظمت هذه التظاهرة العلمية التي شارك فيها باحثون جزائريون وأجانب وجمع من الطلبة- كلية العلوم والطبيعة والحياة وقسم البيولوجية ومخبر شبكة المراقبة البيئية وذلك تحت رعاية المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي.